لم أتخيل حتى في أسوأ كوابيسي أن اسمع احتجاجا على الدستور المصري الجديد، لأنه أغرب احتجاج سمعته على الدستور المصري الجديد اشتماله على مادة تقول أن الدولة ترعى الأخلاق والآداب والنظام العام، والمستوى الرفيع للتربية والقيم الدينية والوطنية، والحقائق العلمية، والثقافة العربية، والتراث التاريخي والحضاري للشعب؛ وذلك وفقا لما ينظمه القانون، مدار الاعتراض تحديدا، حول تعهد الدولة برعاية الآداب العامة، والاحتجاج جاء من محام وحقوقي مصري أعرفه شخصيا من دعاة «الحرية» و «حقوق الإنسان!» كان يتحدث إلى إذاعة البي بي سي، ووجه اعتراضه –كما قال- أنه ممكن يخرج مع ست متجوزة وزميلة له في العمل ويجلس معها يشربوا قهوة مثلا ويخشى، إعمالا لهذه المادة في الدستور، أن لا يكون بإمكانه فعل هذا، خاصة وأنها تصطدم مع مادة أخرى بالدستور تقول، أن الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق والوطنية،وتحرص الدولة والمجتمع على الالتزام بالطابع الأصيل للأسرة المصرية، وعلى تماسكها واستقرارها، وترسيخ قيمها الأخلاقية وحمايتها؛ وحيث ان خروجه في موعد مع هذه السيدة المتزوجة حسب تفسيره لنص المادة، يناقض ما ورد في الدستور، لهذا فهو يعارضه ويقف ضده ويدعو للتحريض عليه، علما بأن لهذا الحقوقي مؤلفات وصولات وجولات في ميدان حقوق الإنسان!
على هامش هذا الموقف الغريب، تذكرت اعتزاز الأمريكي والأوروبي بقيم الأسرة، ومباهاة الساسة أنهم ينتمون للأسرة ويحافظون عليها، ويحرصون على الظهور في المناسبات العامة مع أسرهم، بمن فيهم الزوجات والأبناء، فيما صاحبنا «الليبرالي» ينتقد الدستور المصري لأنه يدعم الأسرة ويعتز بها، ويحافظ على الأخلاق والآداب العامة!
طبعا لا أريد أن أعمم حالة هذا الحقوقي الهمام على كل من يعادي الدستور المصري الجديد، ويناصب مرسي وصحبه العداء، لكن المسألة في كنهها لا تعدو أن تكون معارضة لنهج معين، يعرفون انه إن ساد سيحرمهم من كثير من ملذاتهم وانفلاتهم وشهواتهم، مع ما يستتبع هذا الأمر من سيادة نمط نظيف من العلاقات!
على الوجه الآخر، اقرأوا معي رأيا من معسكر الأعداء الخارجيين «الواضحين» جدا، كيف يرون صاحب هذا الدستور، هو ومن وضعه من رجالات مصر الشرفاء..
ففي مقال نشره في صحيفة معاريف، يشرح المستشرق والدبلوماسي الإسرائيلي إيلي فيدر الأسباب التي تجعله يرى أن الرئيس المصري محمد مرسي قد يصبح أحد أعظم القادة في التاريخ العربي. يصف فيدال، الذي تولى مناصب عليا في شعبة الاستخبارات العسكرية، وعمل مستشاراً لرئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون مرسي بأنه «عبقري، محكم الخطوات «. ويضيف فيدر، الذي يعتبر من أشهر المستشرقين اليهود: « مرسي يسلك سلوك القادة الذين صنعوا التاريخ وغيروا مجراه، لقد خيب ظني وظن كل المستشرقين اليهود، دهاؤه مثير للإعجاب «. ويعتبر فيدر أن أكثر ما يثير في مرسي إدراكه لطابع التوازنات السياسية الداخلية والإقليمية والدولية، ونجاحه في المناورة حسب هذا الإدراك الدقيق والمبهر. ويرى فيدر أن مرسي قد أعطى الانطباع لجميع القوى العالمية والإقليمية أن مصر تحت قيادته « ليست في جيب أحد»!
قارنوا بالله عليكم بين الرأيين، واحكموا، لعلنا نجيب عن السؤال المحير: لماذا يعارضونه بكل هذه الشراسة؟؟
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو