الرقم مهول ومذهل: 8ر78 ألف طالب سوري في مدارس التربية والتعليم. وإذا وضعنا لوناً على خارطة المناطق التي يتجمع فيها اللاجئون السوريون، فإننا أمام المفرق، والرمثا، وإربد!!.
كيف تستطيع محافظتان احتواء هذه الأعداد من طلبة سوريا؟. كيف توفر لهم المكان؟ كيف توفر لهم المدرّسين؟ كيف توفر لهم الكتب؟؟ هذه أسئلة لم يلتفت إليها أكثر الناس في بلدنا .. ربما لأنهم معتادون على هذه «المفاجآت» التي تداهمنا في كل موجة لجوء، وبعد كل كارثة قومية، وربما لأنهم منشغلون بخبزهم اليومي.. فإذا كانوا من جماعة الغاضبين الدائمين فإنهم «يعتقدون» أن هذا الرقم يبرر السرقة والفساد!!.
فإذا اضفنا إلى كلفة الدراسة كلف التموين، والإعاشة والسكن، والطبابة.. فإننا نتحدث عن مئات الملايين من الدنانير التي يساهم بعض الأشقاء والتبرعات الدولية بجزء منها، ويبقى كل شيء شأناً اردنياً بحتاً اهمه: توفير الماء، وتوفير البيئة النظيفة لآلاف الناس المزروعين في البادية، وللمدن التي تضاعف عدد سكانها كالمفرق مثلاً!!.
ان اثارتنا لهذا الموضوع لا تعني اننا نشقى بهذا اللجوء وكلفته، فقد اخترنا منذ البداية ان نكون عرباً، وان لا نتاجر بالانتماء القومي، ولكن الحالة الاردنية تضعنا امام الفكاهة الاردنية وروح النكتة التي تلبست الاردنيين، وهم الشعب المكشر بطبيعته.
والنكتة تقول: اذا اراد المسؤولون السوريون انماء بلدهم فما عليهم سوى «تطفيش» الناس وارهابهم بالمدافع والدبابات والطائرات، فيقوم الاردن ولبنان وتركيا باطعام وايواء وتطبيب مليوني سوري، ودفع اربعة ملايين الى مغادرة بيوتهم ومزارعهم ومصانعهم ومدارسهم وجامعاتهم فلا ينفق النظام على الاسكان وعلى مشروعات المياه وعلى توسيع المدارس والجامعات والمستشفيات!!.
إن أرقام الموازنة السورية خلال العامين الماضيين، ألغت أبواباً كثيرة في كلف التعليم والشؤون الاجتماعية، والصحة، والاسكان، وأقنية الماء وتوفير المستلزمات الزراعية. صحيح أن أرقام الدخل تفتقد النفط والضرائب، لكن النفط لا يرد عادة في الموازنة لأنه مخصص للتسليح، ولا معنى لنشر أرقام تتناول أسراراً عسكرية.. وقد ثبت أن هذا التسليح لم يفد النظام بعد أن تحولت قوى الجيش إلى قتل السوريين وتهديم مدنهم. وإلى عجز هذه القوى على السيطرة على قرى غوطة دمشق وأرياف حمص وحلب وحماة والرقة وإدلب ودير الزور!!.
-هل تريد أن توفر في الموازنة العامة؟!.
-اطرد شعبك وضع كلفته على الجيران والعالم!!.
-هل تريد أن تخوض حروب التحرير وتنتصر؟!.
-.. إذن حول فوهات المدافع على شعبك وقاتل الوهم الذي اسمه «القاعدة»، واستدع عصابات الطائفية من العراق ولبنان وإيران!!.
نشعر أحياناً أننا نعيش زمن اللا معقول. لكننا ما نزال نؤمن بالكلمة!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو