السبت 2024-12-14 02:29 م
 

الخيطان يكتب: كيف انطلت الخديعة على الأردنيين؟

08:51 ص

كتب المعلق والكاتب في صحيفة الغد الزميل فهد الخيطان مقالاً اليوم بعنوان ' كيف انطلت الخديعة على الأردنيين؟' تحدث فيه عن الذهول الذي يصيب المرء وهو يطالع الاف الاسماء من الاردنيين الذين دعتهم نيابة محكمة أمن الدولة أمس لاستلام ما تم رده وتحصيله من أموال لهم في قضايا البورصة 'الوهمية' .

اضافة اعلان


وطرح الخيطان تساؤل حمل كيفية انطلاء هذه الخديعة على مئات الآلاف من الاردنيين، فأهدروا تحويشة العمر، فيما اعتبر ان السؤال الأكثر مرارة، 'لماذا صمتت السلطات الحكومية كل تلك السنوات عن نشاط هذه الشركات ولم تتحرك لوقفها قبل أن تأكل الأخضر واليابس؟'


وتالياً نص المقال :

يصاب المرء بالذهول وهو يطالع آلاف الأسماء من المواطنين الذين دعتهم نيابة محكمة أمن الدولة عبر إعلان في صحف أمس لاستلام ما تم رده وتحصيله من أموال لهم في قضايا البورصة 'الوهمية' التي أحكامها الدرجة القطعية.


الإعلان الذي جاء في عشرين صفحة ضم نحو 12 ألف اسم لمواطنين تعاملوا مع شركة واحدة فقط من بين عشرات الشركات التي نشطت في هذا المجال قبل سنوات.


وقبل أسابيع قليلة كانت المحكمة قد نشرت قوائم مماثلة ضمت آلاف الأسماء، وهناك أضعاف مضاعفة من المتعاملين مع شركات البورصة على قوائم الانتظار الطويلة لحين استكمال الإجراءات القضائية وصدور الأحكام النهائية في القضايا المنظورة أمام المحكمة.


ليس لدينا أرقام محددة لعديد ضحايا البورصات من المواطنين، لكن قياسا على ما نشر من تفاصيل في وسائل الإعلام، وماتنشره 'أمن الدولة' حاليا لا استغرب أن يناهز تعدادهم المليون مواطن.


يتساءل الإنسان مع نفسه، كيف انطلت هذه الخديعة على مئات الآلاف، فأهدروا تحويشة العمر وما يملكون في نشاط استثماري غير مرخص قانونيا، وعلامات 'النصب' فيه واضحة جلية؟


والسؤال الأكثر مرارة، لماذا صمتت السلطات الحكومية كل تلك السنوات عن نشاط هذه الشركات ولم تتحرك لوقفها قبل أن تأكل الأخضر واليابس؟


وما يضع العقل في الكف حقا أن هذه المأساة تكررت مرة ثانية ولم نتعلم الدرس، إلا عندما تكشفت تفاصيل شركات التعزيم في مناطق جنوب المملكة، وضاعت فيها ملايين الدنانير على المواطنين هناك، لتنتهي قضيتهم في أروقة المحاكم، تنتظر دورها بعد البورصات.


إذا كان هناك من يتحدث عن أموال منهوبة من الأردنيين، فإن هذا الوصف ينطبق بدقة على قضيتي البورصات والتعزيم، لكنها أموال نهبت بإرادة المواطنين ومعرفتهم وعن طيب خاطر.


مئات الملايين ربما ضاعت في القضيتين، ومهما كان حجم الأموال المستردة فلن تعادل ربع المبالغ المهدورة على ما يقول متعاملون مع البورصات.


والخسارة لم تقف عند هذا الحد؛ فالتحقيق بالملف من طرف أجهزة الدولة، ومحكمة أمن الدولة وما ترتب عليه من إجراءات تدقيق ومحاسبة ومراجعة لآلاف الملفات كبّد الخزينة مصاريف مالية، وبذلت في سبيله جهود جبارة من طواقم المحكمة.


لسنوات والمئات من المدعين العامين والقضاة والخبراء والموظفين يعملون ليل نهار لاستعادة ما يتيسر من أموال الأردنيين المنهوبة، وما يزال أمامهم شوط طويل قبل أن يسدلوا الستارة على واحدة من أكبر القضايا التي واجهت القضاء الأردني في تاريخه، وتركت آثارا مدمرة على أوضاع المواطنين الاقتصادية.


إنها قضايا تفوق في حجمها وتأثيرها قضية بنك البتراء في تسعينيات القرن الماضي، ومن بعدها قضايا الصيرفة التي تأذّى منها بضع مئات من المواطنين.


تستحق مثل هذه القضايا أن تبقى مفتوحة للنقاش والمتابعة في وسائل الإعلام، ليتسنى للرأي العام معرفة التفاصيل الكاملة عما جرى فعلا، ولتوعية أوسع قطاع ممكن من المواطنين بمخاطرة المغامرة بحثا عن الربح السريع.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة