الدهيسات ثاني ضحايا العنف في مؤتة خلال أربع شهور

الوكيل - تقرير : عزالدين الناطور - لم يكن يتوقع طالب الهندسة في جامعة مؤتة اسامة الدهيسات أن يكون صباح يوم الثلاثاء ضحية لمشاجرة هو ليس طرفاً فيها ، بخاصةً أنها توجه إلى جامعةً يتوقع منها أن تقدم العلم لا الموت .


الدهيسات الذي توفي اليوم الثلاثاء إثر سلسلة المشاجرات التي شهدتها الجامعة في الفترة الأخيرة التحق في جامعة مؤتة بعد أن حصل على معدل عالٍ في الثانوية العامة مكنه من دراسة الهندسة المدنية ليثت بعد فترة قصيرة كفاءة اكاديمية عالية وروح طيبة مكنته من تكون شبكة علاقات إنسانية في الجامعة ليكون خبر وفاته صادماً بالنسبة للكثيرين من أصدقائه في الجامعة .

وهو الذي كان واضحاً من طبيعة التعليقات التي كتبها أصدقائه على شبكة التواصل الأجتماعي فور سماع خبر وفاته .

شغب في فقوع

فور سماع خبر وفاة الدهيسات أنطلقت شرارة الاحتجاجات في منطقة فقوع التي تشهد تواجداً كبيراً لعشيرة ' الحمايدة ' ، والتي قامت بالاعتداء على المركز الأمنية للمنطقة بالإضافة إلى حرق عدداً
من السيارات الأمنية بحسب ما صرح به سابقاً احد المصادر الأمنية .

لتنتقل شرارة الاحتجاجات إلى مدينة ذيبان في مأدبا وإلى محيط جامعة مؤتة التي شهدت تواجداً كبيراً للمواطنيين الذين يصرون على الكشف عن هوية قاتل أسامة الذي كشف تقرير لجنة المركز الوطني للطب الشرعي أنه توفي ' بسبب تضخم شديد في عضلة القلب ' .

تعليق للدوام حتى الأسبوع المقبل ، وإتهامات للجامعة بالتقصير 

سلسلة الأحداث التي شهدتها جامعة مؤتة مؤخراً دفعت إدارة الجامعة إلى تعليق الدوام في الجامعة حتى تستطيع مع فعاليات المجتمع المدني  ووجهاء العشائر في احتواء تداعيات وفاة أسامة .

إلا أن الإدارة لم تسلم من الاتهامات بالتقصير فبحسب بيان صدر بالأمس للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة ذبحتونا فإن إدارة الجامعة تأخرت أمس الأثنين بإعلان تعليق الدوام وهو الذي سمح بتحول التوتر ما بين الطلبة إلى مشاجرة أدت إلى ما أدت إليه .

أسامة ثاني ضحايا العنف في مؤتة


سلسلة المشاجرات التي شهدتها جامعة مؤتة في الفترة الأخيرة لم تكن الأولى من نوعها ، فقبل نحو اربعة شهور تعرض الطالب حسان البداينة في ذات الكلية التي يدرس فيها أسامة إلى الطعن من قبل زميله أدت إلى وفاته .

ذبحتونا :  وفاة الدهيسات يوم أسود في تاريخ التعليم العالي 

اعتبرت لجنة المتابعة للحملة الوطنية من اجل حقوق الطلبة ' ذبحتونا ' أن ما حدث في جامعة مؤتة وما أدى إليه من وفاة الدهيسات  ما هو إلا يوم أسود آخر في تاريخ الجامعات والتعليم العالي تتحمل الحكومة المسؤولية المباشرة عنه.

وأشارت الحملة إلى أنها كانت قد حذرت منذ سنوات من خطورة  ' استخفاف ' الحكومة بهذه الظاهرة، وقد أرسلت الحملة في أوائل العام الماضي رسالة إلى رئيس الوزراء طالبته فيها بسرعة التدخل واتخاذ اجراءات فورية واستراتيجية لوقف هذه الظاهرة، إلا أن كافة نداءات ومطالبات الحملة والندوات والمؤتمرات التي عقدتها حول هذه الظاهرة لم تؤتي أكلها مع حكوماتنا المتعاقبة .