استفتاء كردستان هو أول أحجار السبحة التي فرطت، فرغم كل الضغوط الدولية مضى أكراد العراق في استفتائهم للانفصال و للحقيقة فالاستفتاء هو فقط شرعنة لانفصال حدث منذ زمن ادارياً و سياسياً وينقصه اعلان الدولة.
مسعود بارازاني وجه اتهاماً صريحاً للحكومة العراقية في بغداد بتجذير دولة دينية طائفية وهو ما لا يحتاجه الأكراد الباحثين عن الدولة المدنية على حد قوله.
قد يكون الأكراد يبحثون عن دولة مدنية لكن دولتهم ستكون دولة قومية أولاً و لن يمضي كثير من الوقت قبل أن تلتحم مع «روج آفا» المتشكل في «سوريا» لتصبح الدولة الكردية أكثر امتداداً و تخلق مزيداً من الرعب ل»تركيا» و «ايران».
«بارازاني» يقود الآن لحظات حاسمة في عمر القضية الكردية و «بارازاني» يكتسب شرعية سياسية و تاريخية بالنسبة للأكراد فعائلته قدمت تضحيات هائلة خلال كفاح الأكراد من اجل قضيتهم، فقد نفي والده إلى موسكو سنوات طويلة و لم يتمكن مسعود من رؤيته حتى سن الثانية عشرة.
ثلاث من اخوته تم اغتيالهم على يد النظام العراقي السابق و مسعود نفسه تعرض لمحاولة اغتيال كادت تودي بحياته في «فينا» عام 1979، هذا التاريخ يجعله مؤهلاً ليقود حلم الأكراد نحو التحقق.
كل دول الجوار تغلي مع بلوغ القضية الكردية نقطة مصيرية إلا «اسرائيل» التي أعلنت دعمها لقيام الدولة الكردية.
الغرب الذي حاول الضغط علناً لمنع الاستفتاء كان يعلم أن الأكراد لن يقبلوا و ربما أن موقف الخفاء غير موقف العلن.
قيام الدولة الكردية ما كان من الممكن أن يحدث لولا الربيع العربي الذي كشف عورات بلادنا الطائفية و الاقليمية و صور للعالم أن غالبية الشعوب في هذه الدول متطرفة تسعى لخلق دول دينية لا مدنية.
المشكلة في أن الدولة الكردية الجديدة التي هي تحصيل حاصل الآن ستكون سبباً لحروب الشرق الأوسط القادمة فالميليشيات الكردية الحالية ستكون نواة الجيش الكردي الجديد الذي قد تقوده نشوة الدولة الجديدة إلى مواجهات مع دول الجوار خصوصاً و أن سبب الحرب بدأ بالتبلور مسبقاً و هو الحفاظ على الدولة من التقسيم «حال العراق و سوريا» أو خطر قيام الكيان الكردي «تركيا و ايران».
لا أعرف مدى التعقل الذي قد يطغى على الجانب الكردي الذي يعلم معنى الدخول في حرب لكن في المقابل هناك من ستقودهم الانفعالية من الأطراف الأخرى لمنع تقسيم البلاد المفتتة حكماً فتشتعل حماسة قتال الأكراد.
المنطقة بين أمرين إما قبول قيام الدولة الكردية وهو الأمر الواقع أو الاستعداد لحرب جديدة و الأخيرة معناها مزيداً من التقسيم و التفتيت و تحقيق حلم «اسرائيل» في تحويل الأنظار عنها نحو دولة جديدة تخلق مشاكل من نوع آخر.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو