تحديات كثيرة واجهتها الصحافة منذ بدأت مع عصر إختراع الطباعة على يد يوحنا جوتنبرج، في ألمانيا في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي الذي لاحظ أن القراءة والتعلم مقصوران على الأغنياء، من دون الفقراء.
منذ ذلك الحين حملت الصحافة مهمة التنوير قبل أن تحمل هموم الفقراء والمهمشين وصوتهم , فكان واجبها الأساس هو خلق توازن مجتمعي بين مختلف فئات المجتمع في لعبة تكلفت كثيرا وكلفتها ثمنا باهظا في كثير من الأحيان.
ما سبق كان من التحديات , لكن مثل هذه المصاعب ما عادت الهم الأكبر لصناعة الصحافة.
مناسبة الحديث عن الصحافة الصناعة , هو عيد « الرأي « والمجال هنا لا يتسع لبث الهموم ولحظات الفرح , لكن يمكن سرد ما يتيسر لنا في هذه المساحة الضيقة بما يمكن أن نتذكره عن مسيرة « الرأي « وتحدياتها.
الرأي صحيفة الوطن والمواطن , وقد واجهت مثلها مثل كل الصحف العريقة تقلبات العصر والأمزجة منذ تطور إنتاج الكلمة المطبوعة من عصر المعدن الساخن إلى مرحلة الصف التصويري، الى ما نعرفه اليوم بعصر ثورة المعلومات , ولا تزال.
ثورة وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، نالت من الصحف المطبوعة ومن لا يرى ذلك خصوصا من أوساط صناع هذه الصحف لا يمكن له أن يواكب التطورات , ومثال ذلك هو أن الصحفي نسي القلم والورق , ففي وقت سابق كان يحرص الصحافي على أن يكون قلمه بارزا في جيب قميصه فهو هويته لكن اليوم إن سألت صحافيا عن قلم فلا تجده , هذه علامة لأثر تكنولوجيا المعلومات على شكل الاتصال ومحتواه فقد حل اللابتوب والاي باد والهاتف النقال في محل الكتاب.
الصحافة المطبوعة شهدت تناقصاً كبيراً في عدد القراء على مستوى العالم.. هذا ما تؤكده الدراسات التي أجريت في هذا المجال.. وفي الولايات المتحدة تشير دراسة الى أن قراء الصحف هبط عددهم الى نحو النصف.. ويعود السبب الرئيسي في هذا التدني الى بدائل إعلامية اكثر جاذبية وأهمها الانترنت.. وأدى ذلك في غير قليل من البلدان المتقدمة الى إغلاق بعض الصحف، نتيجة للخسائر التي تعرضت لها.
الصحافة اليوم صناعة كبيرة لها متطلباتها وأدواتها، ومقومات إستمرارها مثل رأس المال وأدوات الانتاج وهي مثل أي مشروع صناعي وتجاري ينطوي على مخاطر , تستدعي منها مواكبة التحديات والمنافسة وكل ما هو جديد.
الرأي أطلقت ماكينة جديدة للطباعة وكان هذا تحديا في وقت تشهد فيه الطباعة تراجعا , لكن ثمة قناعة بأن لكل منتج شكلا ومضمونا نكهته الخاصة عند جمهور القراء.
المطبعة الجديدة التى تديرها « الرأي « تهدف الى الارتقاء بصناعة الصحافة، وخلق بيئة مناسبة لتشجيع المزيد من الإصدارات الصحفية، في تحد قد يبدو أنه تجديف بعكس التيار , لكن المستقبل سيبقى حافلا بتطورات غير متوقعة.
برغم كل ما سبق حرية الرأى والتعبير تبقى من أهم التحديات , لكنها لا تكتمل دون اكتمال حلقات صناعة الصحافة وأعمدتها , الكلمة الموضوعية.. التصميم العصرى.. الطباعة الحديثة.. التوزيع الواسع.. والتسويق الناجح.. ودونها تظل هذه الصناعة عرجاء..
الرأي في عيدها طوعت الثورة التكنولوجية التي شكلت ولا تزال عبئا على وسائل الإعلام , لكن « الرأي « الأسرة والعائلة لم تكن سدا يمنع نفاذ هذه الثورة المعلوماتية بل سلما قويا لا يتكيف معها فحسب بل يحملها وينشرها بين الفقراء والمهمشين قبل الأغنياء والقادرين , هذه هي المهمة الجديدة للصحافة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو