منذ اليوم الاول لحكومته اختار الدكتور عبدالله النسور ركائز ثلاث , الاولى العمل الميداني والتفاعل مع الميدان دون وجل او لعثمة , والثانية اطفاء بؤر التوتر مع الحراكات الشعبية وفتح قنوات اتصال مع القوى الحزبية والسياسية على قاعدة الحوار ضمن الثوابت الوطنية الواضحة , بصرف النظر عن النتائج واشتراطات المخرجات , فالحوار إن لم يثمر عن توافق فإنه يذيب ويكسر جليد العلاقات , والثالثة مكاشفة الناس بالواقع الاقتصادي ومدى قدرة الحكومة على الاحتمال.
النسور للان لم يخالف المعروف عنه , ويمتلك المقدرة على تنفيذ المأمول منه , خاصة وان اشارته الاولى وعبر تشكيلة حكومته كانت الترشيد , حتى في اعداد الوزراء , واستخراج افضل ما في الجغرافيا السياسية كمحدد رئيس في التركيبة السياسية للحكومة.
الدكتور النسور يتحرك في فضاء اقتصادي محدود جدا , ومحاط بهالة من الاوجاع المتراكمة منذ تسعينيات القرن الماضي , فالسلوك الحكومي السابق كان نفطيا بامتياز في بلد يفتقد الى برميل نفط , ولا يمتلك موارد لتعبئة اسطوانة غاز , وينتظر ما يفيض من السماء لسقيا العطاش , ومع ذلك يقوم بدعم السلع المتعددة , دون منح المواطن فرصة للتكيف مع الظرف المحدود , والاردني ان صدقته القول يعيد تكييف ظروفه المعيشية.
ما قاله الرئيس النسور تحت القبة ابان كان نائبا ليس مأخذا عليه , فقد كان يتحدث كرجل يتصدى للعمل العام للعمل العام , فوقع اختيار الناس عليه, وليس مطلوبا منه ان يمتشق عصا السحرة كي يعيد تصويب الاوضاع منفردا ودون مساعدة صادقة من الجميع , فالرجل كان بإمكانه تنفيذ مهمة انتخابات نزيهة وإراحة رأسه , فالجميع يعرف ان حكومته انتقالية او بمهمة واحدة , ولو رضخ الرجل لفكرة اللحظة او تسيير الاعمال لوقع في التناقض مع برامجه السابقة واحاديثه تحت القبة , لكنه كان امينا لما قاله سابقا وتحت القبة.
لم يدفن رأسه في الرمل ولم يتحجج بحر الصيف وبرد الشتاء , وأقدم بجسارة نادرة على الملف الاقتصادي المليء بالامراض المزمنة والمستعصية , واختار ان يبدأ به , لانه يعرف ان نزاهة الانتخابات المقبلة اقتصادية بالجانب الاول , ويعلم ان برامج الاصلاح السياسي فاشلة اذا لم تقم على اقدام اقتصادية صلبة , سنفقر قليلا نعم , وسنتراجع عن مسلكيات مترفة وكماليات خلناها اساسيات , ايضا نعم , لكننا على الاقل سندخل طَوْر الاعتماد على الذات والتكيف مع الظرف الجديد لاعوام قليلة , وبعدها نتنفس الصعداء الى الابد.
ما يحتاجه الاردني , نزاهة في التنفيذ ومكاشفة في القرارات ومراقبة على الانفاق , هذه فقط الثلاثية التي يريدها الاردني كي يقبل بكل الظروف الصعبة وهي ليست جديدة على الدكتور عبدالله النسور , والرجل كما عرفناه جريء في قول الحقيقة , وملم بتلك التفاصيل الدقيقة والكبيرة , وتؤهله خبرته السابقة لمعرفة الغثّ من السمين.
خطوات الرئيس النسور الاولى تحظى بقبول شعبي , وقراراته الى الان تعيد الى الاذهان هيبة الحكومة وتعزز الثقة فيها , والمطلوب المزيد من القرارات الحاسمة التي تراعي مصالح الفقراء والطبقة الوسطى فقط , ونعيد الدعم للمواطن ونلغي دعم السلعة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو