الجمعة 2024-12-13 11:52 م
 

«الربط » الذي لم يتم !

07:15 ص

كلنا على ثقة بأن جزءاً من حل مشكلة البطالة يمر من خلال هيكلة جريئة لقطاع التعليم وبخاصة التعليم الجامعي، لأننا نستضيف مئات الآلاف من الأشقاء والأصدقاء عمالة وافدة في كل القطاعات بما فيها قطاع العاملات في البيوت الذي يصل عدد العاملين فيه إلى عشرات الآلاف.اضافة اعلان

ومن المؤكد أننا جميعاً مللنا من العبارة الشهيرة « ربط مخرجات التعليم بحاجات السوق» وهذه العبارة التي استخدمتها كل الحكومات في بياناتها الوزارية وحواراتها، واستخدمها السادة النواب والأعيان مجلساً بعد آخر، ولم تغب العبارة عن ندوات المختصين أو ( عابري الطريق ) في الحوارات، وكتبها الإعلام والكتاب، وتحدث بها عامة الناس، لكن حتى الآن لم يحدث هذا « الربط «، كلنا نريد « الربط « بين مخرجات التعليم وحاجات سوق العمل، وكانت هناك محاولات لكنها أقل من حجم المشكلة سواء في تعزيز التعليم المهني أو غيره، لكن عشرات الجامعات استمرت بتزويد السوق بعشرات الآلاف من الخريجين كل فصل دراسي، واستمرت سياسة التعليم كما هي، واستمر التعليم المهني محدود الحضور، ويوماً بعد يوم تترسخ مشكلة البطالة بين حملة الشهادات، كما أن سوق العمل يستقبل المزيد من العمالة الوافدة في كل القطاعات، وما زلنا كلنا نطالب « بالربط « لكن من سيقوم بالربط وكيف وما هي الطريق التي توصلنا إلى الهدف، كلها أسئلة لا أظننا نجد اجابة عليها في أي قطاع من القطاعات التي دعت وما زالت تدعو للربط.
نعلم أن شهية مجتمعنا للتعليم الأكاديمي واسعة، وأن شهادة جامعية حتى بتخصص راكد ما زالت مفضلة للنسبة الغالبة من عائلاتنا، لكن الآباء والأمهات هم الذين يكتوون بنار إحباط أبنائهم وهم يبحثون عن ( أي ) وظيفة، ويطرقون كل الأبواب، ويغادرون الجامعات إما إلى الانتظار أو وهم الوعود أو إلى الوظائف المتاحة في المولات أو أي وظيفة لا علاقة لها بالشهادة الجامعية ولا حتى بشهادة التوجيهي.
كلنا نكتوي بهذه النار، والحل ليس فقط بهيكلة التعليم بل أيضا بمسارات تنموية واقتصادية، لكن التعليم مفتاح إدارة القضية، فمتى يكون « الربط «، وهل سيكون هناك منهجية واضحة أم سنبقى نطالب بالربط وننتظر أن نصحو صباحاً لنجد مخرجات التعليم « مربوطة « مع متطلبات سوق العمل!!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة