الجمعة 2024-12-13 04:28 ص
 

.. الربيع بعد ثلاث سنوات!

07:03 ص

بعد ثلاث سنوات نستطيع أن نقول إن الأنظمة العربية التي لم يطالها الربيع العربي، استفادت أكثر من الأنظمة التي اطاح بها!!.اضافة اعلان

السعودية، المغرب، دول الخليج العربي.. الأردن كلها، جعلت من تهديدات الربيع العربي فرصاً لتحسين أدائها، وايصال القناعة إلى ملايين العرب بأن التطوير المدروس، والتغيير القائم على الاعتدال والحوار، هو أفضل من القفز عن هاوية لا يعرف أحد عرضها وعمقها!!.
قيل في مصر، إن شباب الثورة اطاحوا بحسني مبارك ونظامه، والحقيقة أن الرجل، رغم خرفه في السبع سنوات الأخيرة من حكمه، ادرك أن الجيش، الذي جاءَ منه، لم يعد معه. فقدم استقالته، وببراءة وسذاجة عظيمين اعتقدت قوى الشباب أنها حققت الانتصار. لكنها صحت من حلمها الربيعي الجميل على سطو من كانوا يعقدون الصفقات مع النظام البائد، .. سطوهم على الحكم. واستغفال قيادة القوات المسلحة والأحزاب وثوار 6 يونيو بهجوم اخواني باركته الولايات المتحدة وأوروبا.. وصلوا به إلى رئاسة الجمهورية.. ومجلس الشعب والشورى!!.
وكانت ردّة الفعل صاعقة، إذ خرج الملايين إلى الشوارع يعيدون الشعار: الشعب يريد اسقاط النظام، وأعلنت القيادة الجديدة «انحيازها للشعب» وذهب قادة الاخوان إلى الحبس!!.
في ليبيا قامت مظاهرات بنغاري، وحين حرك العقيد دباباته.. وجد أمامه الحلف الأطلسي الذي فتح الباب أمام الشباب المُسلّح بإبادة كل حركة للنظام وأوصلهم إلى نهاية الربيع في أسابيع، وها هو «النصر» يطيح بكيان الدولة، واستقرارها، ووحدتها والخبز – النفط – الذي يعيش عليه الليبيون!!.
أما تونس، فيبدو منذ البداية أن الغنوشي كان أذكى من مرشد الاخوان في مصر، فتحالف مع حزبيين بارزين، ... وقبل أخيراً، وقبل أن «يتمكن» بالعودة إلى الشعب، في دستور جديد وانتخابات نيابية ورئاسية، ذلك أن الشعب الذي أبدع ثورة الربيع الأولى، بقي في الشارع بعد رحيل بن علي، ولم يسمح لا للجيش، ولا للنهضة أن يستوليا على الثورة، أو ينهبا إنجازاتها!!.
ونعود إلى النماذج الذي استفادت من الربيع العربي: نموذج الأردن ونموذج المغرب.
فالحكم الملكي الثابت فيهما استطاع احتواء قوى التغيير، فأطلق لها العنان بالتعديلات الدستورية وإجراء انتخابات نيابية وبلدية (يسميها المغاربة الجهوية) شفافة ونزيهة، وكان التيار الإسلامي المغربي عاقلاً فشارك في التغيير واستحق فرصة تشكيل وزارة ائتلافية من أحزاب مدنية أبرزها حزب الاستقلال التاريخي. في حين فشل التيار الإسلامي في الأردن، حين راهن على «انتصارات» الآخرين ليبني نظامه الخاص. فنحن ما زلنا نذكر بعد نجاح حماس في الانتخابات النيابية الفلسطينية أن أحد قادة الاخوان في الأردن: أعلن استعداد الجماعة لتسلّم الحكم.. هكذا!!. ودون ان يعطي الشعب الأردني خياراته الوطنية الحُرّة!!.
خواطر كثيرة تمرُّ كالفيلم السينمائي أمام أعين ملايين العرب الذين يشهدون ربيع دمشق، هذه الأيام بعد سنوات العذاب والمعاناة!!. فهل هذا هو آخر ربيع عربي؟؟ وهل يدفن التاريخ أشواق السوريين والعراقيين إلى حياة كريمة عزيزة، ووطن سعيد؟؟.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة