الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، هذا عنوان كتاب يطرح بجرأة وببساطة متناهية اشكاليات العلاقة بين الرجل والمرأة، وتقوم فكرة الكتاب على افتراض ان الرجال والنساء جاؤوا من كوكبين مختلفين وشاءت الصدف ان يلتقوا، وهذة انطلاقة فنية موفقة تنزع عن الطرفين أي أرث اجتماعي مشترك أو أحكام وتصورات مسبقة عن الجنس الآخر، وهي بهذا المعنى بداية جديدة تماما لحياة أخرى تتأسس منذ لحظة التلاقي او الارتباط على تفاعل الطرفين وقدرتهما على خلق ثنائي متحاب ومتفهم، وهذة الفكرة منحت الكاتب حرية تامة لبحث كل جوانب (الاختلاف) بتجرد وبمعزل عن الخلفيات الاجتماعية او الثقافية للجنسين، ومنحت القارىء ايضا فرصة التفكير بتجرد عال وبطريقة خلاقة لبناء علاقة زوجية ناجحة .
يرى الكتاب أن المفتاح أو الشرط الاساسي لاستمرار الحب بين الطرفين يكون باحترام الاختلاف وفهمه، وهو يقصد الاختلاف الذي يحمل معنى المساواة وليس التراتب، وهذا من الناحية المبدئية صحيح تماما، ولكن ما العمل اذا كان أحد الطرفين له مصلحة بادامة هذا الاختلاف حين يكون تراتبيا ( اي اختلال بالقيمة والمنزلة الاجتماعية)، ولا يعترف أصلا بالمساواة أو (الندية) بالعلاقة مع الجنس الآخر ... أليس هذا هو داء المجتمعات ألاكثر تخلفا، ورغم ذلك هنالك ما يمكن الاخذ به من هذا الكتاب القيم والغريب .
تبدأ المشكلة، كما يراها الكاتب، من ضعف التواصل غير المباشر بين الطرفين، الذي يأخذ طابعا رمزيا او (بالايماء)، فالرسالة لا تصل أو (تُفهم) على غير المقصود منها خصوصا أذا كانت رسالة تمس المشاعر أو تسعى ( للتقرب ) والتواصل غير المحسوس بين الطرفين، فتتحول الى مادة للشجار بدل أن تكون جسر تواصل وجداني كما يُراد منها، فاحيانا تطلب المرأة شيئا من الرجل على سبيل التقرب، ولكن رد فعل الرجل على هذه المطالب لا تأخذ الهدف المضمر منها، بل ياخذ بمعناها المباشر وبذلك تفقد محاولة التقرب معناها لان الرجل يكون قد لجأ للغة العقل والفهم الحرفي للكلمات وليس لمنطق الاحاسيس التي ترى ما وراء الكلمات وليس تلحظ حرفيتها .
يرى الكاتب أن حياة الرجل تتراوح بين النزعة للاستقلال، بعد اشباع حاجياته الروحية والجسدية، وبين الميل للحفاظ على الارتباط بعلاقة الحب مع المرأة، فهو يتأرجح بين الحالتين، وهذا ما يصيب المرأة بالخوف والذي مصدرة برايي هو حالة عدم اليقين من ديمومة العلاقة، وعدم فهم هذه السيكولوجية العميقة للرجل، فالرجل يعيش حالة تنازع بين العودة (لحضن الام الانثى) وبين نزوعة للحرية كباقي ذكور مخلوقات الله، ويبدو أن البشر ما زالوا يضعون مزيدا من القيود الاجتماعية والقانونية لمؤسسة الزواج كضوابط ومحددات لضمان استمرارها، فالتاريخ البشري مليء بالاساطير والميثولوجيات التي تعالج هذة الثنائية لدى الرجل .
هذا الكتاب هو محاولة جريئة لطرق موضوعات تتعلق بالحياة اليومية للجنسين، هكذا مباشرة ودون مواربة، وهو محاولة لكسر الصورة النمطية الجامدة التي يحملها كل طرف ازاء الآخر، ويكسر التابوهات المحفوظة بمتحف الايدولوجيات بعناية وحرص كي لا يمسها التغيير، وعلى الرغم من البساطة التي تصل لحد التسطيح احيانا، الا أن اثارة هكذا موضوعات بحد ذاتة يعتبر أمرا حيويا وضروريا للبدء بتأسيس ثقافة الحوار بين الجنسين، ويحوي الكتاب على ابواب أخرى لا تقل أهمية عما ذكرناه لا يتسع المقام هنا للوقوف عليها .... نحن بحاجة لثقافة تعنى بحياة الناس اليومية وتقدم لها حلولا أو محاولة للفهم، وهذه هي فكرة الكتاب الرئيسية .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو