الإثنين 2024-12-16 02:21 ص
 

الروابدة:سحوري في رمضان بطيخ وجبنة بلدية وشوربة

03:31 م

الوكيل - يؤكد السياسي الأردني المخضرم عبدالرؤوف الروابدة أن 'أمتنا العربية الإسلامية تعيش في شهر رمضان الفضيل أزمة حادة وتسونامي يجتاحها جميعاً وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة؛ تبعاً لحدة الأوضاع السياسية أو الظلم الذي يقع على المواطن أو التأثير على تمتعه بحياة كريمة حرة وبتراجع الأوضاع الاقتصادية للعديد من الدول والانفجارات التي تجتاح العديد منها'.اضافة اعلان


لهذا التسونامي جوانبه الايجابية في نظر أول رئيس وزراء في عهد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. فالروابدة الذي أطلق عليه الملك عبدالله لقب البلدوزر, يرى أن الحركة الشبابية وإن ارتفع صوتها أحياناً بما يتجاوز الديمقراطية والحفاظ على الأمن والاستقرار، فإنها استطاعت أن تلجم أسباب الظلم والتجاوز على الحقوق والكرامات. كما أنها ستكون, سبيلاً لمرحلة جديدة من عمر الأمة بحيث تنشأ على كل الأرض العربية حركات ديمقراطية ستكون أقرب مثالاً لتوحيد صف الأمة وتوجهها لاسترداد حقوقها. وذلك لأن عهد التفرد بالسلطة من فرد أو جماعة أو تنظيم أو حزب قد مضى؛ كما يعتقد الروابدة.

الوزير والبرلماني العتيد, له أسلوبه المميز في الحياة, كما يعيش نهجاً خاصاً خلال الشهر الفضيل تضفي عليه الأجواء الرمضانية مسحات كبيرة من الاهتمام الأسري والوجداني, لكنه يحافظ في رمضان على العديد من ممارساته اليومية في غيره من الأشهر.

وفي طليعة هذه الممارسات عادة القراءة التي تبدو من حديث 'ابو عصام' أنها واحدة من عاداته التي لا يتخلى عنها تحت أي ظرف, كما أن لقب البلدوزر يتجلى فيها أيضاً, اذ لم يترك ضرباً من ضروب المعرفة إلا وقرأ فيه واجتاح بنهم المثقف مكتبات الأردن كلها.

فالكتاب بالنسبة له هاجس يعيش معه كل الوقت حتى انه لا يخلد إلى النوم إلا وكتاب بين يديه كما انه لا يترك فسحة من وقت إلا وشغلها بالقراءة حتى وهو إلى جانب سائقه في أي مشوار طويل. وليس مستغرباً والحال هذه أن يغدو في مكتبته سبعة آلاف عنوان تتوزع على مختلف صنوف المعرفة.

يخالف الروابدة بحزم واضح ما يشاع على نطاق واسع من أن الصائم يمتاز بسرعة الغضب والحمق. فهو يقول إن هذا الأمر يتجاوز الحكمة من هذه العبادة، وان البعض يحاول التذرع بالصوم ليفرغ غضبه.

من الأيام الرمضانية انطلق لقاء الشرق مع الروابدة، نائب رئيس مجلس الأعيان الأردني ورئيس الوزراء الأسبق.

* برنامجك اليومي في رمضان.. هل يختلف عن أيام السنة؟

- بعد السحور وصلاة الفجر أعود إلى النوم لفترة قصيرة، أصحو منها حوالي الساعة السابعة صباحاً لأقرأ الصحف وأتابع بعض المواقع الالكترونية الإخبارية، التي أقدر لها مواقفها، ثم أغادر إلى مجلس الأعيان؛ حيث أقضي ساعة أو أكثر في الإعداد لجلسات اللجان أو الجلسات العامة أو لحضور اجتماع المكتب الدائم للمجلس، لإدارة شؤونه الإدارية أو العامة، وأعود إلى البيت، وبعد الصلوات المفروضة يخلد الإنسان إلى نوم قصير لاستكمال نوم اليوم السابق على قصره، وبخاصة في مثل هذه الأيام، وبعد تناول الإفطار، وله عندي أسلوب خاص, لا أغادر بيتي إلا لحفل رسمي ويتم اجتماع أسرتي مع أسرة ابني (عصام) يومياً كما تلتحق بنا واحدة أو أكثر من بناتي مع أسرتها يومياً، فيكون الإفطار مجالاً لاجتماع الأسرة وتبادل الحوار، وبعد صلاة العشاء والتراويح وقراءة القرآن, أعود إلى المكتبة حيث أنني لا أستطيع أن أنام مرتاحاً إلا بعد قراءة أحد الكتب، وهذه القراءة تأخذ في الأشهر العادية من 4-6 ساعات يومياً لكن في رمضان, اضطر إلى تخفيضها ساعتين.

والكتاب بالنسبة لي علاوة أنه مصدر للمعرفة والتسلية فهو حبة منوم, لا أستطيع أن أخلد إلى النوم إلا والكتاب بين يدي وهي عادة أعيشها على مدار النهار، حتى وأنا إلى جانب سائقي في أي مشوار طويل، ومن هنا فقد أصبحت مكتبتي عامرة بكل أنواع المعرفة وفيها سبعة آلاف كتاب.

وفي الأيام العادية ألتقي الأصدقاء صباح يوم السبت عند التاسعة صباحاً، وافتح بيتي للمواطنين يوم الاثنين من كل أسبوع عند التاسعة، وتبقى هذه العادة في رمضان، وتبدأ من العاشرة إلى الحادية عشرة، وفي لقاء الأصدقاء نتحاور ونتداول في الشؤون العامة والمستجدة ويكون اللقاء مجالاً لتبادل الرأي والمشورة، كما يحافظ على علاقات الود والصداقة.

أما يوم الاثنين فاللقاء بالمواطنين صدقة جارية أحاول فيها أن أسدي لهم خدمات وهي في مجملها محاولة جادة مع أجهزة الدولة لإيصال ذي الحق إلى حقه إن كان قد هضم أو تم التجاوز عليه، أو رفع ظلم عن مواطن حتى لو كان ذلك وقع بحسن نيّة أو بالسهو.

* والأجواء هذه.. ما هي عناوين الكتب التي تقبل على قراءتها في رمضان؟

- أهم الكتب التي أحاول أن أعيد قراءتها في رمضان كتاب السيرة النبوية وسير القيادات الإسلامية التاريخية، علاوة على الكتب الصادرة حديثاً، وبخاصة ما كانت ذات فكر إسلامي يتفاعل مع الواقع المستجد في الحياة، ولكنني استمر في هذا الشهر بقراءة الكتب السياسية وبخاصة مذكرات القيادات السياسية والعسكرية ورجال العمل العام، وان كنت أميل أحياناً إلى بعض القصص والروايات للكتّاب المُحدثين حتى يبقى الإنسان مع تماس مع الحياة الأردنية.

* هل توجد لأبي عصام متطلبات خاصة في مجال الطعام بالشهر الفضيل؟

- ليست لي متطلبات خاصة في مجال الطعام ولرمضان نكهة خاصة أركز فيها على الأغذية السائلة وهي عادة الأطعمة المحلية الشعبية، فلست على وفاق مع الطعام الغربي بأنواعه وإن كنت اختار منه الطعام الهندي.

أما السحور فأطيبه ما كان بسيطاً بخاصة البطيخ والجبنة البلدية والشوربات التي لا تثقل على المعدة أثناء النهار والسوائل الضرورية للجسم للحفاظ على توازنه.

أما أهم المناسبات لدي في رمضان فهي ما يتعلق بأسرتي الممتدة التي تتشكل من شقيقاتي وأبنائهن وبناتي وأزواجهن وأبنائهن وهي مناسبة تكون كبيرة من ناحية العدد، اضطر في بعض الأحيان أن تكون في فندق أو مطعم.

لا جلَد لدي على المطبخ أو الطبخ، أو على دخول المطبخ أو شم الروائح، لذا في بيتي مطبخ خارجي حتى لا اشم روائح الطبيخ في البيت اثناء عملية اعداد الطبيخ. ومما يريح زوجتي أنني لا أطلب طعاماً خاصاً أو أتعفف على أي طعام مطبوخ يقدم إليّ.

* أثناء الصيام.. هل يسيطر الغضب عليكم؟

- لا أوافق أن الصائم يمتاز بسرعة الغضب والحمق فهذا امر اعتقد انه يتجاوز الحكمة ومن هذه العبادة، وان كان البعض يحاول الاحتجاج بالصوم ليفرغ غضبه حتى يحتمله البعض لهذا السبب.

* يأتي رمضان هذا العام وسط ظروف صعبة تعيشها كثير من الدول العربية والإسلامية..

- في هذا الشهر الفضيل تعيش أمتنا العربية الإسلامية أزمة حادة وتسونامي يجتاحها جميعاً وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة تبعاً لحدة الأوضاع السياسية أو الظلم الذي يقع على المواطن أو التأثير على تمتعه بحياة كريمة حرة وبتراجع الأوضاع الاقتصادية للعديد من الدول والانفجارات التي تجتاح العديد منها، الأمر الذي أضعف النظام العربي ووضع انقسامات حادّة وصراعات تتجاوز مثيلاتها مع بعض الأعداء، وما أدى ذلك إلى تراجع الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلا أن إرهاصات الربيع العربي وقيامه على يد جيل الشباب مستخدمين أساليب حديثة واتصالات رقمية لم تعد بحاجة إلى جهد وتمويل لتجميع الناس. وأنا على يقين أن هذه الحركة الشبابية وان ارتفع صوتها أحياناً بما يتجاوز الديمقراطية والحفاظ على الأمن والاستقرار، فإنها بحركتها استطاعت أن تلجم أسباب الظلم والتجاوز على الحقوق والكرامات، وستكون سبيلاً لمرحلة جديدة من عمر الأمة تبدو إرهاصاتها من حين إلى آخر، ولكن النتائج في نظري لن تكون بعيدة المدى وستنشأ على كل الأرض العربية حركات ديمقراطية هي التي ستكون اقرب مثالا لتوحيد لتوحيد صف الأمة وتوجهها لاسترداد حقوقها، فقد مضى عهد التفرد بالسلطة من فر
د أو جماعة أو تنظيم أو حزب.

الشرق القطرية


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة