خلال شهر، أصبح مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس، د. حيدر الزبن، بطلا في عيون الأردنيين.
هو لم يؤد دور المنقذ للجميع فحسب، وإنما، أيضا، أعاد لنا الأمل بوجود مسؤولين على قدر المسؤولية؛ يسهرون على راحة المواطن وأمانه.
الزبن برفضه إدخال 250 ألف أسطوانة غاز من الهند بعد فحوصات أثبتت أنها غير آمنة، إنما يعكس مدى حرص مؤسسة المواصفات والمقاييس على حياة المواطن وسلامته، ويؤكد، بشدة، على أن البلد بخير، وأن فيها من يخاف الله في أهلها.
القضية التي بادرت 'الغد' إلى نشرها، أثارت حفيظة الشارع الأردني. لكن قرار التخلص من تلك الاسطوانات كان يعني النجاة بأرواح آلاف العائلات من موت ربما كان محققاً، حين تتحول تلك الأسطوانات إلى قنابل موقوتة مزروعة في زوايا بيوتنا، وقابلة للانفجار في أي لحظة!
هكذا، يحق لنا، إن لم يكن يتوجب علينا، أن لا نكون سوداويين عند النظر إلى المشهد بمجمله. فكما أن 'الشيطان يكمن في التفاصيل'، فإن تلك التفاصيل تضم أيضا العديد من النقاط المضيئة والمطمئنة، والتي نفتخر فيها.
ماذا لو دخلت تلك 'القنابل' بيوتنا؟! ما الشعور الذي كان سينتابنا وقتها ونحن نعيش الخوف ونفقد الأمان؟!.. وفيما نحن نحاول أن ننشر الدفء في بيوتنا الباردة، نتوقع أن تتحول البيوت إلى جحيم يأكل الأخضر واليابس.
الآن، أتخيل الأمهات يعانقن أولادهن حول المدافئ في ليالي البرد القارس، ممتنات من كل قلوبهن للأردني الغيور على أرواحهن وقبل ذلك حتماً أرواح أطفالهن.
ثمة مسؤولون يراعون ضمائرهم، غيورون على بلدهم وأهله، ولأجل ذلك يقفون في وجه الفساد والمفسدين مهما كانت النتائج أو الخسارات.
ثمن أسطوانات الغاز غير الصالحة، سواء تم تحصيله أم لم يتم، يظل لا يمثل شيئاً أمام أدنى أذى كان يمكن أن يصيب إنسانا اطمأن إلى أن دولته تحترم حقه في الحياة، وتحميه وتشكل له الملاذ الآمن.
الزبن أعاد لنا بعد هذه الحادثة الشعور بالأمان الذي بتنا نفتقده بسبب مسؤولين أغمضوا أعينهم عن مصلحة المواطن وأمنه، لتحقيق مقاصدهم ومصالحهم!
كل مواطن يبحث عن المسؤول النموذج؛ القوي الشجاع، وصاحب القرار الصحيح، المؤمن بمبادئه وقيمه، الذي يبادر إلى تطبيق القانون وحماية الناس، ويضع في أولويته مصلحة البلد وأهله.
هو المسؤول الذي لا يخشى في الحق لومة لائم؛ فلا يهاب الفساد وسدنته، ولا ينظر إلا بعين العدل والصدق والحق والقوة؛ مؤمنا أن وقوفه مع المواطن كفيل بأن يحقق له الانتصار الذي يحميه تماماً مهما غلت الكلفة.
ثمة مسؤولون في مواقعهم أعادوا الألق لمؤسساتهم، من خلال حرصهم على مصالح الناس وأمنهم وأمانهم.، وحيدر الزبن واحد من هؤلاء الذين يؤكدون لنا أن الخير باق فينا دائماً وأبداً.
نرفع قبعاتنا احتراما لهذا الرجل الذي حمانا من كارثة كادت أن تحيق بنا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو