السائحة الهولندية

جاءت الى مركز الحسين الثقافي لا تعرف ما الذي يحدث ولماذا أغلق السير ...هي سائحة في منتصف الستينات من العمر ومن هولندا , ساعدتها وشرحت لها عن المسيرة أخبرتها بأن هذه المنطقة هي وسط البلد ومنطقة تاريخية ..وأن (الأخوان المسلمين ) يطالبون بإصلاحات ويعدون لمسيرة كبرى لهذا قامت قوى الأمن بأغلاقها حفاظا على سلامة المتظاهرين ...وطلبت منها العودة للفندق...ولكنها أصرت على البقاء.اضافة اعلان

بعد ذلك طلبت مني أن ارفقها لمكان المسيرة وطلبت منها أن نراقب الحدث من بعيد دون أن ندخل بين المتظاهرين ...
أنا لا أكتب رأيا في هذا المقال ولكني أود أن أنقل ملاحظات لفتت إنتباهي قدمتها السائحة الهولندية ..وأود أن اضعها بين يدي جبهة العمل الأسلامي كي يأخذوها في الحسبان عند تنظيم المسيرة القادمة .
في البداية انذهلت وقالت لي :- (كيف تقبل أم أن تأخذ إبنها لمكان خطر؟) ....حين شاهدت مجموعة من النسوة بصحبة اطفالهن الذين لا تزيد اعمارهم عن (8) سنوات ...وصدمت أكثر حين شاهدت سيدة تضع رضيعها في (عربة) مخصصة للرضع....ثم بدأت تشرح لي عن الاعتصامات في هولندا ,اخبرتني أن اي سيدة تحضر طفلا لإحتجاج ما تتواجد فيه الشرطة يتم منعها من دخول المسيرة...وتحدثت لي عن القوانين هناك وكيف أن معظمها قد وضع لحماية المرأة والطفل .
ثم تحدثت لي عن الطفل وأنه يجب أن لا يرى قوات مدججة بالهروات وأن منظر الامن قد يشكل له الفزع .....
لم أعرف كيف أرد عليها ...صمتت .
بعد ذلك سألتني سؤالا غريبا وهو :- كيف تسمح قوات الامن للسيدات بإحضار أطفالهن علما بأن الأمر لا يعتبر نزهة ...لم أعرف ماذا أجيب وأكتفيت بالابتسامة ولو كنت أجيد اللغة الهولندية لقلت لها :- (هو إحنا خلصانين ) .
ثم سألتني سؤالا آخر وهو ....لماذا يتصدر الرجال الهتافات ولماذا لا تهتف النساء معهم بنفس الحجم ؟ ..وهذا الأمر لفت انتباهي أيضا...لم أعرف كيف أترجم عبارة (صوت المرأة يعتبر عورة) ..واكتفيت بالقول أن المايكريفونات بعيدة عن النساء .
طلبت منها أن تغادر وأنا أفكر في ملاحظاتها وأسأل هل وصل بنا الأمر فعلا لأن نسمح بإحضار الأطفال والنساء وجميع أفراد العائلة فقط لأجل غرض تنظيمي ولأجل الحصول على عدد ؟...علما بأن قصة العدد قصة تافهة جدا فأنا أستطيع أن أحشد (100) الف اذا قمت بعمل حفلة لهيفاء وهبي في الهواء الطلق وأستطيع أن أحشد ضعف العدد إذا كانت الوصلة لهيفاء وهبي وروبي .
لكن ما يزعجني ليس العدد ما يزعجني هو نقص الوعي ..لدى بعض السيدات اللواتي حضرن للمسيرة ..ماذا لو أطلقت قنبلة غاز وما ذنب الطفل والبنات (القُصّر) والأطفال (المراهقين) في أن يتعرضوا للغاز ....وهل الأسلام يجيز لنا أن نخدم الغرض التنظيمي أكثر من خدمتنا لأطفالنا وأسرنا وتوفير حياة امنة لهم .
أنا أنقل ملاحظات سيدة هولندية متقاعدة جاءت الى الأردن من أجل السياحة أنقلها لمدير الامن العام ولقادة المسيرات ...فالمطلوب من الأمن أن يمنع كل من يحضر أطفاله إلى مسيرة ...ومطلوب من قادة الأخوان أن يدركوا أن حياة الأردني ومستقبل أطفاله أهم من (مداقرة) الحكومات والمباهاة بالأرقام ...وحمى الله بلادي