الخميس 2024-12-12 12:29 ص
 

السابع ..

06:47 ص

أزالت الأمانة تمثالا عن الدوار السابع , كان قد صنع من قبل فنان سوري وتم إشهاره تزامنا مع إعلان عمان عاصمة للثقافة العربية عام (2001) التمثال إياه إزالته اثارت إستياء البعض والبعض الاخر أيد الأمر بإعتباره يتناقض مع الدين لأنه يحتوي على مجسمات لبشر .اضافة اعلان

السؤال حين تم نصب هذا التمثال قبل (12) عاما تقريبا والذي يمثل شكل كتاب وحوله أجساد من البشر مكدسة فوق بعضها ...كيف تعاطى الشعب الأردني مع هذه القطعة الفنية ؟ ...أتذكر أمي حين شاهدته ونحن في اتجاهنا للكرك , أول جملة قالتها :- ( معمرين ع الدوار؟) أخبرتها أن هذه ليست (عمارة ) بل هي تمثال ...يجسد أهمية القراءة, لكنها لم تصدق الأمر ومضت .
بعض الصحف الإسلامية إحتجت وقتها بإعتبار التمثال أو المنحوتة يجسد أشكالا بشرية كاملة وبالتالي فإن الأمر يقع في باب الحرام .
أتذكر بعد الإفتتاح بإسبوع تناقشت مع سائق تكسي مر بجانب السابع حول التمثال , ولسائقي التكسي رأي غريب في المسألة ..حيث قال لي :- ( هادا كتاب ...وهدول ناس معترين مئطعين مسخمين متل حالاتنا ) ..
أهم رأي طرحه الشيخ محمود وهو إمام مسجد في الكرك كان عائدا معي من هناك ..حيث سألني :- (شو هاظ ) ..فأجبته :- أنه تمثال يأتي تزامنا مع إفتتاح عمان عاصمة للثقافة العربية , يجسد أهمية القراءة والكتابة ..
كان رده :- ( ول كل هالشميمتو والرمل حاطينهن ع تمثال ..كان صبينا سطح المسجد بدلف في الشتا) ...
حين تم وضع التمثال اثار جدلا واسعا , ولكن قله من الناس تدرك قيمة الفن ..أو قيمة النحت , واتذكر عمال النظافة الذين كانوا يقومون بري العشب المزروع على الدوار بعضهم كان ينظر بإستغراب وبعضهم كان يرفض أن يقترب خوفا من أن يسقط عليه الكتاب .
مرت الأيام , وصار التمثال شيئا عاديا ...لم أقرأ أو أسمع عنه نهائيا ولكن حيت تمت إزالته إنتفض البعض بإعتبار المسألة جريمة ...علما بأن معظم الناس لايعرفون دلالات التمثال ولا مناسبة وضعه ...وثقافة النحت لدينا ليست رائجة إلى هذا الحد ..
سؤال للذين انتفضوا على إزالة التمثال ...هل زرتم صرح الشهيد , والذي يجسد بمحتوياته تاريخ دولتنا وجيشها ....هل إطلعتم على المقتنيات التي يضمها ؟ ...لماذا لم يتحدث أي أحد عن تاريخ عمره عشرات السنين بالمقابل غضبوا من أجل تمثال حديث العهد .
بصراحه ظل رأي سائق التكسي في رأسي :- ( ناس معثرين مئطعين مثل حالاتنا) ...والأصل كان نصب رغيف خبز بدلا من كتاب , في زمن الجوع الناس تتوق للخبز أكثر من الكتب ...


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة