الوكيل الاخباري - اكد رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي، ان الاردن يتمتع بمقومات حضارية مميزة، ويحظى بقيادة حكيمة منفتحة على الخارج، واستقرار رغم الظروف والتحديات الكبرى التي تحيط به.
واضاف الرئيس قائد السبسي خلال مقابلة بثها التلفزيون الاردني مساء امس الاربعاء، ان جلالة الملك عبدالله الثاني هو خير خلف لخير سلف، مشيرا الى العلاقة الحميمة التي ربطته بالمغفور له جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه، والخصوصية التي تجمع البدين في مجالات متعددة.
واشاد الرئيس التونسي باسهامات الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، واسهاماته في حل المشاكل العربية، بما عرف عن جلالته من دماثة أخلاقه وبعد نظره، مؤكدا ان الأردن كتونس منفتحة ووسطية وتقبل الاخر وتمتلك خصالا تنفرد في العالم العربي.
وقال ان زيارته للمملكة التي جاءت استجابة لدعوة كريمة من جلالة الملك، تركت وقعا كبيرا في نفسي شخصيا، لأنها أول زيارة لرئيس تونسي بعد الزيارة الشهيرة التي قام بها الحبيب بورقيبة مؤسس الدولة التونسية، مضيفا «كنت سعيدا بهذه الزيارة واعتقد بعد هذه الزيارة سأعود لبلدي وأنا سعيد أيضا».
وحول القضايا العربية، اكد الرئيس قائد السبسي، ان نظرتنا منسجمة مع الأردن وتتصف بالواقعية، ولدينا ماض مشهود له، وتاريخ وحضارة، ومواقف متجانسة حيال العديد من القضايا في المنطقة.
واعتبر أن غياب الوجود العربي في سوريا مع بروز التواجد الروسي والاميركي وتدخل ايران، سببه وجود اجندة خاصة لكل دولة عربية مما اضعف الموقف العربي، مؤكدا ان القضية الاساسية ليست قضية الاسد لكنها كيفية اخراج سوريا من الأوضاع التي تمر بها لترجع لنظيراتها في العلاقات العربية.
وحول عدم انزلاق الثورة التونسية الى العنف قال: ان الانسان التونسي اقرب للحلول الوسطى من الحلول المتطرفة والثورة وقعت ايضا لاسباب اجتماعية كالفقر والبطالة والتهميش، لكنها بالاساس كانت ثورة للشباب وليس لها مرجعيات لادينية ولا غير دينية، لذلك كان من السهل التعامل معها، منوها الى ان الاسباب التي ثار لاجلها الشباب لا زالت قائمة.
واضاف انه ورغم تجاوزنا المرحلة وعدم انزلاق اي طرف الى العنف لكن هذا لا يدوم اذا لم نجد الحلول للتخفيف من وطأة الاسباب التي قامت لأجلها الثورة كالفقر والبطالة والتهميش، مؤكدا الحاجة الى التعاون مع اشقائنا واصدقائنا للتخفيف من وطأة الاسباب التي جاءت بها الثورة، مما يجعلها ان طال الزمن او قصر، بمنأى عن الانزلاق نحو التطرف.
وارجع الرئيس التونسي، النهضة في بلاده والحفاظ عليها نتيجة قيادة رشيدة ويرجع الفضل فيها للرئيس السابق الحبيب بورقيبة، الذي كان قائد معركة الاستقلال وشرع في بناء دولة تلتحق بالدول المتقدمة، علما بأن الوضع الذي كنا فيه، كنا في حالة تخلف، حيث امر بورقيبة بتعميم التعليم منذ 60 عاما، اضافة الى تحرير المرأة وهذا نشترك فيه مع الاشقاء في الاردن.وقال «اننا في أول الاستقلال كنا نقاوم الأمية، لكن المشكلة حاليا التعامل مع شعب مثقف، مبينا ان تعامل المثقف مع الاحداث غير تعامل الجاهل او المتخلف، لذلك نتعامل مع الأمور بشيء من الحكمة.
وأشار القائد السبسي، في حديثه للتلفزيون الاردني، إلى ظروف حصول اللجنة الرباعية للحوار الوطني في تونس على جائزة نوبل للسلام 2015، موضحا ان تونس عقب انتخابات تشرين الاول، التي اشرف عليها بنفسه، جاءت بفئات جديدة ذات مرجعية دينية واحزاب لديها مرجعية يسارية، وخلافا للمتوقع فان هذه الاحزاب اتفقت مع بعض، مستدركا ان هذا الاتفاق كان محكوما عليه بالفشل رغم تمكن هذه الفئات من تسيير البلاد لمدة 3 سنوات تقريبا، الا انهم تركوها بحالة سيئة جدا، فكان من الضروري الخروج من هذا الوضع.
وأضاف: «كان هناك مؤسسات العمال والاعراف والمحاماة وحقوق الانسان الذين قاموا بمبادرة لتقريب وجهات النظر بين المتناقضات رغم صعوبة ذلك بطبيعة الحال، لكننا وصلنا الى توافقات بفضل الجميع.
ونوه إلى تخلي الاسلاميين عن الحكم كسابقة تاريخية بالتوافق، والذين شكلوا حكومة سياسية ذات مرجعية دينية في بادئ الأمر، ثم جاءت حكومة تكنوقراط اتفقت عليها جميع الأطراف، تلا ذلك سن دستور توافقي للبلاد، ثم اتجهنا الى انتخابات تشريعية ورئاسية والتي تشرفت ان اكون الرئيس المنتخب لتونس»، مشيرا الى ان النساء هن اللواتي انتخبن السبسي و»دون فضل النساء لا أكون بهذا المكان».
وتابع: «لا بد ان نهيئ تونس لتكون دولة القرن الواحد والعشرين»، خاصة فيما يتعلق بالجيل الجديد الذي لا بد من تهيئته على اسس جديدة ليصل بالدولة الى المستوى التي نراه في الدول المتقدمة، وهذا يقتضي اعادة النظر في المشاريع التعليمية والاطارات التي سنسير عليها في المدارس العليا في الدول المتقدمة، لافتا الى ان بلاده ابتعثت الكثير من الشباب لأميركا وفرنسا والمانيا وغيرها، ليكونوا قادة مستقبليين.
وفي رده على سؤال حول الارهاب، أوضح قائد السبسي أن تونس لم يسبق أن عرفت ثقافة الارهاب، وأن الارهاب الذي تواجهه ليس تونسيا ولكنه يشمل كل المنطقة، مضيفا أن بلاده لم تكن البلد الذي يركز وجوده على الجيوش والسلاح، ولم يستثمر بهذا المجال.
وأضاف: لا يوجد دولة واحدة قادرة على مواجهة الارهاب وحدها ولا بد من استراتيجية عامة، مؤكدا انه لا يمكن لدولة منفردة محاربة الارهاب، لان المطلوب اليوم تكاتف الجميع حتى لا يعم الارهاب جميع المنطقة. وشدد على أن الفكر المتطرف ليس من اختصاص اليمين او من اختصاص التطرف الديني لكن هناك ايضا تطرفا يساريا، مؤكدا ضرورة مقاومة كل تطرف ليس فقط في الناحية العسكرية، ولا بد من الناحية السياسية، وايجاد حلول سياسية واجتماعية ايضا.
وعن سبب انقطاع العلاقة التاريخية بين المغرب والمشرق، ارجع السبب الى ظروف الاستعمار، مشيرا الى ان سياسة الدولة الحامية انذاك تقتضي قطع العلاقة بين المشرق والمغرب، رغم ان الشعوب العربية تواقة للتقارب والتواصل ولديها الحنين في التواصل مع عمقها العربي.
ولفت الى ان موقع تونس الجغروسياسي هو الأقرب الى اوروبا باعتباره النقطة الشمالية القصوى مما يفرض على تونس الانفتاح مع غيرها من الدول أثر هذه المعادلات، حيث أن معاملات بلاده مع اوروبا تصل إلى 75- 80 بالمئة من صادراتها ووارداتها، مشيرا الى ان هذه العلاقة لا تعني ابتعاد تونس عن جذورها العربية والاسلامية. بترا
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو