الوكيل - قال رئيس مجلس النواب المهندس سعد هايل السرور ان الاردن يشهد منذ عامين حراكا سلميا راشدا يدعو الى مزيد من الاصلاح والتطور.
وعرض السرور في كلمة الاردن التي القاها الثلاثاء، في الجلسة الرئيسة لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي التاسع عشر الذي بدات اعماله في الكويت برعاية سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت، ابرز المحطات الاصلاحية التي تمت في الاردن، اضافة الى الاوضاع الراهنة في المنطقة وتداعياتها المختلفة.
وقال في الجلسة التى خصصت لمناقشة الاوضاع العربية الراهنة والحراك الشعبي في الوطن العربي، ان مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي ينعقد اليوم، وسط ظروف عربيةٍ بالغة الدقة والتعقيد، فالدول العربية اليوم، إما منخرطةٌ في حراك شعبي يُطالب بالإصلاح والحرية والحياة الأفضل، أو هي متأثرةٌ مباشرة بمخرجات هذا الحراك، والذي يأخذ شكلاً ومساراً سلمياً تارة، ومساراً صدامياً تارة أخرى، وعلى نحو يجعل عالمنا العربي كله، في حالة مخاضٍ عسيرٍ نسألُ الله جلَّت قدرته، أن يُفضي إلى ما هو أفضل، خاصةً ونحن ندركُ جميعاً، حجم المطامح والمصالح الإقليمية والدولية، والمنخرطة هي الأخرى، في مُدخلات ومُخرجات هذا الحراكْ، إن بشكلٍ عملي مباشرْ، أو غيرِ مباشرْ، وبما يحقق لها مصالحها بالضرورة.
وأضاف السرور الذي يرأس الوفد البرلماني المشارك في المؤتمر، انه وفي خضم هذا السياق، فان الاردن يشهد ومنذ عامين وأكثر، حراكاً سلمياً راشداً يدعو إلى مزيد من الإصلاح والتطور، وهو حراكٌ تقابله استجابة مدروسة متدرجة، لا عُنفَ فيها ولا شطط على الإطلاق، وهي إستجابةٌ بوصلتُها المصالحُ العليا للدولة، والعامة للشعب، فقد تمكن الاردن، من اجتياز محطاتٍ مفصليةٍ جوهرية، على طريق الإستجابةِ والإصلاح، من بينها، إجراء تعديلات جوهرية على الدستور، شملت أكثر من أربعين مادة، وأفرزت هيئة مستقلة للإنتخاب، أدارت وأشرفت اخيرا وبالكامل، على إجراء انتخابات نيابية، شهد بنزاهتها العالم كله، ومحكمة دستورية لأول مرة في تاريخ المملكة، وتحصيناً للبرلمان ولدوره، وتعزيزاً لمبدأ الفصل والتكامل بين السلطات، وتأسيساً لأولى عتبات الإنتخاب على أُسس حزبية، وتمهيداً لتشكيل الحكومات البرلمانية، على قاعدة التشاور المعمول به، في أعرق الديمقراطيات على هذا الكوكب، إلى غير ذلك من الإجراءات الإصلاحية التقدمية، والتي لا يتسع المجال لذكرها.
وقال رئيس مجلس النواب، 'أننا في الأردن، نفخر إن جاز لنا ذلك، بأن الحراك الشعبي في بلدنا، وعلى امتداد عامين وأكثر، لم يشهد وبحمد الله، إراقة قطرة دم واحدة، بل على العكس من ذلك، فقد تولت قوى الأمن على اختلاف مستوياتها، رعاية وحماية أكثر من الفي نشاطٍ حراكيٍ على مستوى المملكة، وزادت بان قدمت للمشاركين فيها، وهُم شعبنا الأردني الكريم، كل مساعدة تمكنهم من التعبير الحر عن الرأي، بأسلوب سلميٍ حضاريٍ راق'.
وبين انه من أعظم أقدار الأردن، وبرغم ما يعلمُ الجميعُ من صعوبة ظروفه الإقتصادية، وندرة موارده في الأساسيات، وأهمها الطاقة والمياه، أن يكون ودون سواه، البلد العربي المستقبل لسائر اكبر موجات الهجرة واللجوء، من أهله العرب، والناجمة عما شهدته المنطقة، ومنذ حرب عام1948 والى اليوم، من حروب ونكبات واضطرابات داخلية، فلم يغلق يوماً حدوده، أمام عربي أو مسلم، وهو لم يمارس يوماً ولن يفعل، المباهاة أو المنَّة بهكذا موقف تاريخي مُشرّف، وإنما فقط نذكره اليومَ لتقرير الحقائق.
وقال 'ليس سراً أبدا، ولا ينكر ذلك منصف لا يعرف الجحود، أن عدد سكان الأردن، كثيراً ما كان يتزايد بين عشية وضحاها، بأكثر(من10إلى15)بالمئة من سكانه، وليست الحروب التي شهدتها المنطقة خلال العقدين الأخيرين على الأقل، ببعيدة عن ذلك'.
واضاف 'أما اليوم، فنحن في الاردن وبفخرٍ عربيٍ معهودْ، نفتحُ حدودنا لأشقائنا السوريين من النساء والأطفال والشيوخ والشباب، الفارين بأرواحهم، جراء ما يجري في سورية الشقيقة، وليس سراً كذلك، أن تعداد ضيوفنا من أشقائنا السوريين، يقترب من حاجز المليون ونصف المليون إنسان، منهم من يعيش في المخيمات، والأغلبية منهم، في سائر مدن الأردن وبلداته، ومن الطبيعي أنكم جميعاً تقدِّرون، حجم الضغوط الإقتصادية والإجتماعية الهائلة، وحتى الأمنية، الناجمة عن تعداد كبير كهذا، في بلد يعاني أصلاً، من شُحٍ في موارده المائية، وفي الطاقة، وفي مديونية خارجية عالية، وعجز كبير في الموازنة، وبطالة مُستفحلة بين شبابه العاطلين عن العمل، وحراكٍ مستمر يطالب بتحسين معيشة ابنائه.
وتابع 'نحن مطالبون بأن نوفر فرص التعليم، لعشرات الآلاف من الأطفال والشباب من اخواننا السوريين، إلى جانب فرص العمل غير المتوفرة أصلاً، والماء والغذاء والعلاج، وكل متطلبات العيش الكريم، لمئات الآلاف، ونحن لا نتردد أبداً في توفير ذلك، حتى لو منعناه عن أطفالنا، وعن أُسرنا'.
وقدم السرور 'شكره لكل من ساهم في تقديم العون من الاشقاء العرب للاردن لمواجهة هذه المأساة الإنسانية المروعة، وبالذات الأشقاء في دول الخليج العربي.
وقال 'وندعو لهم بالجزاء الحسن، وفي المقابل نضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية والإنسانية، والقومية، والدينية، وهي مسؤوليات بات من حقنا في المملكة الأردنية الهاشمية، أن نفخر وأن نعتز، بأننا لم نقف مترددين دونها أبداً، ومنذ نشوء دولتنا الصغيرة حجماً، والكبيرة قيادةً وشعباً وأصالةً وتضحيات، حتى لو كان الثمن، قوت أطفالنا، ولسنا نظن أحداً في هذا العالم ينكر علينا ذلك، أما إن وُجدْ، فلا نقول غير، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ويقيناً، نحن نتمنى الخير لكل أهلنا العرب، ونسأله تعالى، أن يُزهر ربيعهم، وأن يُثمر، كل ما فيه خيرُ ووحدةِ شعوبهم، وأن يعود ربيعاً أخضراً، لا دماء ولا تشرد فيه'.
وأضاف 'اننا نهيب بالبرلمانات العربية ان تبذل كل الجهود لامكانية اخراج الاشقاء في سوريا من محنتهم بالطرق الدبلوماسية والسلمية والحوار بدل الاحتراب لحماية وحدة سوريا ارضا وشعبا ومقدرات'.
وقال 'انني في هذا المقام اهنئى الاشقاء في فلسطين بحصول دولة فلسطين على مقعدها كدولة مراقب في الامم المتحدة'.
وقدم رئيس مجلس النواب الشكر والثناء لدولة الكويت العربية الأصيلة، ولرئيس مجلس الأمة الكويتي علي فهد الراشد، وزملائه النواب، ولأمين عام الإتحاد، وطاقم الأمانة، ولكل من أسهم في تنظيم عقد مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي.
من جهته، اشاد رئيس مجلس الامة الكويتي علي فهد الراشد بالمواقف الشجاعة للبرلمانات العربية في المؤتمر الاخير للاتحاد البرلماني الدولي الذي عقد في الاكوادور لدعمهم طلب البرلمان الاردني في المؤتمر المتمثل باضافة بند طارئ على جدول اعمال المؤتمر بخصوص تقديم العون والمساعدة للاجئين السوريين في دول جوار سوريا.
وطالب الراشد في الكلمة التى القاها في افتتاح اعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، جميع البرلمانات العربية على حث حكوماتهم تجاه الالتزامات التي تعهدوا فيها في مؤتمر المانحين الذي عقد في الكويت أخيرا وذلك للحاجة الشديدة لها من قبل اللاجئين السوريين في الدول التى تحتضنهم.
وكان المؤتمر بدأ اعماله اليوم الثلاثاء برعاية سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت.
ويترأس المهندس السرور الوفد البرلماني الاردني المشارك في اعمال المؤتمر الذي يضم النواب محمود الخرابشه وعلى الخلايله وحسن عبيدات وسليم البطاينه وهند الفايز ومحمد الخصاونة اضافة الى العين بسام العموش والعين علي ابو ربيحه.
وبناء على طلب مجلس النواب الاردني اتخذت اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي في الاجتماع الذي عقدته يوم امس قرار باضافة بند طاري على جدول اعمال مؤتمر الاتحاد يتضمن ادراج قضية اللاجئين السوريين في الاردن ودول جوار سوريا باعتبار هذه القضية تستحق البحث والنقاش.
ويناقش مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي على مدار يومين الاوضاع العربية الراهنة والحراك الشعبي والنشاط البرلماني الدولي وتقارير البرلمانات العربية حول المراة ودورها وقضايا الاطفال في الوطن العربي اضافة الى التحضير للاجتماع البرلماني العربي الخاص بتفعيل دور المرأة.
ويتضمن جدول اعمال اجتماعات مؤتمر الاتحاد انتخاب رئيس للاتحاد البرلماني العربي للعام2013 /2014وبحث تقرير اللجنة التنفيذية للمؤتمر عن عام2012 وخطة عمل الاتحاد البرلماني العربي للعام المقبل واقرار التقرير المالي للاتحاد.
واختارت الجمعية البرلمانية لدول البحر الابيض المتوسط النائب علي الخلايلة ممثلا عنها في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي التاسع عشر.-(بترا)
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو