السبت 2024-12-14 09:51 م
 

السرُّ في التسامح والابتعاد عن العنف !

08:38 ص

المفترض, وهذا دأبنا على تكرار قوله في السنوات الأخيرة, أنْ يدرك الأردنيون معنى أن ننشغل نحن في هذا البلد بالإصلاح وتعزيز الديموقراطية واستكمالها وبالقوانين واللامركزية والإدارات المحلية وبالتنمية والتطوير والأحزاب والممارسات السياسية وحقوق المرأة وبالتنمية والعدالة وحماية الصحافيين وبالبيئة وبالنزاهة والشفافية ومكافحة الفساد وتكافؤ الفرص والمساءلة وبالمديونية والتطوير الاقتصادي بينما الأرض في بعض الدول الشقيقة, القريبة والبعيدة, تزلزل زلزالها وبينما الملايين من أشقائنا غادروا أوطانهم المنكوبة هرباً بأنفسهم وبأطفالهم واضطروا لركوب أمواج بحور الظلمات التي ابتعلت الألوف منهم . اضافة اعلان

أمس الأول, الأحد الماضي, كان افتتاح الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة السابع عشر ولعل, بعضنا وهو يتابع ذلك المشهد الجميل عندما كان جلالة الملك يخاطب شعبه ويخاطب العالم كله أيضاً بودٍّ ومحبة وصدق ويتحدث عن الانجازات والنواقص وما حققناه وما يجب أن نحققه, لم تخطر في باله, أيْ بعضنا, كل تلك المآسي والويلات التي يكابدها: «إخوتنا في الشمال» والتي يكابدها أحباؤنا في بلاد الرافدين وفي ليبيا التي أُرغمت على أن تكون «جماهيرية» خيالية واكتشف شعبها الحبيب والعظيم بعد أربعين عاماً أنه تخلف كثيراً عن مسيرة الانجازات في العديد من الدول العربية وعن المسيرة الحضارية الكونية .
ثم ربما أن بعضنا لم «يتخيَّل» بماذا يتهامس أشقاؤنا الآن الذين أصبحوا سكان خيم ومخيمات وغدوا مشردين ينشدون الأمن والأمان لأنفسهم في أربع رياح الأرض ومعهم أهلهم وأحباؤهم الذين أصبحوا لاجئين في وطنهم والذين ينامون على هدير المدافع وزمجرات البراميل المتفجرة بينما نحن هنا في هذا البلد نملك «ترف» الحديث عن حقوق الإنسان وترسيخ النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد وتعزيز مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والمساءلة وتكنولوجيا المعلومات.. وفوق هذا يصل بنا انتقاد المسؤولين عندنا حتى حدود التجني والإفراط في المبالغات .
إن الأردن, وكما قال جلالة الملك في خطبة العرش يوم الأحد الماضي, وبالرغم من خطورة التحولات والأزمات التي تمر بها منطقتنا قد أثبت أنه الأقدر على: «تحويل التحديات إلى فرص» والسبب أنه بقي يتكئ على مسيرة طويلة من التسامح والابتعاد عن العنف ومن الثقة المتبادلة بين الشعب وقيادته... وهكذا فقد عبر هذا البلد, المملكة الأردنية الهاشمية «الربيع العربي» وعواصفه وأنوائه وهو أكثر تماسكاً وقوة ولديه «ترف» الحديث عن كل هذه الشؤون والشجون التي يجري الحديث عنها.. والسبب مرة أخرى هو التواصل المستمر بين الشعب وقيادته وبين القيادة وشعبها.. وهو التسامح وهو أن البدايات كانت صحيحة وأننا بقينا ننأى بأنفسنا عن تلك التجارب المرة التي أوصلت بعض أشقائنا إلى ما وصلوا إليه .
وبالطبع فإنه لا يمكن إنكار أنَّه كانت هناك بعض الأخطاء وبعض التجاوزات وإننا مررنا بلحظات قاسية وصعبة لكننا تمكنا بالحب والتفاهم المشترك وبالتسامح وبالابتعاد عن العنف الأهوج, الذي ضرب بعض أشقائنا فكانت النتائج هذه النتائج المأساوية, من أن نتجاوز أصعب وأخطر المراحل التي مررنا بها ومرَّت بنا ولذلك فإن الأردن هذا البلد الصغير بمساحته والكبير بعطاءاته وبشعبه وقيادته قد أصبح رقماً كبيراً ورئيسياً في المعادلة العربية والدولية وأصبح يتمتع بكل هذا التقدير الذي يلمسه المواطن الأردني أينما ذهب في دنيا الله الواسعة وأين حطت رحاله .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة