الوكيل - أعلنت السفيرة الامريكية في عمان اليس ويلز ان وصول الغاز الطبيعي المسال، على متن السفينة العائمة إلى ميناء العقبة مؤخرا، سيسمح باستيراد الأردن كميات كبيرة من الوقود بتكلفة معقولة و30 % من الطاقة التي تحتاجها الدولة بتكلفة أقل من ثلث تكلفة الديزل.
إلا انها ربطت نجاح الاردن بالتغلب على مشكلة الطاقة بضمان التزويد من الغاز الطبيعي على المدى الطويل من 'حقل ليفياثان الاسرائيلي' لحل أزمة الطاقة في الأردن بشكل كلي؟!.
وأكدت ويلز أن التعزيز الاقتصادي والاكتفاء الذاتي أفضل وسيلة دفاع للأردن، ومحاربة المجموعة الإرهابية داعش، وذلك ترجمة لحديث الرئيس أوباما من ان هذه الحرب ستستمر لسنوات وليس لأيام أو أشهر، كما تمثل الطريقة الوحيدة لهزيمة داعش فعليا بالنيل من فكره وعرض المسار الأفضل الذي تُقدّمه الدول الحديثة والمعتدلة للشباب.
وشددت على أن الوضع الأمني لا يمكن أن يتحسن من دون تحسّن التنمية والفرص الاقتصادية للمواطنين. ويجب على الأردن أن يكون خلّاقا في منهجيته لفتح أسواق جديدة وتعزيزها.
وقالت ويلز ان وثيقة الأردن 2025 التي أطلقتها الحكومة الاردنية مؤخرا تناولت الكثير من المواضيع التي تعمل الحكومة الأمريكية على تقديم الدعم في مجالاتها، وان الولايات المتحدة كشريك ثابت لهذه الأمة تامل أن تفتح الإصلاحات الحكومية الطموحة أمام القطاع الخاص لتحويل الأهداف إلى نتائج.
واوضحت في جلسة نقاشية خلال منتدى تطوير السياسات الاقتصادية الذي ينظمه ملتقى طلال أبوغزالة المعرفي حول 'الشراكة الأردنية الأمريكية: نحو تحقيق إمكانات الأردن الاقتصادية' ان الشرق الأوسط يضم 350 مليون شاب وشابة ممن يبحثون عن عمل ويشقون طريقهم في الحياة، لافتة الى استطلاع نُشر الأسبوع الماضي اظهر أن أقل من 50 % من الأردنيين عبّروا عن تفاؤلهم بالمستقبل الاقتصادي لبلدهم، الأمر الذي يجعل من شراكتنا والتركيز بشكل كبير على استقلالية الأردن الاقتصادية على المدى الطويل.
وأضافت ان الشباب الأردنيين يحتاجون إلى الشعور بأمل في المستقبل، الأمر الذي يعتمد على وجود استراتيجية وخطة تُوجِدان فرص عمل وتخلقان مستقبلا مزدهرا.
واشارت الى اتساع المشاركة الاقتصادية بين الاردن وامريكا، وذلك من خلال توقيع رئيس الوزارء اتفاقية بقيمة 1.5 مليار دولار لضمان وصول الأردن إلى الأسواق الرأسمالية العالمية، حيث ستوفر هذه الاتفاقية، مع اتفاقيتي ضمان القروض السابقتين، أكثر من 500 مليون دولار على الأردن من دفع الفائدة خلال فترة السندات.
ونوهت السفيرة الامريكية الى ان التجارة بين الولايات المتحدة والأردن في اوج قوتها حيث وصل إجمالي التجارة الثنائية إلى3.4 مليار دولار في عام 2014 من خلال المناطق الاقتصادية المؤهلة وصولا إلى اتفاقية التجارة الحرة، كما تمكنت من خلال مؤسسة الاستثمار ما وراء البحار الخاصة، من تمويل مشاريع كبيرة وصغيرة. مثل مشروع خط ناقل مياه الديسي البالغ طوله 325 كم، إضافة إلى مشاريع فردية تخلق فرص عمل جديدة.
ولفتت إلى أن قطاعات التكنولوجيا النظيفة والرعاية الصحية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تتلقى مساعدات من برنامج التنافسية الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مجالات البحث والتمويل وإدارة الأعمال، وفق مذكرات تفاهم لثلاثة أعوام تتعهد فيها بتقديم مساعدات تبلغ مليار دولار سنويا لغاية عام2017 وبحلول نهاية السنة المالية الحالية، تكون الولايات المتحدة قدمت 15 مليار دولار كمساعدات اقتصادية للأردن منذ نشأتها.
وبينت أن أكثر من 75 % من المواليد في الأردن، يولدون في أقسام الأمومة التي حدّثتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، كما تم تخصيص نصف مليار دولار للتعليم في الأردن منذ عام 2005، الأمر الذي ساعد برامج الحكومة الأمريكية على الوصول إلى 30,000 معلم ومعلمة وأكثر من مليون طالب وطالبة أي ثلثي الطلاب في الأردن، إضافة إلى حصول ثلث السكان في الأردن على مياه نقية وصالحة للشرب من خلال محطات المعالجة وشبكات التزويد المُنشأة بأموال أمريكية.
وشددت على أن المساعدات تهدف لجعل الأردن أقوى وأكثر إكتفاء ذاتيا من الناحية الاقتصادية ومساعدته على استخدام ثروته من الموارد البشرية في توسيع مدى تأثيره في المنطقة والعالم.
وأضافت أن أصل التحديات الرئيسية التي يواجهها الأردن هي كما أشار إليها جلالة الملك عبد الله الثاني في وثيقة الأردن 2025، تكمن بالتحديات ذاتها التي تواجهها كل أمة نامية في كيفية إيجاد اقتصاد مستدام وشامل.
وفيما يخص الشباب وفرص العمل بينت السفيرة: أن سوق العمل يستقبل كل عام 100,000 خريج جديد ولكن لا توجد مواقع للعمل تكفي لهم في المجالات التي اختاروها، بينما يرتاد عُشر الطلاب فقط مراكز التدريب المهني للحصول على شهادات مهنية، ما يعكس الوضع حالة الهرم مقلوبا، حيث يرغب 'الجميع بأن يُصبح مهندسا لا فنيا' وفقا لأحد الرواد الأردنيين.
اما في مجال المياه بينت أن الولايات المتحدة تقدم المساعدة للأردن لإعداد حلول مائية جديدة ومبتكرة، حيث ساهمت بأكثر من مليار دولار في قطاع المياه على مدار العشرة أعوام المنصرمة، وتم مؤخرا افتتاح سد الكرك الممول من عوائد بيع القمح الذي تبرّعت به الولايات المتحدة.
وقالت ويلز ان حكومة بلادها عملت على إكمال برنامج مائي بقيمة 275 مليون دولار من خلال شركة تحدي الألفية، كما يتم دعم المرحلة الأولى من مشروع تحلية قناة البحر الميت مع البحر الأحمر 'ريد ديد'، الذي سيُوفّر مصادر مائية جديدة في العقبة وشمال الأردن.
وأوصت أن عدة مشاريع تهتم بأن يبقى القطاع الخاص منخرطا في المبادرات الإقليمية كمبادرة مركز التجارة للشرق الأوسط، فللأرباح وتوفير الوظائف صدى أعلى من السياسة.
وأشارت إلى أن أحد برامج جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات (إنتاج) أتاح الفرصة لربط الأردنيين بمسرّع الأعمال في وادي السيليكون المسمى بـ 'بلج آند بلي' الفرصة لروادٍ شبابٍ لاحتضان أعمالهم في الولايات المتحدة، حيث جمعوا ما يقارب مليون دولار من التمويل لتاريخه.
وأكدت أنه لا يمكن لأي مجتمع تحقيق إمكاناته الكاملة ما لم يضبط ويُسخّر مهارات وقدرات شعبه مئة من مئة. كما يعتمد كل من الاستقرار والسلام والازدهار العالمي على حماية حقوق المرأة والفتاة والارتقاء بها حول العالم.
وتناولت مسألة تشغيل المرأة حيث بينت أنه وفقا لأحد التقديرات، فإنه إذا ضُيّقت فجوة النوع الاجتماعي بمقدار الثلث فقط لنما المنتج المحلي الإجمالي في المنطقة بمقدار تريليون دولار سنويا 6 %. وإذا شاركت النساء الأردنيات في المجال الاقتصادي للدولة بالقدر نفسه كمثيلاتهن من النساء العربيات في الدول المجاورة لزاد المنتج المحلي الإجمالي بنسبة خمسة إلى عشرة من مئة.
وبينت أن منظمة 'التعليم لغايات التوظيف' التي تُوفّر تدريبا على المدى القصير للمهارات الفنية، التي أسسها السيد رونالد برودر وهو مطور عقاري من الولايات المتحدة تستقبل الشباب والشابات العاطلين من العمل وتُدربهم على الوظائف المطلوبة كأمين صندوق ومدخل بيانات، وتعمل على إيجاد وظائف لهم. ومن بين 5,000 شخص درّبتهم منظمة برودر في الأردن، حصل 85 % منهم على وظائف.
وأشارت إلى أنه من خلال مشروع ضمانات تسهيل القروض الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تُقدّم الولايات المتحدة 250 مليون دولار للبنوك المشاركة لتمويل الأعمال الصغيرة، حيث عادت أكثر من 10 % من الضمانات بالفائدة على أعمال تمتلكها سيدات.
وأضافت أن توجيه الدعم الغذائي بشكل صحيح للفقراء الأردنيين يخفض من قيمة فاتورة دعم الغذاء في الأردن البالغة 225 مليون دينار إلى النصف.
ونظرا لأن الحكومة تعمل على تقليل حاجتها للاقتراض من البنوك فإنه ينبغي اعتبار الأعمال الصغيرة ومتوسطة الحجم أولوية استثمارية، ولكن بالرغم من أن هذه المشاريع تشكل 95 % من الأعمال المسجلة إلا إنها تتلقى 10 % فقط من القروض، كما أن معظم البنوك لم تنظر بعد في كيفية إعادة هيكلة ممارساتها في الإقراض لهذا القطاع ما يسترعي الانتباه إلى هذه الحالة الأخرى للهرم المقلوب.
وأكدت أن الولايات المتحدة مستمرة كشريك مع الأردن لتخطي التحديات الاقتصادية بما فيها، الطاقة والمياه، حيث أن ندرة مصادر الطاقة زادت الديون على شركة الكهرباء الوطنية الحكومية التي وصلت إلى 4.7 مليار دينار، وبرغم خسارة الغاز المصري رخيص الثمن إلا أن ذلك فتح المجال أمام شركتين أمريكيتين رئيسيتين للــــــطاقة المتــجددة لوضع خطط للاستثمار في الأردن من خلال مشروع لتوليد الطاقة الشمسية بقوة 20 ميجا واط في معان، ومشروع في إربد لتوليد 45 ميجا واط باستخدام طاقة الرياح.
وثمن د.الدكتور طلال أبوغزالة حضور السفيرة ويلز الجلسة النقاشية مؤكدا أهمية الجلسة التي تأتي لمعرفة ما قدمته الولايات المتحدة للأردن من مساعدات والخروج بأهم التوصيات، كما سلمها مجسما للبترا ودرع مجموعة طلال أبوغزالة تقديرا لجهود سعادة السفيرة في دعم الشراكة الامريكية الأردنية.العرب اليوم
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو