السبت 2024-12-14 02:09 ص
 

الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين: اختناقات القصيدة العربية الحديثة تشبه اختناقات عصور الانحطاط

10:31 ص

الوكيل - * كيف يهتدي الشاعر محمد علي شمس الدين إلى نسغ القصيدة من خلال الإحساس بنسغ الجنوب ونبض الأمة العربية، وهل تشكل فتنة الموت في الشارع العربي جذوة لفتنة النص وعلوه؟اضافة اعلان

* السؤال عن النبع الذي تنبثق منه قصيدتي هنا مقتصر على جغرافيا الألم، سواء في الجنوب اللبناني أو في الشارع العربي، وهي جغرافيا خاصة وعامة ..لا أقول فقط الألم، بل ما يولده أيضا من بهجة الولادة والتغيير. أقول في علاقتي بالجنوب اللبناني الذي هو الأرض التي ولدت فيها وعشت فيها صباي وكثيرا من حياتي: ‘هنا العشق التحام الجرح بالطعنة’، وأقول في علاقتي بالمدى العربي الشاسع: ‘عبرتك آسية التي تمتد خلف مدارها قدماكَ، أنية لدمعك سوف تشربها وترحل ثم ترحل في يديكَ جزيرة العرب’، ومختصر الكلام أننا نكون تحملنا البيوت والحقول والشوارع، ثم نعود فنحملها. هكذا هي قصائدي بالنسبة للجنوب وبالنسبة للمدن والشوارع العربية …أنا أمشي فيها وهي تمشي في دمي. نعم، لابد حين يضع القارئ أذنه على نبض القصيدة، لابد له من أن يسمع أنين البلاد وتنهدها، خوفها وأعراسها في وقت واحد.
* تحتفي تجربتك بالمكان، ويدرك المتتبع لأعمالك هذا التماهي مع الفضاءات المتعددة، بدءا بالجنوب إلى مصر وبغداد وغزة وغرناطة وغيرها. كيف تتلبس اللحظة الشعرية عندك بهذه العوالم، وما طبيعة الجغرافيا بعد التماهي بها شعريا ؟
* لمزيد من الدقة والتفصيل يلوح لي أن ثمة نوعين من الأمكنة (المدن أو الأنهار أو الجبال…إلخ) في قصائدي، وذلك من بدء التجربة الشعرية في ديواني الأول ..’قصائد مهربة إلى حبيبتي آسيا’1975 عن دار الآداب بيروت وصولا إلى ديواني الأخير ‘ينام على الشجر الأخضر الطير ‘عن مجلة دبي الثقافية فبراير2012 . فآسيا بلد وامرأة ولغة في وقت واحد. هناك جغرافيا أستنهضها في قصائدي مثل قصيدة ‘البحث عن غرناطة’، وجغرافيا جديدة تلتمع مفرداتها كنجوم من دم وبريق: بغداد، بيروت ،غزة، دمشق، الحجاز، المغرب…و لكن في جميع الحالات، تتحول عناصر الأمكنة في القصائد سواء كانت قديمة أو راهنة، مندثرة أو عامرة، إلى عناصر شعرية بمعنى ينالها التحول. مثالا على ذلك أقول ‘يسيل النازف اليرموك من رأسي إلى قدمي’ وأقول في قصيدة ‘البحث عن غرناطة’ مشيرا إلى دخول المدن في خارطة الرأس: ‘سعَف النخيل، يرنُّ في أجراسه بَرَدى ويشربه الخليج، يدق نافذة بذاكرتي، ويفتح نَغرة في الرأس توصلني فيفجؤني النعاس…’
* أنت شاعر انبثاق شعري بالدرجة الأولى، تترك الدفقة تنهمر كما النهر، وتختار طريقها. ما الخيط الرابط بين هذا التعدد الذي يطبع اختيارك الشعري، وهل يشكل الركون إلى شكل واحد تضييقا على عنفوان القصيدة ؟
* هناك طريقتان وثالثة للكتابة الشعرية: الأولى الانبثاق الشعري، حيث تنبثق الدفقة الشعرية كانبثاق الأشعة الأولى من الشمس، أو كانبثاق الماء من النبع، أو الحمم من البركان: كتلة واحدة قوية مفاجئة وملحَّة.. وهي أجمل ولادات الشعر، وإليها تنتمي قصيدتي. الثانية هي عبارة عن هندسة يقوم بها الشاعر للقصيدة، يرتبها، يصنعها، يحدد أبعادها .. والشاهد على مثل هذا الصنيع الشعري لزهير بن أبي سلمى في الجاهلية، والشاعر علي أحمد سعيد (أدونيس) في هذه الأيام.
في الطريقة الأولى، اللاوعي سيد اللعبة، وفي الطريقة الثانية الوعي: أما الطريقة الثالثة التي أمارسها في الكتابة، فهي أنني أترك الدفقة الشعرية لانبثاقها الأول، وهو ما يشكل أسس القصيدة، وقد ألجأ أحيانا إلى قليل من التعديل والترتيب والربط والفصل ..أي إلى إحكام هندسة الدفقة الأولى التي هي الأساس.
* يستمد النص الشعري مرجعياته من مشارب متعددة في تجربتك بشكل تمتد فيه القصيدة لتتماهى مع القرآن الكريم والحديث النبوي، والتاريخ والأسطورة والنص الشعري العربي والغربي. كيف تعيد عمليات البناء، وكيف تدرك أسرار الولادة الجديدة للنصوص الغائبة /الحاضرة في نصوصك لتتلبس بلبوس محمد علي شمس الدين ؟
* سبر أغوار القصائد التي أكتبها بهذا المعنى صحيح، فلغتي وإشاراتي مضمخة بماء ديني، كما أن أفق القصائد يتجه في اتجاه الغيب. بهذا المعنى أنا شاعر ميتافيزيك، وأرى أنه لا شعر بلا ميتافيزيك. من خلال ميتافيزيك القصيدة أطل على التواريخ والوقائع والفلسفات والآداب جميعها، ومن أي رافد أتت: من الشرق العميق أو الغرب البعيد ..من الواقعي والأسطوري معًا، ولكني أدع جميع هذه المرجعيات تقف على باب القصيدة ..أي أعتبر أن الشعر يبدأ من حيث ينتهي التاريخ وتنتهي الفلسفة، وينتهي الواقع. الشعر يبدأ من ذاته: من المتخيَّل المتلبس بحد اللغة. هذه هي المسألة.
* يتكئ النص الشعري عندك على المرجعية الصوفية بامتياز،تستحضر فريد الدين العطار وابن عربي وجلال الدين الرومي والحلاج…
ما سر هذا التماهي بين حلاج الزمن الماضي وحلاج الزمن الراهن هل هو إيغال في عوالم الباطن باعتباره خلاصا من ثقل اليومي ؟ أو هو شكل من أشكال مجاهدة الواقع ؟
* في مجرى الحياة ومجرى اللغة، كل شيء يتحول، إن علاقة اللحظة الراهنة التي أعيش فيها الآن، وأكتب من خلالها القصيدة ،بالماضي والمستقبل علاقة طائر. الماضي كله ليس قبرا بل هو طائر. والمستقبل أيضا طائر.الإرث المعرفي العرفاني والصوفي، الإسلامي منه بامتياز والعالمي، هو حيوي وفيه تلبية لنداءات الروح، والشعر جزء من نداءات الروح. الغموض، الانخطاف، الحب، العلاقة بالغيب احتواء متناقضات الوجود، استشراف طبقات الآفاق والأنفس.. هذا كله جزء من هذه التجربة .
أنا حياتيا ابن مآذن الجنوب اللبناني وابن الغناء الديني والشعبي العميق والحزين هناك. وفي الوقت عينه ابن المعرفة، أخص منها الدينية، بسبب نشأتي المشيخية ..ولكنني أيضا ابن كل المعارف الإنسانية. حسنا ..إن في ذلك إشارات نحو منابع القصائد. لكن أعود فأقول: القصيدة هي نبت ذاتها .. وهي لا تقبل معها أحدا.
* تقول ‘شعري شعر أسئلة وجودية واحتمالات، ولا تكفيني هذه الشموس وهذه الأقمار… لا يشفي شغفي سوى الغيب’ هل لنا أن ندرك سر هذه الحساسية الضاربة في عمق القلق الوجودي عندك، هل هو توق عرفاني موغل في الذات منذ بدايات تشكلها في عوالم الطفولة ؟
* لي قصيدة بعنوان ‘كأن يدي تلامس كهرباء الغيب’ وعلم الغيب من علم الله، ولكنني أحوم. موسى حين طلب ذلك خرَّ مغشيًّا عليه، فقد رأى جبل الطور أمامه يندكُّ دكًّا…أنا طائر يحوم حول عليقة مشتعلة.
* في ديوان شيرازيات، تقودك الترجمة إلى أعالي فتنة النص ..فتنخرط في إعادة الخلق والإبداع الشعريين. كيف تقود الترجمة صاحبها إلى سقف الجمال الشعري وتحميه من الوقوع في شرك النقل الباهت، لاسيما إذا استحضرنا كونها شكلا من أشكال الخيانة؟ ولماذا حافظ الشيرازي بالذات ؟
* حافظ الشيرازي شاعر عرفاني إسلامي مهم، صحيح أن لغته الفارسية قديمة وأوزانه أيضا، لكن معانيه عميقة وبديعة. يقول على سبيل المثال: ‘بوسعي رؤية قلبك داخل صدرك الشفاف مثل زمردة تنبض في الماء’
كنت قرأت أشعار جلال الدين الرومي المولوي، بخاصة في المثنوي وديوان شمس تبريز، وقرأت تجربة فريد الدين العطار النيسابوري في ‘منطق الطير’، وقيض لي أن أقرأ تجربة حافظ الشعرية في ديوانه بالفارسية مع ترجماته إلى العربية بعد ما كنت لاحظت الاهتمام الكبير به عالميا ومحليا، فإن ‘غوته’ مثلا، شاعر الرومانسية الصوفية الألمانية الكبير، كان شديد الإعجاب بحافظ وأهداه ديوانه ‘الديوان الشرقي للشاعر الغربي’ الذي يمجده فيه ويمجد الإسلام والرسول الأعظم.محليا بإيران، لاحظت أنهم يتعاملون مع أشعار حافظ بحب كبير، حب يومي وعملي، ويحفظون أشعاره عن ظهر قلب، وهو حاضر يوميا في حياتهم وأقوالهم وسلوكهم. ذلك ما دفعني إلى قراءته، قرأته عدة مرات ومرت الأيام، وخلال مرض أصابني دخلت من جرائه المستشفى، ازداد الألم، ووجدت نفسي فجأة، وأنا على سرير المرض، تنبثق في نفسي الأشعار، وكتبت ديوان ‘شيرازيات’ وهو ديوان يخصني بمقدار ما يخص حافظ الشيرازي .لم أترجم، ولا أومن بترجمة الشعر، وأعتبرها عملا غير حقيقي، ومشوها للنصوص الحقيقية، فالقصيدة زهرة اللغة وزهرة النفس الشاعرة، وكل ذلك لا يترجم من لغة لأخرى، لكن ما عملته هو أنني كتبت قصائد تشبهني ويتمازج وجدانها بوجدان حافظ الشيرازي …وهو واحد من آبائي الشعريين مثله مثل امرئ القيس والمعري والمتنبي وجبران ونيتشه ولوركا وفان غوغ والرومي والحلاج والسهروردي وفرانز مارك وأنطونان آرتو…المسألة هي كيف يتحول جميع هؤلاء الآباء إلى قصيدة تشبهني؟ قصيدة هي لي؟ هنا سر التحويل الشعري العظيم والغامض على كل حال.
* تختار بعض نصوصك أن تتجلى في بناء شذري يستمد قوته من بلاغة الإيجاز والتكثيف. هل يمكن القول إن هذا الاختيار مسعف للذات الشاعرة في لحظات تختار أن لا تركب النفس الطويل؟
* البرق الشعري جزء من عملي الشعري، جزء من تقنيات الكتابة عندي .. تقنية القصيدة البرق مثل قولي: ‘فارغة هذه الشهوة، حين امتلأت ماتت’ من ديوان اليأس والوردة أو قولي: ‘الكلب وصاحبه، كل ينبح في وجه الآخر’ وربما أدرجت مشهدا سينمائيا كاملا في مقطع صغير مثل قولي: ‘هب شتاء عاصف ورأيت بأرض حديقتنا شبحا يمشي، فخرجت فلم أبصر إلا نعشي’
إن تقنية القصيدة /البرق، تختلف عن تقنية القصيدة الطويلة، يضاف أنه في القصائد الطوال التي كتبتها، ثمة بروق مثل قولي في قصيدة ‘ذكر ما حصل للنبي حين أحبّ: ‘أرى، لا أقول’…..
* القصيدة عندك كل متعدد متحول، يتماهى فيه الغنائي بالسردي بالدرامي، ما سر هذا التجاور الذي نلمسه بين البناء الحكائي وبين أشكال التدويرالإيقاعي في نصوصك؟
* سرّه فيه .إذا كانت الرواية في سردها اليوم تنافس القصيدة وكذلك القصة القصيرة، كتجربة خاصة في اللغة، فلماذا لا ترد القصيدة ،كتجربة خاصة في اللغة، هذا التحدي وكيف؟
من خلال السرد الشعري
وهو صعب وخطير ولعل في السرد الحكائي الشعري الذي كتبته في قصائد مثل ‘عودة ديك الجن إلى الأرض’ و’ذكر ما حصل للنبي حين أحبّ’ و’ينام على الشجر الأخضر الطير’ وسواها من قصائد استبطان التجربة الروائية والسرد الروائي بالذات بما في ذلك الحوار والوصف …في القصيدة .أي إخضاع الرواية بتقنياتها الكثيرة والخطيرة في خدمة القصيدة.
* تقول ‘على امتداد التاريخ كان الشعر يمر باختناقات، فيأتي النثر ليخلصه.. اليوم أرى اختناقا قويا في قصائد النثر، ولا أرى سبيلا للخروج من هذا الاختناق إلا بالوزن’ كيف تفسر هذه المفارقة ؟
* اختناقات القصيدة العربية في عصور الانحطاط حولتها إلى زخرف خارجي وفارغ، من البديع والمحسنات اللفظية، والشطارة اللغوية، كأن يكتب الشاعر قصيدة جميعها بلا نقط، أو قصائد تقرأ طردا وعكسا على حد سواء، وأسميها ‘القصائد الجورب’ فالجورب يلبس بوجهيه في القدم، وهذا الصنيع الزخرفي التافه من التكلف الشعري لاحظنا الكثير منه في عصور الانحطاط، ونلاحظ بعض ما يشبهه في أيامنا هذه، هذا ما أسميه ‘الاختناق الشعري’، خرجت القصيدة العربية من اختناقات القرون الوسطى بمساعدة النثر، أي نثر أعني؟ أعني على سبيل المثال، ترجمات الكتاب المقدسن بعهديه القديم والجديد التي قام بها اليازجيان (الشيخ ناصيف والشيخ ابراهيم) أعني كتابات أحمد فارس الشدياق (الساق على الساق)، أعني يوسف مراش الحلبي في كتابه غابة الحق، ومن بعد ذلك أقصد الكتابات النثرية لكل من جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وأمين الريحاني ..هذه الكتابات النثرية هي التي أخرجت القصيدة العربية المختنقة بأوزانها وثيابها المزركشة من محنتها ..وبمثل هذه الكتابات النثرية بدأ عصر الحداثة الشعرية العربية، الآن ألاحظ اختناقات للقصيدة العربية شبيهة باختناقات الانحطاط… وتأتي هذه الاختناقات من ناحيتين: الأولى ناحية قصيدة النثر الرائجة والمنتشرة على امتداد الخريطة العربية من ضفاف الورق إلى الفيسبوك، وهي (أي قصيدة النثر) على صعوبتها وخطورتها وجلال تحديها مستسهلة الجانب يتناولها بالتعامل كل من يكتب حرفا على شاشة إلكترونية، أو ورقة .. هو يسمي ما يكتب قصيدة .هو حر. آخرون كثر على امتداد علاقات الشبكة العنكبوتية يتواصلون معه، يكتبون مثل ما يكتب..يتبادلون التغريدات.. وتموت القصيدة تحت ركام العلاقات الفيسبوكية. لا يتم الانتباه إلى شروط قاسية ودقيقة لقصيدة النثر ..بقي منها سهولة الكتابة وانفلاتها من أي ضابط إيقاعي (لا أقول وزني) والرغبة في البث والتواصل بين ‘الفسابكة’ فضاعت القصيدة (أعني قصيدة النثر) مثل ريشة بين الحوافر.
أنا حين أقترح الوزن كوسيلة من عشرات الوسائل لإعادة القصيدة العربية إلى ذاتها، لا أتقيد به ولا أطالب أحدا بالتقيد به ..وأقصد أن القصيدة العربية المتطورة في لحظتها الحالية، في إشاراتها، في عولمتها، في شبكيتها، في اجتماعيتها، مسؤولة جدا عن كل المعطى التاريخي للقصيدة من الأوزان إلى اللاأوزان مرورا بالتوازنات، ومسؤولة عن التطور اللغوي والإشاري من جوف القصائد القديمة إلى اللغة الإشارية والرقمية اليوم …فلماذا نرمي هذا المكسب النظري العظيم لتطور القصيدة العربية في موقد الاستسهال والإرهاب الحداثوي والادعاء الأجوف بعمومية الشعر وتبادليته ونثريته؟
القصيدة أعظم وأهم وأخطر من الأشكال. فلنضع كل الأشكال (بما في ذلك الأوزان) في خدمة القصيدة الجديدة .
* كتاباتك النثرية لا تحيد عن جوهر الشعر، ما سر هذا الجنوح إلى النثر، وهل يسعفك الحكي في وقت تختار القصيدة فيه أن تصمت؟ وهل لنا أن ننتظر مغامرات كتابية أخرى للشاعر محمد علي شمس الدين في سياق سقوط الحدود بين الأجناس الأدبية ؟
* الكتابة حقا مغامرة. والمغامرة لعلها مشتقة من الغَمر ..الماء والبحر ..هما خطر ومتعة وإبحار واكتشاف..الشعر والنثر كلاهما جناح طائر المغامرة. ولا بد منها معا. لقد كتبت بالإضافة إلى ثلاثة عشر مجموعة شعرية بدءً من قصائد مهربة حتى اليوم أربعة كتب في النثر هي: ‘رياح حجرية’ و’كتاب الطواف’ و’حلقات العزلة’ و’غرباء في مكانهم … والمتعة هنا وهناك واحدة. الغموض واحد.. والخطر واحد.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة