السبت 2024-12-14 11:24 م
 

"الشعب يريد تغيير المناهج"

12:39 م

جم?ل أن تعلن الحكومة عن تغ??ر اسم البتراء في الكتب المدرس?ة الجد?دة، ل?صبح 'البترا'؛ من دون الھمزة.اضافة اعلان

ب?د أن اسم 'البتراء' ل?س الخطأ الوح?د الموجود في الكتب المدرس?ة؛ بل ثمة تشوھات أكبر وأشد خطراً تتضمنھا المناھج، أھمھا أنھا تقوم
على مبدأ التلق?ن الذي ? ?ض?ف مھارات مف?دة للطلبة، و?قتل التفك?ر ا?بداعي الخ?ق لد?ھم.
وكل الحد?ث عن مواجھة تراجع التعل?م ?حتاج إلى ثورة في المناھج، ?بعاد الطلبة عن حشو المعلومات والحفظ المرھق من دون جدوى.
وأسوأ من ذلك تخرجھم من المدرسة وقد ُوضعوا على طر?ق، ف?ما العالم وفرصھ في طر?ق أخرى؛ ف?غدون غرباء في عالمھم، غ?ر قادر?ن
على مجاراتھ!
الرأي السابق ?قر بھ كث?ر من الخبراء الذ?ن ?دركون ضعف دور المناھج الحال?ة في بناء قدرات مختلفة للطلبة، وبما ?حول دون تطو?رھم
وتأھ?لھم ل?نتقال إلى مرحلة جد?دة تناسب النق?ت السر?عة التي ?مر بھا العالم على صع?د التعل?م والعمل.
فكث?ر من مضام?ن مناھج التعل?م في ا?ردن ل?ست سوى مض?عة للوقت، وجھد غ?ر ذي نفع. والنتائج واضحة من المخرجات التي تُظھر
ضعفا كب?را في تطو?ر الشخص?ة وفتح آفاق جد?دة للطالب في ح?اتھ العمل?ة.
ثمة شواھد متزا?دة على التراجع الكب?ر الذي أصاب مخرجات التعل?م في ا?ردن، والحوادث تتكرر مؤكدة ذلك. ففي مسابقة ?كثر من شركة
عالم?ة ?خت?ار موظف?ن للعمل لد?ھا في مجال المحاسبة وتكنولوج?ا المعلومات، اجتاز ا?ختبار عدد محدود ? ?تجاوز
نسبة 5 % من المتقدم?ن.
كث?رة ھي المطالبات بإعادة النظر في المناھج لتبتعد عن الروح الحال?ة، ھذا إن ُوجدت ف?ھا روح أص?ً. وقد شملت ھذه المطالبات تعد?ل
نصوص تتضمنھا كث?ر من المناھج في مختلف المراحل التعل?م?ة، تكرس ثقافة رفض ا?خر وا?نغ?ق، و? ع?قة لھا باحترام ا?خر
والتعا?ش. وھذه مبادئ أساس?ة ?قوم عل?ھا البلد، في وقت نحن في أشد الحاجة إلى تعز?ز الل?حمة الوطن?ة. إذ تغ?ب مناھج الترب?ة الوطن?ة
المرّسخة للوعي الوطني ومفاھ?مھ ذات الصلة، لتنبت بد?ً منھا الو?ءات الفرع?ة.
النائب ونق?ب المعلم?ن مصطفى الرواشدة ?روي تجربتھ الخاصة وتق??مھ للمناھج، بعد سنوات من العمل في مھنة التعل?م. وأنا اقتبس من
ك?مھ إذ ?قول: 'كنت أطرح على ط?بي في الصفوف المختلفة، ا?ساس?ة أو الثانو?ة، أول سؤال عندما أنتقل لمدرسة أو أدخل أول مرة
لصف من الصفوف: من ?ُعّرف لي الوطن؟ أح?اناً كث?رة ? أجد طالبا ?ج?ب عن ھذا السؤال.. أ?ضاً ما ھو الشعب؟ المفھوم غ?ر واضح
للطلبة'. و?ض?ف الرواشدة: '?حظت غ?ابا شبھ مطلق ?لمام الطلبة بالعد?د من المفردات أو المفاھ?م والمصطلحات الضرور?ة لتعم?ق
ا?نتماء الوطني؛ فھذه غ?ر موجودة. بالتالي، ?جب الترك?ز على ا?بعاد السابقة في ص?اغة منھاج الترب?ة الوطن?ة، والتار?خ والجغراف?ا'.
دور المناھج في خلق حالة وطن?ة جمع?ة غائب؛ وزرع ا?نتماء الحق?قي والصادق من خ?ل المناھج النافذة غ?ر ممكن. ما ?جعل تغ??رھا
حاجة ماسة، ?عادة غرس ھذه المفاھ?م وتنم?تھا في ا?ج?ال المقبلة، بھدف القضاء على التعصب والھو?ات الفرع?ة التي تتنامى بشكل
خط?ر، وتنعكس كل ?وم في سلوك ھنا وأزمة ھناك، ونقطف 'ثمارھا!' كل ?وم.
قتل ا?بداع، وقتل الق?م التقدم?ة في المناھج، تم في حقبة الثمان?ن?ات. وقد ساھمت عوامل متعددة في ا?بقاء على كل التشوھات في الكتب التي
?حملھا أطفالنا، حتى جاء ?وم صرنا نشكك ف?ھ بقدرة المدارس على تخر?ج أج?ال قادرة على مواجھة الح?اة.
إن الشعار المطلوب رفعھ فع?ً في المرحلة الحال?ة، وفق قول أكثر المھتم?ن بالنھوض بالتعل?م في ا?ردن، ھو 'الشعب ?ر?د تغ??ر المناھج'.
وإص?ح التعل?م ھو الطر?ق لتحق?ق كل تغ??ر إ?جابي مطلوب.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة