الأربعاء 2024-12-11 09:15 م
 

الشفافية .. لمّا تزيد عن حدها!

11:30 م

في بداية التسجيل للانتخابات النيابية فُقِدَ صندوق يحتوي على 4000 آلاف بطاقة انتخابية... وقد سارعت الهيئة في الإعلان عن فُقدانها وطَلَبت من دائرة الأحوال المدنية إلغاءها، وشُكِلَتْ أيضا لجنة تحقيق سيتم الكشف عن النتائج التي تَتَوصل إليها أمام الرأي العام...اضافة اعلان

هناك من اعتبر أن إعلان الهيئة عمّا حصل بكل شفافية لهو دليل ومؤشر حقيقي على جدية الهيئة في إجراء انتخابات نزيهة وشفافة...
لكن ، غاب عن بال ( الهيئة ) أن الشعب الأردني 'لم يتعود' على ( الشفافية ) بعد... لذلك فإن الإعلان بهذه السرعة عن ضياع الصندوق أعطى الموضوع ( ضبابية ) أكثر ما أعطاه ( شفافية )...
في الأعياد السابقة عندما نذهب ( للمعايدة ) كنّا : ' نتحابب ' أولا ومن ثم نشرب القهوة ( السادة ) وفي اللحظة التي يحضر فيها ( المعمول ) تشتعل الجلسة في نقاش حاد؛ لأن المعزب لديه إصرار على :( جيرة الله ... تثني ) ... فيرد الضيف: صدقني ( مفلل )... وهكذا يستمر الجدال بينهما حتى يغادر الضيف المكان!
في هذا العيد لوحظ أنه لم يطلب منك أن ( تُثّني ) في ( المعمول ) والسبب هو انشغال الرأي العام بموضوع 4000 بطاقة ...
بعد حبة ( المعمول ) الأولى التي لم يتبعها ( جيرة الله .. تثني ) كان الحديث يدور عن مصير 4000 آلاف بطاقة مع أن الهيئة أعلنت مراراً وتكراراً عن إلغائها... إلا أن الشعب الأردني ما زال منقسما بشأن مصيرها... فبعضهم يرى أنها ذهبت ( لفلان ) وأن نجاحه أصبح مضموناً .. وبعضهم الآخر يرى أن المقصود بها ( فلان ) لأن الدولة ' بدهاش ' اياه ...
قد تقوم الهيئة بـ 4000 خطوة تثبت فيها بما لا مجال للشك أن الانتخابات المقبلة نزيهة وشفافة... لكن صدقوني ما زال الكثيرون يعتقدون أن من ينجح في الانتخابات المقبلة سينجح بـ 4000 بطاقة... ومن لم يحالفه الحظ سيكون رسوبه بسبب ضياع 4000 بطاقة ...
قد يرى بعضهم أن من ( السذاجة ) أن يفكر بعضنا بهذا التفكير... لكن ، أيضا من ( السذاجة ) أن نُزور إرادة هذا الشعب على مدى سنوات طوال من دون أن نحاسب أحداً ولا نجعل الشعب يشك حتى في نفسه ...
لا يمكن أن تعود الثقة بالعملية الانتخابية في الأردن من دون محاسبة ( المزورين ) السابقين واللاحقين كعربون محبة لهذا الشعب...
دون ذلك : لوّح بايدك... لوّح بايدك !!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة