الجمعة 2024-12-13 12:18 م
 

الصالون الأدبي يحتفي بالكاتب إبراهيم الحجري

11:43 ص

الوكيل - نظم الصالون الأدبي المغربي لقاءه الشهري باستضافة الناقد والروائي المغربي الدكتور إبراهيم الحجري في لقاء تواصلي مفتوح مع قرائه وأصدقائه احتفاء بأعماله الروائية ودراساته النقدية.اضافة اعلان

وتكريما له على فوزه بجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في طبعتها الثالثة في مجال الدراسات النقدية عن كتابه ‘قضايا سردية في التراث العربي: الرحلة نموذجا’، وذلك يومه السبت 25 مايو 2012 ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال بفضاء الهمذاني التابع لجمعية الأعمال الاجتماعية نيابة الحي الحسني.
افتتح اللقاء التواصلي وسيره الأستاذ سعيد جومال الذي رحب بالناقد إبراهيم الحجري، وشكر الجمهور على الحضور، وأبرز الهدف من اللقاء المتمثل في استعراض تجربة الكتابة الروائية عند المبدع عموما، ورواية ‘البوح العاري’ خصوصا.
بعد ذلك تناولت الكلمة الناقدة سعيدة تاقي، التي قدمت ورقتها النقدية حول رواية ‘البوح العاري’ الصادرة عن ‘دار النايا’ و’دار المشكاة’ سوريا 2012، حيث قامت بتشريح كل مكونات الرواية منطلقة من التأكيد على صعوبة تلخيص أحداثها والإحاطة بجزئياتها، مرورا ببنائها الروائي، واستثمارها للسفر كإطار تخييلي لأحداثها، باعتبارها تحكي سفرا قامت به أربع شخصيات من ليبيا إلى المغرب، مرورا بتونس والجزائر، في بداية تسعينيات القرن العشرين، دون أن تصل وجهتها على متن حافلة مهترئة؛ وهي أحداث تشخص بطريقة غير مباشرة تعثر الوحدة المغاربية، مع الإشارة إلى أن الروائي توسل بالبوح للنفاذ إلى دواخل الشخصيات وسبر أغوارها.
لتعرج؛ بعد ذلك؛ على فضاء الرواية الزمكاني، وشخوصها الرئيسة المتمثلة في صالح الوهراني ومنانة والمحجوب الصويري ووحيدة الطرابلسي، والذين يعتبرون نماذج للإنسان المغاربي؛ خاصة والعربي عموما، المهزوم، الهارب من واقعه، المكتوي بنار الخيانة. وقد توقفت الناقدة عند بعض الظواهر اللافتة في العمل الروائي قلة الأحداث والحبكات، كما أن السرد لا يمضي باسترسال، بل يتوسل بتقنية الفلاش الباك وشعرية اللغة لتعطيل وتيرة السرد.
بعد هذه المداخلة النقدية المتميزة، جاء دور ورقة نقدية ثانية قرأها نيابة عن صاحبها الناقد بوشعيب الساوري المعنونة بـ: (الشخصيات ليست أقوى من ظروفها في ‘البوح العاري’)، ومن أهم ما جاء فيها أن الرواية تعالج إشكالية اجتماعية، وهي الخيانة التي تتولد عنها عدة إشكالات؛ كالهجرة والبطالة والدعارة وغيرها في قالب روائي يؤطره السفر من ليبيا إلى المغرب، سفر يجمع بين شخصيات لا تعرف بعضها البعض، رغم كونها تشترك في الأزمة والمصير، مع الإشارة إلى اختيار الروائي إبراهيم الحجري لتقنية الغوص في دواخل الشخصيات عبر بوحها المباشر أو غير المباشر، الذي كان فرصة لتخليصها من عقدها الداخلية، وإراحة نفسها من كل ما كان جاثماً على صدرها من محن نفسية دفينة مرتبطة بحياة فاشلة في الغالب. بالإضافة إلى التنبيه إلى الحضور القوي لعناصر الثقافة الشعبية التي استثمرها الكاتب، نظراً لما تختزنه من حمولات إنسانية وفكرية وسردية، ومما تتضمنه من مفارقات تُشخص الأوضاع المفارقة للشخصيات الروائية بين مظهرها وحقيقتها التي يخفيها.
بعد هاتين الورقتين النقديتين، أعطيت الكلمة للروائي الدكتور إبراهيم الحجري الذي تقدم بالشكر الجزيل إلى أعضاء الصالون الأدبي المغربي على دعوتهم الكريمة، وإلى الحاضرين، كما نوه بالمداخلتين النقديتين اللتين لفتا انتباهه إلى ظواهر عميقة في العمل الروائي ‘البوح العاري’؛ مبديا حرصه على إبعاد وعيه النقدي أثناء ممارسة الكتابة السردية، معتبرا ذلك من المطبات التي وقع فيها كثير من الروائيين المغاربة. واستعرض تجربته الروائية عموما؛ مفشيا أسرار المطبخ الداخلي لروايته البوح العاري؛ وكاشفا مسار تشكلها على امتداد عقد من الزمن، مشيرا إلى الصعوبات التي اعترضت طريقها إلى التحقق والنشر. وقد فتح باب النقاش مع الحضور أفقا للكاتب من أجل النبش في تجربته الروائية التي تكونت في قرية تدعى أولاد أفرج؛ الغارقة في وحل الجنون؛ والمكتوية بلظى التخلف والفقر والتهميش بالرغم مما تدره من خيرات فلاحية. وقد بدا تأثر أعمال الكاتب الروائية بهذه العوامل التي تحضر بشكل أو بآخر في المتن الروائي؛ وتحفز القلق الوجودي لديه.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة