الأربعاء 2024-12-11 09:16 م
 

الصندوق الكويتي .. الإنسان بين الارقام

02:53 م

هاني البدري

لست من كتاب الأرقام والإحصائيات وصحافة الإقتصاد والمال, ذلك أنني أختصرت (الشر) بذهابي الى الفرع الأدبي , مالم يوقعني أبداً في مأزق سؤال رياضيات لا أجابة له كما حصل مع طلبة التوجيهي العلمي أثناء امتحان الرياضبات هذا الأسبوع’ ما أستهلك منهم جل أعصابهم وكل وقتهم, قبل أن تخرج الوزارة لتعلن إعتماد الإجابة (ج) للفرع (3) من السؤال (5) للأمتحان, ما لم أفهمه حتى الآن..أيضاً.

ليست مهمة الأرقام الا لهواة جمعها ,في أوراق (البنكنوت) أو السيارات أو حتى ربطات العنق, لكنها مهمه عندما تكون معنية بالإنسان كقيمة أساسية في دنيا تتفاوت فيها قيمة الإنسان حيث تزيد وتغلا شمالاً وتنهار وتبخس جنوبا,ً وتحديداً في البقعة التي نحن فيها من على الكرة الأرضية.

أتحدث عن الأرقام والإنسان لأنني ببساطة عَرجت على تجربة تستحق الإشارة اليها فيما يتعلق بالأردن تحديداً, أسمها الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية الذي يحتفل بخمسين عاماً على تأسيسه, وخمسين أخرى على إنطلاق أول مشروع تنموي يدعمه في الأردن عام إثنين وستين.

صدقوني, لا أتحدث عن الإقتصاد ولا التنمية لكني أقرأ علاقة تكاد لا تتكرر في المقاربة لين الأرقام والناس, اللهم بما تطرحه الحكومة الآن من مشاريع وقرارات لرفع أسعار ترتبط أيضاً بالإنسان وتغير شكل حياته كما هو الحال الان..

الحديث عن الصندوق الكويتي الذي أطلعت على تجربته مبكراً يقودني الى قراءة في الشعار الذي بدأ منه واستمر.. 'مساعدة الآخرين حتى يساعدوا أنفسهم' ,فكيف يمكن بالفعل تطويع الإمكانات المالية لخدمة قيمة وكرامة الإنسان في عيشه وفي مواجهة ملمات الحياة وعوائق تطورة وثماره.اضافة اعلان


بعيداً عن الأردن وفي مدناً فقيرة أخرى نائية في أعماق القارة الأفريقية, بدأ الصندوق الكويتي عام أربعة وسبعين حرباً على ما يسمى هناك بوباء عمى النهر, وهو أكثر الأمراض الخطرة شيوعاً في المنطقة , طارد الصندوق بأذرعته المالية الإنسانية المرض من منطقة الى أخرى, ومن بلد الى بلد آخر حتى أعلن مع بداية هذا العام عن القضاء نهائياً على المرض التاريخي في المنطقة وماذا كانت النتيجة .. ببساطة , أنقاذ أكثر من عشرين مليون طفل من الاصابة بفقدان البصر عند الولادة ,وحماية خمسين مليون شخص من الإصابة بالوباء, في المحصلة أيضاً استطاع برنامج الصندوق تحرير ثلاثين مليون هكتار من الأراضي الزراعية ما يوفر الغذاء لأطعام أكثر من خمسة وعشرين مليون شخص سنوياً.

أرأيتم كم هي جميلة الأرقام عندما يتعلق الأمر بالإنسان, وكم تزداد قيمة الأصفار بهاءً عندما تكون معنية بتغيير واقع البشر وتحسين ظروف معيشتهم..

في الأردن .. حدث هذا أيضاً, ليس فقط في أول المشاريع التي أهتم بدعمها الصندوق في وادي اليرموك داعماً لقطاع الري والأراضي الزراعية والغذاء, وليس في دعمه الهائل لقطاع الطاقة وتوليد الكهرباء كما حصل في السمرا قبل يومين , ولا في دعم قطاع التعدين كما الحال في الفوسفات ولكن أيضاً في دعم القطاع الطبي خدمة لصحة الإنسان في الأردن.. وأكثر, في دعم المشاريع الصغيرة للشباب الأردني عبر الإستفادة من فروقات فوائد القروض المقدمة لتمويل مشاريع تنموية وايداعها في بنك الإنماء الصناعي الذي موّل مشاريع صناعية وانتاجية صغيرة للشباب الأردني في المناطق الفقيرة والنائية.

قيمة الإنسان لا تُدرك الا عند من يعرفها وليس فيها مساومة اوفصال, والا لما نحن هنا والآخرون هناك..والأرقام تبدو أكثر مللاً وبلاهة وتغدو جوفاء دون مضمون اذا ما خلت من المسؤولية الانسانية..
في مصر قام الصندوق مثلاً بمكافحة الإزدحامات المرورية وفي لبنان عوض المتضررين من الحرب الإسرائيلية وفي مناطق أخرى عديدة كانت الملايين التي حبا الله الكويت بها , تُصرف من أجل كرامة الإنسان ورفاهه..

على مدى عقود طويلة رسم الصندوق الكويتي للتنمية صورة أخرى وفهماً جديداً لشكل علاقات التعاون بين الدول كما فعل في ترسيخه لمفهوم جديد للعلاقة بين الرقم والإنسان..وهوه بذلك يحقق في عيده الخمسين الكثير من مضامين رسالته الني هي رسالة الكويت الشقيق.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة