لم يدافع الطيران الاميركي عن مسيحيي العراق او يزيديته، او عن نظام سياسي صنعوه بحرب في حجم حرب حلف الاطلسي ضد حلف وارسو، ولم يدمروا طبعا مؤسسة الارهاب الداعشية’، وإنما دفاعا عن خطوط حمر وضعوها في ادارتهم للازمة العراقية تبدأ من خط كردستان الاحمر.
ما سمعناه من البيت الابيض ووزارة الخارجية الاميركية ان الادارة غير معنية بخطر داعش، ولكنها ما تزال ملتزمة بالاتفاقية الامنية التي عقدتها مع المالكي، وشرط تدخلها هو طلب رسمي عراقي لحكومة غير حكومة المالكي، فالناطق بلسان الخارجية اخبرنا بان المالكي قدّم طلبا بتدخل اميركي، لكن الادارة تجاهلته بالقول: يجب ان تكون حكومة بغداد هي حكومة اجماع وطني.
هذا كلام حق لواشنطن ان تقوله، وحق لها ان تتابع حركة داعش، وحق لها ان تغض النظر عن داعش السورية وان تسمي داعش اليمن بالقاعدة، وان تجد في داعش سيناء رابطا تساوم عليه الحكم الجديد بطائرات الهيلوكبتر المقاتلة وطائرات اف16 المحتجزة في مخازن الجيش الاميركي او مشاغل الصيانة، فداعش وغير داعش هي بيادق تحركها على رقعة الشطرنج الشرق اوسطي الى جانب بيادق اخرى.
ولعلنا نسمع العجاب حين نسمع اتهامات الجداء (جمع جدي) في السياسة، إن اميركا لا تعرف ما الذي تفعله، وان تلكؤها في حسم الازمة السورية ادى الى كل هذا الخراب، وكأن الولايات المتحدة دولة عربية حريصة على الدم العربي – هل دول العرب حريصة؟–او كأن اوباما هو عبدالناصر، او صدام حسين او الملك فيصل. نحن لا نفهم حدود العلاقات مع القوى الكبرى، ونقيسها بمقاييس علاقة الشرقي الساذج بالآخرين، ونكرر: انه لا يوجد اصدقاء دائمين او اعداء دائمين، دون ان نفهم تفصيلات هذه المعادلة.
ليس هناك ما هو احب للقوى الدولية او القوى الاقليمية من عالم عربي ضعيف تسوده الفوضى السياسية والفكرية، ونحن نسأل: هل اميركا او بريطانيا او فرنسا لها مصلحة في دول عربية قوية، هل ايران لها مصلحة بعراق قوي؟ هل لتركيا مصلحة في سوريا قوية؟ هل لاميركا مصلحة في سعودية او عُمانية او قطرية قوية.. ام انها تحب التعامل مع خليج ضعيف ترابط فيه «دفاعاً» عن امنه واستقراره؟
كما يقول الفرنسيون: فتش عن المرأة، يحب كلامجيو السياسة اتهام اميركا بأنها هي وراء داعش، والا من اين لها هذه القوة؟!
والاتهام مضحك، لا لأن اميركا يمكن او تموّل او تدير مؤسسة ارهابية بعد انفجارات نيويورك وواشنطن، وانما لأن اميركا يمكن ان تحتوي هذه القوة وتسخرها في ضرب العرب والمسلمين وتشويه الاسلام بشكل خاص، واميركا تعرف انها حين رعت ومولت مجاهدي افغانستان، وسخرته في ضرب الاتحاد السوفياتي، انما كانت تستعمل اداة غير اخلاقية في الحرب الباردة!! ولكنها المصالح التي تملي مثل هذا السلوك المشين في استعمال شعب بريء، وعاطفة دينية بريئة في الحرب ضد الاتحاد السوفياتي!!.
لم تتحرك الطائرات الاميركية في مواجهة داعش، او في مصلحة العراق.. وانما تحركت للدفاع عن سيناريو ادارة الازمة العراقية.. او لعدم التحرك في الازمة السورية.. او للتفرج على الازمة اللبنانية، فهذه المنطقة ليست اكثر من رقعة شطرنج.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو