للديمقراطية اكثر من وجه في واشنطن!! تختطف بالقوة المسلحة مواطن ليبي من باب داره, وحتى تبرر سلوك القرصنة يصرح وزير الخارجية كاري ان الاختطاف كان بعلم الحكومة الليبية!! فيكون الرد: اختطاف رئيس الحكومة الليبية!!
وحين ندقق في الامر لا نكتشف جديداً واذا وجدنا ان هذه العصابات المسلحة التي تحكم ليبيا الان وتنهب نفطها وتروع شعبها, انما هي نتيجة للتدخل العسكري الفج الذي لم يضرب القذافي ونظامه وانما هدم الدولة الليبية, فتم تفريغ مخازن الجيش الليبي, ونشأت ميليشيات قبلية وعقائدية, وتهريب وسرقة ونهب, وصار من الصعب على النخبة الليبية لملمة شظايا الدولة ومحاولة تجميعها في «انتخابات» ومجلس وطني وحكومة. لكن المحصلة هي ما نشهده الان. تماماً كما حدث في العراق, وكما كان من الممكن ان يحدث في سوريا لو تحققت الضربة العسكرية الاميركية – الاطلسية.. المعنونة دائماً بالديمقراطية!!
في مصر وجه آخرللديمقراطية الاميركية: فقد اكتشف الرئيس وادارته ان مصر لا تأخذ بالوصفة الاميركية للديمقراطية. رغم أن هناك خارطة طريق تبدأ من وضع دستور تقدمي وفاقي لا يفصلنا عن انهائه اكثر من اسابيع قليلة, تتبعه انتخابات مجلس الشعب, وتتبعها انتخابات رئاسة الجمهورية!!
التوجيه الديمقراطي الاميركي بدأ بقطع اجزاء رئيسية من المعونة العسكرية لمصر بموجب معاهدة كامب ديفيد التي وقعها الرئيس الاميركي جيمي كارتر, كما وقعها انور السادات ومناحيم بيجن.. وكما وافق عليها الكونجرس ومجلس الشعب والكنيست!!
المعونة هي جزء من معاهدة كامب ديفيد, ولمصر حصتها ولاسرائيل حصتها. طبعاً تقول الادارة كلاماً سخيفاً انما لا تقطع المعونة العسكرية لكنها تؤجل تسليمها حتى «ترى» ان مصر تعود الى الديمقراطية!!
ويحق للمصري الذي تلقى لطمة لكبريائه الوطني: ترى هل كان عهد السادات وبعده عهد حسني مبارك ديمقراطياً؟! ومنذ متى ارتبطت المعونة العسكرية بالديمقراطية بمفهومها الاميركي؟!
الادارة مصرة على ديمقراطية الاخوان ولكنها مع ذلك لا تقول إن ما جرى في 30 يونيو هو انقلاب عسكري. الفلاحون يقولون عندنا: رجل في البور ورجل في الفلاحة. فكيف تريد واشنطن ديمقراطية مصر؟! أهي العودة الى النظام الاخواني وهم يعرفون أن انتخاب مرسي بأقلية لا تذكر أمام الفريق شفيق كان مخرجاً امام قوة الاخوان في الشارع, وفكرة عودة عهد حسني مبارك. فمرسي ليس الشرعية مثلما ان الرئيس اوباما وحده ليس الشرعية دون الكونجرس, ودون انتخابات الولايات الخمسين!!
قبل ايام اعلن نتنياهو ان للولايات المتحدة سياساتها ولاسرائيل سياساتها. وفي الامم امتنع السعوديون عن القاء كلمتهم في الجمعية العمومية للامم المتحدة، احتجاجا على فشل القوى الكبرى في حل قضايا العالم التي تهدد الامن والسلم الدوليين. والسعودية هنا تعني الولايات المتحدة.. ولا تعني غيرها. فاذا وجد الاسرائيليون انهم قادرون على العيش في المنطقة دون الاميركان، واذا وجد السعوديون ان اميركا ليست ضمانة للامن والسلم الدوليين، فما بقي من النفوذ الاميركي في المنطقة؟؟.وماذا لو قرر السيسي ان يلبس جلد عبدالناصر في مقاومة اهانة البنك الدولي عام 1956؟!. ماذا لو قرر التعامل بمعاهدة القسطنطينة التي تعطي الدولة حق منع المرور العسكري من قناة السويس؟! ماذا لو قرر السيسي منع الطيران الاطلسي من المرور فوق الاجواء المصرية؟! . والى اين ستجد واشنطن طريقها الى الشرق الاوسط الذي اوصيت عليه، وفصلته على مقاسها؟!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو