السبت 2024-12-14 09:39 م
 

العبادي يلجأ لإيران لمواجهة نفوذ المالكي

01:12 م

الوكيل - لجأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى زيارة إيران في مسعى لتدخلها لتطويق الخلاف المتصاعد مع خصمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي حرك في البصرة أنصاره لإسقاط حكومتها المحلية الموالية للعبادي. اضافة اعلان

وإذ يُرجّح المراقبون أن 'تخيّب إيران مساعي العبادي، وألا تمنحه سوى الوعود التي لا تتحقق'، أوضحوا أنّ 'طهران لا تريد أن ينفرد العبادي ولا حتى المالكي بالحكم من دون وجود منافس خطير، لأنّها هي التي تضع المنافسين كورقة تهديد لمن يمسك الحكم في العراق، حتى إذا ما أراد أن يخرج عن المسار الذي رسمته له تضغط عليه بالمنافس فيعود إلى مساره'. واستبعد النعيمي، 'حدوث أيّ انشقاق داخل البيت الشيعي، لأن إيران لا تريد ذلك، لكن قد يحدث خلاف وهذا أمر وارد لكن في النهاية إيران لها القدرة على جمع هؤلاء القادة على كلمة واحدة'.
ويرى المراقبون أن 'العبادي لا يستطيع أن يقدم على أيّ تحرك ضد المالكي ما لم يحظَ بموافقة ودعم إيراني، خصوصاً مع النفوذ الكبير والمتزايد الذي يتمتع به المالكي'، معتبرين أنّ 'الاستنجاد بإيران ليس جديداً على الحكومة العراقيّة، فهي قد بُنيت بأيدٍ إيرانية، خلقت داخلها هفوات خطيرة لا يمكن حلّها إلا بتدخّل إيراني'.
وبينما تبلغ الخلافات بين العبادي والمالكي مستوى خطيرا في ظل أوضاع أمنية متردية للغاية، يعتقد المراقبون أن 'هذا الأمر يضع حكومة العبادي على المحك ويهدد بسقوطها، مما يستدعي تدخّلاً إيرانيا عاجلاً لإيجاد حل للأزمة المتفاقمة'.
وتوجّه العبادي أمس إلى طهران على رأس وفد عراقي رفيع المستوى، كما أعلن المتحدث الرسمي باسم مكتبه الإعلامي سعد الحديثي في بيان صحافي، تجنب الإشارة إلى الهدف الرئيس للزيارة مكتفيا بأن 'العبادي سيبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، كما ستركّز المباحثات على الملف الأمني العراقي والتعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب وخطر داعش على العراق وعلى المنطقة'.
ويرى المراقبون أنّ 'الأزمة التي تتصاعد حدّتها بين العبادي والمالكي، ومحاولات الأخير عرقلة عمل الحكومة وإفشالها، تأخذ منحى خطيراً قد يتسبب بانشقاق داخل البيت الشيعي، ككتلتين تتبع إحداهما المالكي والأخرى العبادي، وما لذلك من تداعيات خطيرة على المشهدين السياسي والأمني في البلاد'.
وأشاروا إلى أن 'العبادي اجتمع مع عددٍ من قادة التحالف الوطني، ومنهم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، وقادة كتلتي الأحرار والفضيلة، وبحث معهم إيجاد حل للأزمة وأخذها على محمل الجد'، موضحاً أن 'المجتمعين حذّروا من خطورة الانشقاق داخل البيت الشيعي وما لذلك من تداعيات سلبية على الشارع العراقي، وأجمعوا على ألا حل للأزمة من دون تدخل إيراني'.
واعتبروا أن 'إيران هي الجهة الوحيدة التي تمتلك تأثيراً كبيراً على الكتل الشيعية وتستطيع تمرير ما تراه مناسباً للأزمة العراقيّة'، مشيرين إلى أنّ 'العبادي سيطالب خلال زيارته لطهران بتدخّل إيراني لكبح جماح المالكي وأنصاره، والحد من نفوذه المتزايد داخل التحالف الوطني'.
وأكّدوا أن 'العبادي لا يستطيع أن يقدم على أيّ تحرك ضد المالكي ما لم يحظَ بموافقة ودعم إيراني، خصوصاً مع النفوذ الكبير والمتزايد الذي يتمتع به المالكي'.
على أن فريقا من المراقبين يرون أنّ 'الحكومة العراقية تكيل بمكيالين، ففي الوقت الذي ترفض فيه أي تدخّل خارجي في العراق، تطالب بتدخّل إيراني في كافة الأزمات وحتى من دون وجود أزمات'. وأضافوا أن 'فتح الباب واسعاً أمام التدخّل الإيراني هو بحد ذاته أزمة للعراق، ومن ينتظر حلولا للأزمات العراقيّة من إيران فهو واهم، لأنّها هي أساس المشاكل والأزمات في العراق، ولولا تدخلها لما وصلت البلاد إلى ما هي عليه من تردٍ في كافة المستويات'.
ولفت المراقبون إلى أن المالكي وبعد اقصائه تحت ضغوط شتى عن سدة الحكم، بدأ بتسيير عجلة دولته العميقة لتحطيم كل محاولات العبادي لتغيير سياساته، التي أدت إلى سقوط نحو نصف مساحة العراق بيد تنظيم 'داعش'، فضلاً عن شروخ مجتمعية كبيرة.
وينتمي العبادي والمالكي إلى حزب الدعوة الإسلامي، وهو واحد من أقدم الأحزاب الشيعية في العراق، أسسه 'محمد باقر الصدر' في العام 1957.
وكان نواب عراقيون تحدثوا عن اتهام وجهه العبادي إلى سلفه نوري المالكي الذي يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية- بمحاولة الإطاحة بحكومته من خلال بث الاشاعات التي أشارت إلى سقوط نحو 140 جندياً في حادثة الثرثار بمحافظة الأنبار في نيسان (ابريل) الماضي.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة