العجوز و التيس *

يقال و على ذمّة الراوي الذي أصدّقه ..أن رجلاً عجوزاً من بلادنا ؛ (فاتح بيت ) ولديه عائلة مثل أي عائلة أردنية ؛ مثقلة بالديون و تنتظر ( فرج الله ) دائماً ..! ضاقت الدنيا بهذا العجوز ..فقرّر أن يبيع ( التيس ) وهو ( الحيلة ) ممن ممتلكاته ولا يملك من حطام الدنيا غيره ..!اضافة اعلان


عرض العجوز تيسه للبيع ..واتفق مع جماعة ليلاً على أخذه في الصباح بمبلغ ( 350 ) ديناراً ..هم يأتون بالمبلغ و هو يسلّمهم التيس الغالي ..! طوال الليل العجوز مع زوجته و عياله يرتبون أمورهم في صرف ال 350 ديناراً ..أولى لك فأولى ..فاتفق الجميع على أنهم بحاجة إلى أربعة أضعاف هذا المبلغ لسداد الحاجات الضروريّة ..ولكن الريحة ولا العدم و إللي من الله يا محلاه ..! ونام الجميع بانتظار الصباح .

أفاق العجوز مذعوراً على صوت زوجته الصائحة : إلحقْ يا أبو فلان ..التيس مات ..! ثواني فصلت صوت الزوجة ووقوف العجوز فوق جثّة التيس ..نظر إليه بقهر ..منع دموعه ..نزل على ركبتيه ..رفع رأس التيس قليلاً ..وأمسك بلحية التيس ..وأطلق بصقة مقهور عليه : تفووو ..ولك إيش جلطك ..؟ تفووو..عندك فواتير كهربا مش مدفوعة.؟ شو جلطك ..تفووو ..عند أولاد بدهم أقساط للجامعة ..؟؟ قل لي شو جلطك ..؟ تفووو..عندك دار بدها أكل وشرب ..؟ ولك تفووو تفوووو تفووووو ..!

وذهبت حكاية العجوز و التيس مثلاً في قريته ..كيف أمسك بلحية التيس الميّت و كيف أوسعه بصاقاً و هو يتحسّر عليه قبل قبض ثمنه بلحظات ..!

كلنا ذلك العجوز ..ولكن يا ترى : من أو ما هو التيس الذي انجلط ومات و قد كان الفرج الأخير ..؟؟!