بعد سنوات عجاف يقف قادة الدول العربية امام مفترق طرق اذ تقدم قمة عمان فرصة حقيقية لاعادة قراءة المشهد السياسي والاقتصادي والامني ووضع تصور للسنوات المقبلة للعودة الى طريق التعاون الحقيقي في شتى مناحي حياة العرب، والنظر الى الامام بمعزل عن الانشداد للماضي، فالجميع بتفاوت عانى الامرين، فالمنطقة تشهد اطماعا خارجية وصلت حد العظم، فالعربدة الصهيونية والتسلط الامريكي والتجاوزات التركية والتدخلات الايرانية، كلها ألحقت بنا اضرارا بالغة، وتقاطعت في عناوين كثيرة اشدها ضراوة ..بلقنة الدول العربية، وتهاوت القواسم المشتركة ..واليوم في قمة عمان تتطلع الشعوب العربية المثقلة بالاعباء والمثخنة بالجراح بتوصل القادة الى قاسم مشترك يعيد توجيه قاطرة التعاون العربي العربي الى وجهتها الصحيحة.
بالرغم من اتفاقيات السلام مع الكيان الصهيوني فقد تنكر اليمين الصهيوني منذ اكثر من 15 عاما للسلام وطرح صيغة بديلة عنوانها الرئيسي التطبيع مع العرب وتحقيق الامن والسلام والاستئثار بالاراضي المحتلة، ومنذ مبادرة السلام في قمة بيروت من العام 2002، لم تستجب قيادة الكيان الصهيوني، وواصلت التمادي على الحقوق العربية وقتلت الابرياء وقضمت الاراضي وبنت المستوطنات، بينما لم يتخذ القادة العرب موقفا عمليا للرد على الكيان الصهيوني، اما عمليات القتل في الاراض الفلسطينية وفي عواصم عربية لم تتوقف، وكان النظام العربي الرسمي في غيبوبة.
تركيا التي استعمرت الوطن العربي مئات السنين عادت الينا من بوابة الاسلام والحرص على الفلسطينيين، علما بأن البوابات الامامية والخلفية كانت ولا زالت مفتوحة بين تركيا والكيان الصهيوني، اما ايران التي تتحدث عن الدين تمارس اقسى الممارسات الهمجية ضد العراق وشعبه، وباسم الدفاع عن لبنان وسوريا تزايد تدخل ايران وفرضت نفسها لاعبا رئيسيا، ولم تكتفِ بذلك واتجهت نحو اليمن لتصب الزيت على النار والتأثير على دول الخليج العربي.
هذا جانب بسيط مما تعانية المنطقة العربية من العدو الذي ابرمنا معه السلام ومع الجار الذي يشاطرنا الدين والجغرافيا، ومن دول استعمارية تطلق علينا صواريخ وقنابل الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان، بينما نقف غير قادرين على رسم خط واضح لمجموع سياساتنا في معظم حياتنا، لذلك غرقنا في فوضى وقتال واقتتال عبثي لاطائل له..لذلك نؤكد مجددا ان قمة عمان فرصة حقيقية للمحافظة على ما تبقى لنا من مقدرات ومياه وجه في حقبة تاريخية اقل مايقال عنها بأنها حالكة السواد..العرب اصحاب لغة ودين وسلام ومحبة وتاريخ مجيد وعلى القادة وان اختلفوا في مواضيع كثيرة او قليلة ان يحموا البلاد والعباد مما نحن فيه ..وهذا الامل المأمول وان كان بمثابة حلم للسواد الاعظم من العرب.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو