الوكيل - ينساق أناس وراء حالات عصبية تنتابهم، وقد يُجن جنونهم، وهم في ذلك مسكونون بقناعة بأن على المجتمع أن يتحمل 'مزاجهم السيئ لأنهم تكرّموا علينا فصاموا'، بحسب ما يقول سائق تكسي.
لكن الأطباء يقولون إن 'السر' يكمن في نقصان مستوى السكر والماء والجلوكوز والنيكوتين والكافيين لمدمني السجائر والقهوة، بسبب الامتناع عن الأكل والشرب، وإذا عرف السبب بطل العجب كما يقولون.
وهنا تكمن حكمة الصوم، كما يعتقد آخرون، فحتى مع وجود الأسباب والمبررات العلمية، فهذا شهر عبادة وصبر وجهاد للنفس على الشهوات، وهذه أيام 'يمتحن الله فيه صبر الصابرين، يحرمون أنفسهم مما أحل لهم في ساعات محددة كي تقبل أعمالهم'.
فمُنذ اليوم الأول من شهر رمضان تسود حالة من العصبية والمشاحنات الأسرية والاجتماعية وخلافات في أجواء العمل، والشارع قد تبدأ في مع شروق الشمس ولا تنتهي إلا بعد غيابها.. ولكن هل 'تطورت إلى درجة ابطال الصيام'.
علميا، وبحسب الأطباء، أحد أسباب العصبية نقص نسبة المياه والجلوكوز في الجسم والدماغ، وعندما تقل نسبة المياه يبدأ التوتر، ومن ثم الغضب والانفعال، وقد ترجع عصبية البعض الآخر في فترات الصيام بسبب ادمانهم على التدخين، او بسبب ادمانهم على تناول المنبهات التي تحتوي على ماده الكافيين والانقطاع المفاجئ عنها.
ويشير الأطباء الى أن أكثر الفئات عرضة للعصبية في رمضان، هم 'القلقون والمكتئبون والشكاكون والحساسون' فهذه الحالات النفسية تؤدي إلى عدم تركيز، 'وبالتالي يصبح الإنسان فاقدا لنفسه ويتصرف كالأطفال'.
الموظف في القطاع العام محمد النوافلة يقول ان عصبيته تبدأ من الثامنة صباحا فيتحول بحسب وصفه إلى شخص صعب التعامل معه، مبينا 'أن الأمر خارج عن إرادتي، لكني اشعر بتوتر وضيق ويصبح من السهل أن أصبح عصبيا على أي شخص أصادفه'، لكنه يتدارك الأمر ويخرج بعبارة 'اللهم إني صائم'.
ويعتقد النوافلة أن سبب عصبيته يعود إلى عدم شربه القهوة والسيجارة، وهما من 'طقوس الصباح اليومية' التي اعتاد عليها قبل ذهابه إلى العمل.
ولا يكون غضب النوافلة في العمل، فحسب فما أن ينتهي دوامه ويعود إلى المنزل، حتى تبدأ المشاحنات مع افراد أسرته.
ويجد أن أفضل شيء يمكن أن يفعله هو الخلود الى النوم لحين موعد الافطار تجنبا لحدوث مشكلات كبيرة على حد تعبيره، مشيرا إلى انه بعد أذان المغرب يعود إلى تصرفاته الطبيعية.
وحالة النوافلة ليست خاصة بل تصيب معظم الناس، إذ تشير ربة الأسرة منى زيدان إلى إنها تفقد السيطرة على أعصابها وتجتاحها ثورة من الغضب والانفعال لأبسط الأمور وعلى أي من المنغصات اليومية، والتي تبلغ ذروتها مع اقتراب موعد الإفطار.
فهي لا تدخن ولا تشرب القهوة ومع ذلك تشعر بالعصبية وتقول 'أشعر بضغط كبير وأنا أعد الطعام، وينتابني قلق من فكرة أن اتأخر عن تجهيز الطعام على الموعد المحدد'.
وتضيف 'أعلم أن هذا الشهر يفترض أن يكون شهر فضائل وأخلاق ولكن ما يصيب الناس هو أمر خارج عن السيطرة'.
ولا تقتصر العصبية بالنسبة لبعض الصائمين على الخلافات والمشاحنات الاجتماعية فهي قد تمتد لتشمل سلوكيات أخرى كعدم احترامهم لقواعد السير واستخدام السرعة الزائدة وعدم قيامهم بالأعمال الموكلة اليهم بالشكل المطلوب.
ويقول سائق التاكسي ابو اياد 'الناس يجن جنونها في هذا الشهر فتراهم يتسابقون للوصول إلى المنزل ولا يحتملون أحدا'.
ويضيف 'يمارس الناس هذه النوبات من السلوكيات وهم مطمئنون إلى أن المجتمع سيتحمل سوء أخلاقهم معتقدين أن على الناس تحمل طباعهم السيئة لأنهم تكرّموا علينا فصاموا'.
من جهته يقول الطبيب العام يوسف الفقية ان أكثر الفئات عرضة للعصبية في رمضان 'القلقون والمكتئبون والشكاكون والحساسون' فهذه الحالات النفسية تؤدي الى عدم التركيز وبالتالي يصبح الانسان فاقدا لنفسه ويتصرف كالأطفال.
ويضيف ان هناك أسبابا أخرى لعصبية بعض الصائمين وسرعة غضبهم، لعل أهمها انخفاض نسبة السكر في الدم وكذلك الإدمان على التدخين.
وبين الفقيه 'عندما ينقطع المدمن عن التدخين لبضع ساعات يبدأ يعاني من أعراض الحرمان من النيكوتين الذي اعتادت عليه خلايا دماغه، فيشعر بالعصبية وسرعة الغضب والتململ والصداع، وضعف التركيز وانخفاض المزاج، والقلق وضعف الذاكرة، واضطراب النوم'.
كما أن التوقف عن شرب القهوة والمنبهات الأخرى هو سبب آخر من أسباب العصبية في شهر رمضان حسب الفقيه، الذي يشير الى ان الانقطاع عن هذه المنبهات التي تحوي مادة الكافيين يعطي شعورا بالكسل والنعاس، وفقدان الرغبة بالعمل، والعصبية وانخفاض المزاج، وإذا بلغ الانقطاع عن الكافايين عند المدمن ثماني عشرة ساعة أو أكثر فقد يصيبه صداع، ويتميز بأن الألم فيه نابض ويشتد مع كل ضربة من ضربات القلب، لذا كان من المفيد لمن أدمن على الكافايين أن يخفف تناوله للقهوة والشاي والكولا تدريجيا قبل رمضان، استعدادا للصيام، وعليه أن يتناول شيئًا منها عند السحور، حتى لا يعاني من أعراض الحرمان منها أثناء الصيام.
وينصح الفقيه الصائم بأن لا يسهر كثيرا ولا يكثر من تناول الأكل والشرب، لأن ذلك يفقد الجسم التركيز ويصبح بالتالي عصبي المزاج.
فالجسم بحاجة الى ساعات كافية من النوم كي يستعيد نشاطه، واذا لم يأخذ كفايته من النوم تكون ساعات العمل بالنسبة له شاقة ومزعجة نتيجة نقص النوم، وليس نتيجة للصيام.
وبين الفقيه أنه من الضروري أن نغير من سلوكاتنا في رمضان لأنه شهر عبادة وفضائل وشهر تحمل وصبر.
ويقول 'على المرء أن يتعرف على جسده ويعرف كيف يتعامل معه لتجنب مثل هذه التصرفات.'
الغد
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو