الجمعة 2024-12-13 10:51 ص
 

العقبة: رغم النفي الرسمي بتأخر المناولة البضائع تتكدس بالميناء

01:27 ص

الوكيل - في الوقت الذي تعاني فيه قطاعات اقتصادية وتجارية من خسائر مالية كبيرة بسبب استمرار تكدس حاويات البضائع نتيجة بطء إجراءات العمل بميناء الحاويات، تؤكد إدارة 'حاويات العقبة' أن الميناء يعمل بقدرات تشغيلية تصل إلى 90 %، في حين تقر مصادر عمالية داخل ميناء الحاويات بتراجع كبير لعمليات المناولة بسبب ساعات العمل.اضافة اعلان


وما زالت مشكلة تكدس مئات الحاويات من المواد الغذائية والألبسة مستمرة دون حلول جذرية، وسط تضارب التصريحات والبيانات دون اعتراف صريح من هذه الجهات بوجود مشكلة حقيقية، حيث تعالت أصوات قطاعات تجارية وصناعية بأن الميناء يعمل بطاقة تشغيلية لا تتجاوز 30 %.

وتؤكد مصادر عمالية من داخل شركة ميناء الحاويات، أن ما يجري تباطؤ في عمليات المناولة نتيجة الوضع النفسي لبعض العاملين في ميناء الحاويات، بسبب ساعات الدوام، التي فرضتها الشركة مؤخراً على العاملين والموظفين، مما أدى إلى تأخر خروج حاويات البضائع بكافة أصنافها سواء الغذائية أو السلع الأخرى، فيما يعتبر رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور هاني الملقي أن العمل في ميناء الحاويات مستمر على مدار الساعة لمواجهة التزايد المستمر في حركة البضائع الواردة للميناء خاصة مع تعطل العمل في العديد من الموانئ في دول الإقليم، وزيادة الطلب على البضائع الخاصة باحتياجات شهر رمضان من قبل السوق المحلي.

وأشارت المصادر العمالية إلى أن عمليات المناولة اليومية في انخفاض مستمر مقارنة مع شهر رمضان المبارك من العام الماضي، حيث أظهرت الأرقام الصادرة عن ميناء الحاويات انخفاضا يوميا زاد على 500 حاوية، إذ لا تتجاوز الإنتاجية هذه الفترة 100 حاوية معاينة خروج، وهذا ما وجده رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور هاني الملقي خلال زيارته للميناء قبل يومين، حيث طلب إحصائية مقارنة بين شهري رمضان العام الماضي والعام الحالي بحسب عمال وموظفين.

وبين عمال أنهم تأثروا بشكل كبير بنظام الموارد البشرية الجديد ونظام ساعات العمل التي فرضت من الشركة بعد آخر إضراب، مما انعكس سلباً على إنتاجية الموظفين وإدارة العمال، وأن بعض العمال يتهربون من الدوام بأخذ إجازات مرضية وسنوية باستمرار، مبينين أن الشاحنات تنتظر ثلاثة وأربعة أيام في الساحات الخارجية، وأحيانا أكثر من ذلك داخل ميناء الحاويات تحت أشعة الشمس الحارقة وفي شهر رمضان المبارك.

وأكدت قطاعات صناعية وتجارية واقتصادية وجود خسائر للاقتصاد الاردني جراء تأخر ميناء حاويات العقبة نتيجة لتأخر خروج الحاويات في وقتها المناسب، بالإضافة إلى إبطاء العمل وتغيير النظام الإلكتروني لميناء الحاويات، إلى جانب الاضرابات غير المعلنة أو 'المبطنة' لعمال ميناء الحاويات، إذ أثرت جميعها على سلسلة النقل والتزويد وضرب سمعة الموانئ، ومكانة العقبة كحاضنة تجارية للاستثمارات في ظل التوتر الإقليمي بدول الجوار.

وقال رؤساء نقابات واقتصاديون إن الخسائر وصلت إلى أرقام قياسية، وأثرت بشكل مباشر على المستوردين وبشكل غير مباشر على خزينة الدولة، مؤكدين أن تكرار تأخر خروج الحاويات وإبطاء العمل وتعالي أصوات التجار يعطي صورة سلبية للأردن، مما يجعل ميناء الحاويات بالعقبة من الموانئ غير المرغوبة لخطوط الملاحة العالمية، خاصة أن 80 % من مستوردات الأردن عبر المنفذ البحري الوحيد، إلى جانب أنه من الموانئ الخطرة.

يؤكد الحاج توفيق أن هناك 'تضليلا' من قبل شركة ميناء الحاويات التي حاولت إعطاء رئيس السلطة الدكتور هاني الملقي في تصريحات إعلامية سابقة أرقاما غير دقيقة حول أعداد حاويات المواد الغذائية المنتظر خروجها من الميناء، مشيراً إلى أن الرقم يزيد على 490 حاوية.

وبين توفيق أن تصريحات رئيس السلطة استفزت تجار المواد الغذائية والتي تشير إلى مبالغة التجار من التأخير بميناء الحاويات، مؤكداً أن النقابة ماضية في مقاضاتها لميناء الحاويات.

وأكد توفيق أن تأخير إنجاز المعاملات سيؤدي إلى نقص ببعض المواد الأساسية والغذائية بالسوق المحلية، وبخاصة مع الطلب المرتفع خلال شهر رمضان الفضيل، وتقليل المنافسة، لافتا إلى عدم وجود أي جهة في العقبة تعترف أن هناك مشكلة في ميناء الحاويات، مع أن هنالك عشرات الشكاوى ترد للنقابة جراء تأخير معينة وخروج الحاويات.

وقال إن النقابة تحصر الخسائر في جميع القطاعات التجارية من أجل رفع قضية على ميناء الحاويات نتيجة خسائر بعض التجار، وتعرض بضائعهم للتلف بسبب تأخر إجراءات العمل بالميناء.

وتحدث نقيب أصحاب الشاحنات محمد خير الداوود عن خسائر قطاع الشاحنات التي وصلت إلى أكثر من 20 مليون دينار خلال الأيام الماضية نتيجة البطء المتعمد من قبل ميناء الحاويات، نتيجة تغيير النظام الإلكتروني، مؤكداً أن أصحاب الشاحنات ينتظرون أكثر من أربعة أيام في ساحات الانتظار التي تفتقر إلى الخدمات للدخول إلى ميناء الحاويات.

وأشار الداوود إلى أن مشكلة التأخير وإبطاء العمل من قبل موظفي الشركة مستمرة منذ أكثر من سنتين، حيث تحدث في وقت الذروة إما في رمضان أو الأعياد، وهو وقت حرج لجميع قطاعات النقل والتزويد، مما يعني خسائر فادحة تطال هذه القطاعات، وبالتالي مرده إلى المستهلك، مؤكداً أنه ومنذ تفعيل النظام الإلكتروني الجديد الأسبوع الماضي لميناء الحاويات تأخرت ما يقارب 1500 شاحنة لحصولها على أذونات الدخول للميناء.

وبين أن سبب الأزمة في ساحات الراشدية وتكدس الشاحنات يعود إلى ثغرات في تطبيق النظام الإلكتروني الجديد للميناء، الذي ينظم حركة دخول وخروج الشاحنات من وإلى الميناء إلكترونيا.

وأشار الداوود إلى أن النقابة ستقاضي شركة ميناء الحاويات بسبب الأعطال والأضرار التي لحقت بأصحاب الشاحنات، مؤكدا أن أزمة تأخير الشاحنات في ميناء العقبة ما تزال قائمة.

وأكد أن ساحات الراشدية تشهد ازدحاما وتكدسا للشاحنات التي تنتظر إذنا للدخول للميناء ليتم تحميل الحاويات المحملة بالبضائع، مبينا أن الطاقة التشغيلية للميناء حاليا لا تتجاوز نسبة الـ30 %.

وأوضح أنه وقبل تطبيق النظام كان يحصل صاحب الشاحنة على إذن لدخول الميناء خلال 48 ساعة كحد أقصى، مقارنة مع 8 أيام في الوقت الحالي بعد تطبيق النظام الإلكتروني، ما أدى إلى تقليص عدد رحلات الشاحنة الواحدة من 9 رحلات في الشهر إلى 4 رحلات.

وكان سائقون اشتكوا من تكدس شاحناتهم في ساحات الراشدية بعد أن قامت إدارة ميناء العقبة بتطبيق النظام الإلكتروني الجديد الأسبوع الماضي بهدف تنظيم حركة دخول وخروج الشاحنات من وإلى الميناء إلكترونيا، حيث ينتظر السائقون من 5-7 أيام ليتمكنوا من تحميل الحاويات للشاحنة.

إدارة ميناء الحاويات تؤكد أن ميناء حاويات العقبة يعمل بقدرات تشغيلية تصل الى
90
% حسب المدير التنفيذي التجاري في الشركة فينسينت فلامنت، ويقر بوجود تحديات تعيق حركة انسياب الشاحنات، لكنه لم يكشف ما هي التحديات والمعوقات، مشيرا إلى أنه تم الإبلاغ عن وجود أعداد كبيرة من الشاحنات المنتطرة بالرغم من أن ميناء الحاويات بإمكانه التعامل مع عدد أكبر من الشاحنات حيث يعمل حاليا الى حوالي 800 شاحنة يوميا.

وأضاف فلامنت أن الأيام الماضية شهدت اجتماعات مع كافة الأطراف المعنية بالعمل خاصة شركة نافذ للخدمات اللوجستية وسلطة العقبة الخاصة لتحسين انسياب الشاحنات بشكل أكبر.

وأشار إلى أن كافة عمليات المعاينة ما تزال تعمل في ميناء الحاويات ولم يتم انتقالها بعد كما هو متوقع آخذين بعين الاعتبار العمل بشكل أكبر على عمليات الربط بحيث تعمل بشكل افضل خلال الأسبوع الحالي.

وأكد مدير جمرك العقبة العقيد ساري الجرادين ان تسريب عمليات المعاينة من قبل موظفي الجمارك تعمل بكامل طاقتها لتسريع عمليات المعاينة وإخراج الشاحنات بالسرعة الممكنة، حيث صدرت تعليمات لكافة الموظفين لزيادة ساعات العمل لتسريع عمليات المعاينة للمواد الغذائية والألبسة حسب نظام التخليص المسبق لإنجاز المعاملات بالسرعة الممكنة.

ويؤكد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور هاني الملقي أن العمل في ميناء الحاويات مستمر على مدار الساعة لمواجهة التزايد المستمر في حركة البضائع الواردة للميناء خاصة مع تعطل العمل في العديد من الموانئ في دول الإقليم وزيادة الطلب على البضائع الخاصة باحتياجات شهر رمضان الفضيل من قبل السوق المحلي.

وأوضح الملقي أن الميناء يتعامل يومياً مع أكثر من 750 حاوية وأن إدارة الميناء زادت ساعات العمل لزيادة حجم المناولة وتلبية احتياجات السوق الأردني من البضائع لاسيما في شهر رمضان المبارك، مشيراً إلى أن رفع مستويات التنسيق والتشارك ما بين كافة الأجهزة لتعزيز انسيابية حركة البضائع من وإلى الميناء، الذي أصبح ميناء إقليميا له الموقع المميز على البحر الأحمر وتؤمه مختلف خطوط العالم الملاحية وتثق بقدراته وسرعة الإنجاز فيه.



الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة