العمالة الموسمية .. باب رزق في الحج

الوكيل - مع بدء موسم الحج كل عام، يتوافد آلاف العمال، من خارج المملكة العربية السعودية، وداخلها، إلى المشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة للعمل في مهن تفرضها الحاجة الموسمية لخدمة ملايين الحجاج، في ما يقولون إنه مصدر دخل موسمي وباب رزق مؤقت لهم.اضافة اعلان


ويحرص سليمان عوض (47 عاما)، الذي يعمل سائق سيارة أجرة في الإسماعلية شرقي العاصمة القاهرة، على اغتنام موسم الحج كل عام، بالسفر إلى المملكة العربية السعودية للعمل هناك في إحدى الشركات العاملة في مساعدة كبار السن على إتمام طقوس الطواف.

ويقول عوض إن فترة عمله هذه في خدمة الحجيج، التي لا تتجاوز الشهر، توفر له مبلغا ماليا يغطي التكاليف المعيشية لأسرته المكونة من 6 أفراد على مدار خمسة أشهر على الأقل.

ويشعر عبد الله حسين (45) بالفرحة، بعد أن حصل على تصريح عبر وزارة القوى العاملة والهجرة المصرية للعمل جزارا في أحد مسالخ أقاربه قرب مكة المكرمة.

ويقول حسين، الذي يعمل أصلا في البناء منذ سنوات، إن موسم الحج 'مهم جدا' بالنسبة له، 'فأنا عندي 9 أبناء، كلهم يتعلمون في المدارس والجامعات، ويحتاجون إلى مصاريف كثيرة، وموسم الحج فرصة للحصول على لقمة العيش'.

وينسحب حال عوض وحسين على آلاف العمال المصريين الذين يتركون أعمالهم في مصر خلال موسم الحج، من أجل السفر إلى السعودية للعمل هناك، خلال مدة لا تتجاوز شهرين، إلا أنها توفر لهم ولعائلاتهم دخلا يكفيهم أشهرا.

مهن موسمية

وبينما يهجر كثير من السعوديين والعاملين في المملكة مهنهم الاعتيادية، رغبة في كسب الرزق من مهن جديدة تتزامن مع موسم الحج، لا سيما تلك المتعلقة ببيع وشراء مستلزمات الحجيج، والحلاقة، ونحر الأضاحي؛ تعكف السلطات في الدولة على تنظيم دخول العمالة القادمة من الخارج.

فقد استقبلت المملكة إلى الآن أكثر من 1400 عامل مصري للعمل ضمن لجنة تأمين العمالة التي استحدثتها وزارة الحج مؤخرا، والتي تشرف بدورها على تنظيم دخول العمال من خارج البلاد. وتوزع هؤلاء على 16 منفذا من منافذ الحج الجوية والبرية والبحرية.

وتنافس هذا العام أكثر من 5 آلاف عامل من مصر واليمن على الوظائف الموسمية التي طرحتها الجهات الحكومية المشرفة على الحج. ويتصدر العمال المصريون قائمة العمال الوافدين من الخارج خلال موسم الحج.

وتقول وزارة القوى العاملة والهجرة المصرية إن 17 ألف عامل مصري سيتوجهون إلى السعودية في موسم الحج لهذا العام، مقارنة مع 30 ألفا سافروا إلى هذا البلد العام الماضي. وأرجعت الوزارة هذا الانخفاض إلى توجه السلطات السعودية لخفض عدد الحجاج هذا العام بسبب التوسيعات القائمة حاليا داخل أروقة الحرم المكي.

وتستوعب شركات تنظيم رحلات الداخلية، والفنادق والوحدات السكنية، والمؤسسات العاملة في الطوافة، وشركات نقل الحجاج، بالإضافة إلى شركات التزود بالغذاء، آلاف العمال لتسهيل مهامها خلال موسم الحج.

ويتم استقطاب العمال عبر الشركات والمؤسسات العاملة في موسم الحج، بالتعاون مع مكاتب لها في البلدان الموردة للعمالة، أو بالتنسيق مع السفارات السعودية في البلدان المعنية بتوريد العمالة للملكة، مثل مصر واليمن.