الخميس 2024-12-12 12:51 ص
 

العيد السادس والستون لميلاد الأمير الحسن بن طلال

10:01 ص

الوكيل - اختصرت مقولة سمو الأمير الحسن بن طلال 'أنتم تخدمون الصالح العام وأنا في خدمتكم' فلسفة العمل التي آمن بها الهاشميون طيلة تأسيس الدولة الأردنية.

وظل الأمير الحسن الذي يصادف اليوم عيد ميلاده السادس والستون، كواحد من أفراد الأسرة الهاشمية وفيا لمبادئ وقيم تضع الأولويات الوطنية في دائرة اهتماماته الفكرية والإنسانية.

اضافة اعلان


ويأتي عيد ميلاد سموه في ظل تحولات استراتيجية فرضت ايقاعها على المنطقة، وكان لها تأثيراتها الطبيعية على البيئة الوطنية، كان لسموه خلالها مبادرات تلتقي بمضامينها مع الرؤى الملكية السامية في بناء الأردن القوي بمؤسساته وعزيمة أبنائه.


فعلى الصعيد المحلي، تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني نسخة من'الميثاق الاجتماعي العربي' من سمو الأمير الحسن، هي نتاج جهود بذلها سموه ونخبة من مفكري الأمة في تبني وجهات نظر متنوعة، استجابت للتغيرات الحاصلة في الوطن العربي بهدف تعزيز قيم الحرية والمساواة والعدالة.


ولضمان تحقيق الغاية من فكرة الميثاق، بعث سموه برسائل إلى العديد من رؤساء الدول وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية العربية والإسلامية والإقليمية تضمنت محتوى الميثاق، حيث لاقت ردود فعل إيجابية من عدد من رؤساء وقادة الدول العربية والإسلامية.


ومثل سموه جلالة الملك عبدالله الثاني في أكثر من مناسبة محلية ودولية، حيث ترأس الوفد الأردني إلى قمة دول عدم الانحياز في طهران أواخر شهر آب (يوليو) الماضي، كما حمل رسائل من جلالته إلى عدد من قادة الدول، غير ذلك من المهمات الرسمية.


ويرى سموه أن المسؤولية جماعية، كالمثلث الذي يشكل رأسه المؤسسات السياسية وأضلعه المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية ومؤسسات المجتمع المدني.


وحَملت مقابلاته، كما هي مقالاته، على تنوعها وشموليتها في وسائل إعلام محلية وعالمية، الهم الوطني الذي لا ينفصل في فكر سموه عن الهم العربي والإسلامي، ففيها يؤشر إلى مواقع الخلل والتقصير كما يضع المقاربات والحلول لتجاوزها.


ووجه سموه المؤسسات العلمية والفكرية، التي يرأسها، لتنفيذ العديد من البرامج والنشاطات ذات الهدف الوطني والعربي والإسلامي، وقاد مبادرات وجلسات حوارية تقرأ الواقع العربي وُتحلل مستقبله في ظل تحديات متصاعدة تتطلب العمل الصادق والرؤية الشمولية لجهة معالجة التداعيات الضاغطة على مستقبل المنطقة.


ولأن 'الأقربون أولى بالمعروف'، حظيت سورية باهتمام خاص من سموه لما لذلك من أبعاد إنسانية وعروبية، وهو الأمير الذي ما انفك يوماً يؤكد أن الكرامة الإنسانية هي حق لكل الشعوب يجب الحفاظ عليها وحمايتها وتوجه منتدى الفكر العربي بطلبٍ من سموّه، بنداء للمفكرين والنخب العربية يحثهم فيه بضرورة الالتفات للمسألة السورية.


وعقب تفقده أوضاع اللاجئين في الزعتري، كتب مقالاً دعا فيه الى مد يد العون للأشقاء اللاجئين، وجاء في المقال: 'نحن لسنا جيراناً فحسب، بل أبناء أسرة واحدة، كانت وما زالت وستظل، موحدة في شعورها ووجدانها ومصيرها، وهي كالجسد الواحد، إذا تأثر منه عضو في سورية، ينبغي أن يتداعى له سائر المجتمع الأردني بالسهر على عونه وخدمته'.


وحظي الوضع في العراق باهتمام ومتابعة حميمة من سموه ، فأوعز 'لمنتدى الفكر' بأن يُصدر بياناً موقعاً من مفكري الأمة عن تطورات الأحداث هناك، يدعو فيه إلى التحرك السريع للحفاظ على تماسك مكونات المجتمع العراقي والبحث بجديّة عن كيفية الوصول إلى عتبة من الفهم المشترك بين مختلف الأطراف العراقيّة تسهم في نزع فتيل الأزمة التي يعيشها الشعب العراقي الشقيق.


ولسموّه موقف واضح وثابت عن الشأن الداخلي ومفهوم الوحدة الوطنية، حيث يؤكد أن فلسطين وأراضيها وشعبها أمانة في عنق كل أردني، كما أن أردن الرباط أردن النافذة الشرقية على فلسطين أمانة في عنق كل فلسطيني، مذكراً أن الأردن القوي هو قوة للدولة الفلسطينية.


وتحتل القدس وهويتها المقدسية لدى سموه أولوية قصوى، فقد تبنى سموه وعبر قنوات 'المنتدى' مجموعة من النشاطات النوعية المتواصلة التي تؤكد على إيلاء القدس الدعم الذي تستحق منها ندوة 'القدس في الضمير' التي نُظمت نهاية العام الماضي، وندوة 'البُعد الإنساني لتاريخ مدينة القدس' العام الحالي في سياق سلسلة برنامج 'القدس في الضمير'.


وتنوعت مبادرات سموه الوطنية بين التعليم والبحث العلمي، والحفاظ على اللغة العربية، وتحديات المياه والطاقة، فكانت الجامعات الأردنية حاضنة لجلسات عصف فكري جمعت سموه مع الشباب، الذين ارتقوا بطروحاتهم وأفكارهم، وصولاً إلى قناعات مشتركة لما فيه الصالح العام الذي يحرص عليه سموه، حيث دعا في جلسة حوارية بعنوان 'الشباب والانتقال إلى مجتمع المعرفة'، جمعته مع ما يزيد على 500 شاب، دعاهم 'إلى الانتقال من عالم الكلام إلى عالم الابتكار، لمواكبة مسيرة المعرفة من الماضي إلى الحاضر لبناء المستقبل'.


وجاء المؤتمر الشبابيّ العربيّ الخامس 'المستقبل العربيّ في ضوء الحِراك الشبابيّ' في شهر تشرين الاول (نوفمبر) الماضي بمشاركة عربية واسعة لبحث كل ما يواجهه الشباب العربي من تحديات.
ولمواجهة تلك التحديات أكد سموه أن هجرة العقول العربية انعكاس لعدم مواءمة النظام الاقتصادي للاحتياجات الوظيفية، ما دعا سموه الى توجيه المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا لإنجاز مشروع لـ 'عكس هجرة العقول الأردنية فعلياً وافتراضياً'.


وعلى صعيد الحوار بين أتباع الديانات، نظم منتدى الفكر العربي بالتعاون مع المعهد الملكي للدراسات الدينية، وبتوجيه من سموّه، ندوتين بحثتا أوضاع المسيحيين في المشرق العربي.
كما أطلق المعهد بمباركة من سموه مشروع 'نشر مضامين رسالة عمّان' وترويجها في داخل المملكة وخارجها، وكذلك برنامج الماجستير للدراسات الدينية بالتعاون مع جامعة اليرموك، اعتباراً من العام الدراسي المقبل.


وبصفته مؤسساً ورئيساً لمنتدى غرب آسيا وشمال أفريقيا (وانا)، يقول سمو الأمير الحسن، إن مبادرة (وانا) 'إطار لتحاور الشعوب فيما بينها بلغة تبتعد عن التخوين واحتكار الحقيقة، وخلق مراكز إقليمية قادرة على معالجة التحديات.
وفي هذا السياق تجري الاستعدادات لعقد المؤتمر السنوي في التاسع من حزيران المقبل بعنوان 'المقتلعون'، الذين يعرّفهم سموه بأنهم 'اللاجئون، والمهجرون، والنازحون داخل دولهم، ومن هم بلا دولة، والمهمشون، والمرحّلون'.


ويتمتع سموه بقدرة غير عادية على التأثير والتغيير الإيجابي من خلال دعوته إلى الحوار مع الذات ومع الآخر، وهذا ما أكدت عليه الجلسة الحوارية التي عقدها سموه مع نخبة رفيعة من علماء الأزهر الشريف تمخضت عن توقيع اتفاقية تعاون بين منتدى الفكر العربي ومركز الحوار في الأزهر الشريف.


ويشار لسموه بكثير من الأهمية مبادرته لإنشاء صندوق عالمي للزكاة، لما تحمله من معالجة ناجعة لأحوال المسلمين، حيث التقى سموه لهذه الغاية، سفراء الدول العربية والإسلامية بهدف مأسستها في إطار عام وآلية عمل واضحة.


وتقديراً لجهود سموه في إثراء الفكر العربي، تم تقليده الوسام الملكي المغربي للكفاءة الفكرية اعترافاً من جلالة ملك المغرب بنهج سموه في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، كما اختير سموه الشخصية الفكرية لمعرض عمان الدولي الرابع عشر للعام 2012.


وعرفاناً من المجتمع الدولي لجهوده في المجالات الثقافية والفكرية، ودوره الرائد في تعزيز الحوار بين الشعوب منحته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) الوسام الذهبي تثميناً لمبادراته، كما منحته جامعة حسن الدين الإندونيسية في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي شهادة الدكتوراه الفخرية في التواصل بين الثقافات للتنمية الإنسانية.


وفي خطابه في كلية حلف شمال الأطلسي للدفاع (الناتو) في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي دعا سموه المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته للحد من الاضطرابات التي يعيشها العالم، ومن خلال عضويته في مجلس أمناء المبادرة ضد التهديد النووي وضمن الاجتماع، الذي عُقد مؤخراً في بكين، أعاد سموّه التأكيد على أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.


واستضاف مجلس اللوردات في لندن في تشرين الأول (اكتوبر)، سموه للحديث عن تقرير لجنة السلام الأزرق حول المياه في الشرق الأوسط، وأعلن سموه باعتباره رئيساً لمجموعة رفيعة المستوى عن خطة عمل السلام الأزرق في مؤتمر الإعلام الدولي 'السلام الأزرق في الشرق الأوسط'، الذي عقد في تركيا في الثامن عشر من الشهر الحالي.


ويرى سموه ضرورة إنشاء بنك عربي لإعادة التعمير، ومعهد عربي لإعداد قياديين في السياسات والإدارة العامة، وبلورة حلول فوق قطرية لمعالجة معضلات المياه والطاقة، إضافة إلى مجلس اقتصادي اجتماعي عربي يضع الأولويات ويقررها، يسهم في تعزيز الحاكمية الرشيدة التي تنادي بها وتطلبها المجتمعات.


ولسمو الأمير مؤلفات في مجالات متنوعة أبرزها 'حق تقرير المصير الفلسطيني'، و 'السعي نحو السلام دراسة حول القدس'، و 'أن تكون مسلماً'، و 'القدس في الضمير'، 'في ذكرى رحيل فيصل الأول (المسألة العراقية)'، 'المسيحية في العالم العربي'، 'تقديم لكتاب هل تكسب الإنسانية معركتها مع الأمير صدر الدين أغا خان'.


وبهذا النهج الإنساني يجيب الأمير الحسن على 'سؤال الإنسان عن عمره فيما أفناه، وعلمه وكيف انتفع به الناس، وهجرته إلى الله عز وجل، وكيف كانت بالحق وللحق ومع الحق'.
ومن فصول سيرته المعروفة والمشهودة، فقد اقترن سمو الأمير الحسن بسمو الأميرة ثروت في الثامن والعشرين من شهر آب من عام 1968، وأنعم الله على سموهما بالأمراء راشد، رحمة، وسمية، وبديعة، ولهما من الأحفاد سبعة، آخرهم علي بن الأميرة بديعة

بترا


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة