الوكيل - قطار الكؤوس الأوروبية وصل إلى محطّته ما قبل الأخيرة، عليه ثمانية ركاب فقط، ليس بينهم أيّ إيطالي، أمر كان في السابق مستحيلاً ثمّ صار صعباً جدّاً قبل أن يصبح نادراً، لكنّه اليوم غدا واقعاً مؤلماً وقاسياً للـ'كالتشو' وعشّاقه فما هي الأسباب؟، مباراة يوفنتوس مع بايرن كانت دليلاً صارخاً على تراجع الكرة الإيطالية مقارنة مع الكرة الألمانية والإسبانية خاصة، فأن لا ينجح بطل إيطاليا في مجرّد رفع رأسه طوال 180 دقيقة كي يفهم ماذا يحصل كان أمراً صادماً للكثيرين، مع العلم أنّ يوفنتوس الآن هو الأقوى وبشكل واضح مقارنة مع كلّ الأندية الإيطالية.
سهل جدّاً أن يُقال أنّ عدم وجود الأموال هو السبب، صحيح أنّ الأندية تعاني على هذا الصعيد، لكن الأموال ليست كلّ شيء، تريدون أمثلة، كم كلّف بوغبا أو حتى فيدال، كم سعر نجم البايرن ماندزوكيتش؟، المال أساسي طبعاً لكن الأهم طريقة استعماله.
في إنتر مثلاً ارتكب موراتي وبرانكا أخطاء كبيرة أهدروا فيها أموالاً كانت كافية لبناء فريق يتربّع على العرش في أوروبا لسنوات، وبعد الفوز بالثلاثية كان التخبّط الإداري هو الأساس، لم يوافق إنتر بعد ليلة مدريد على بيع الثلاثي مايكون، شنايدر وميليتو بما يقارب ثمانين مليون يورو للثلاثة، الذين أبدوا رغبتهم في الرحيل، والنتيجة كانت خيبة أمل كبيرة، اثنان منهم باعهما إنتر بأقل من 15 مليوناً. هي أمثلة تدلّ على أنّ المال مهمّ جدّاً لكن ليس كلّ شيء، انظروا إلى دورتموند مثلاً.
في إيطاليا هناك مشكلة إدارات، يخافون كثيراً من التجديد، ضخّ الدماء الشابة أمر شبه مستحيل، ليس فقط في الإدارات، الخوف حتى من إشراك اللاعبين الشبّان، هناك قلّة ثقة من الإيطاليين بأنفسهم و للإعلام دور كبير، لاعب مثل فيراتي لم يأخذه أحد من الكبار على محمل الجدّ، والآن بعدما خسروه يلهثون وراءه بأموال مضاعفة.
عقليّة التسويق ما تزال متأخّرة جدّاً، يبدو ميلان أكثر من فهم ذلك، الـ'يوفي' الآن بدأ يتغيّر ويفتح على العالم، الآخرون ما زالوا يعملون فقط وكأنّ العالم هو إيطاليا، القوانين في إيطاليا تكبّل الأندية، لا يمكن لأحد أن يتخيّل أنّه في بلد فاز أربع مرّات بكأس العالم هناك فقط يوفنتوس يملك ملعبه الخاص ومنذ سنوات قليلة فقط، كلّ الملاعب الأخرى ملك للبلديات، وهي التي تعرقل كلّ المحاولات لبناء ملاعب خاصة كي تبقى تستفيد من تأجيرها.
قد يقول قائل أنّ إيطاليا كانت كذلك في السابق وكانت تفوز، هذا صحيح والسبب واضح، كان هناك برلوسكوني وموراتي يدفعان الأموال... الآن هذا صار مستحيلاً، وفي السابق لم تكن إسبانيا وألمانيا قد تطوّرت إلى هذا المستوى، الأمر يبدو وكأنك تتصدّر السباق وأنت تقود سيارة بسرعة 100 كلم في الساعة وإن كان الآخرون خلفك يطوّرون سرعتهم لتصبح مضاعفة فهم حتماً سيتجاوزونك وهذا ما حصل.
في إيطاليا فهموا الآن أنّ عليهم التغيير، الإدارات والقوانين يجب أن تُحدَّث، التسويق والملاعب الخاصة أساس، وإعطاء الثقة للشباب واللاعبين الصاعدين يجب أن يكون في أولويّة اهتمامات الأندية الكبيرة خاصة، هكذا تعود إيطاليا كبيرة بأنديتها في أوروبا، عندها قد يصل القطار إلى محطّته الأخيرة وعليه راكبان إيطاليان فقط، كما حصل عام 2003 منذ عشر سنوات تماماً، عشر سنوات الآخرون في أوروبا يعملون بجهد كبير، والإيطاليون ينامون في العسل، فقدوا مركزاً في دوري الأبطال صار صعباً جدّاً استعادته في السنوات القليلة المقبلة.. نعم الـ'كالتشو' يعاني على مستوى أنديته لكنّه لا بدّ أن يقف من جديد على قدميه، شرط أن يعمل القائمون عليه بجهد وعقلية مختلفة.
المصدر: الجزيرة الرياضية
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو