الأربعاء 2024-12-11 06:44 م
 

الفايز: الفوضى السياسية والدمار تربة خصبة للإرهاب

04:43 م

الوكيل - أكد رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز على ان الهجرة وقضية اللاجئين التي يعاني منها العالم في الوقت الراهن والمرشحة للزديادة والاستمرار، ما هي الا نتاج للعنف والصراعات وعدم الاستقرار والفوضى السائدة في منطقة الشرق الاوسط منذ وقت طويل من دون ان يلتفت العالم اليها، ويتحمل مسؤولياته الاخلاقية والانسانية حيالها.اضافة اعلان


وعرض رئيس مجلس الاعيان، في الكلمة الرئيسة التى القاها اليوم ، في مؤتمر رؤوساء البرلمانات ، في الجمعية البرلمانية الاوروبية \\مجلس اوروبا ، المنعقد في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، رؤية الاردن لمجمل الاوضاع الراهنة في منطقة الشرق الاوسط ، وخاصة القضية الفلسطينية والازمة السورية ، ورؤيته لحل ازمة اللاجئين ، ومواجهة الارهاب والتطرف ، وكيفية التخلص من الكراهية والغلو ، واثر التعايش الديني 'الاردن نموذجا ' للتقارب بين الشعوب .

وقال الفايز ان عدم الاستقرار والفوضى ، والصراعات السياسية ،التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط ، والعديد من دول العالم ، رافقها مؤشرات عديدة، بات تشكل خطورة على السلم العالمي والانساني ، فقدت بدأنا نلحظ تصاعد وتيرة موجات الكراهية ، القائمة على منطلقات متطرفة او طائفية او عرقية .

واشار امام المؤتمرين ، الى ان المجتمع الدولي ، وخاصة الاوروبي لم يولي قضية الهجرة واللاجئين الاهتمام الكافي ، الا بعد ان بدأت تنعكس اثارها السلبية على المجتمع الدولي ككل ، وبدأ اللاجئون ينتقلون نحو الاراضي الاوروبية ، هربا من القتل والفوضى في مناطقهم ودولهم ، وقال ' للاسف اقول بان قضية اللاجئين واهتمامكم بها ، مرتبط فقط باستمرار تدفقهم الى دولكم ، وانه من المؤسف حقا عدم وجود وجود افاق لنهايات منظورة للازمات والصراعات في منطقتنا ' وخاصة التي تضرب سوريا والعراق وليبيا ، وعدم وجود بصيص امل لاحراز تقدم مفاجئ في المحادثات المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي التاريخي ، مبينا ان هذا الحال يشكل مصدرا للمزيد من الشك وعدم الاستقرار الإقليمي .

واشار الفايز الى ان كافة الجهود الباحثة عن التسويات السياسية، وحل الصراعات في منطقتنا قد باءت بالفشل، والنتيجة زيادة في اعداد القتلى وانتشار الدمار المروع والكارثي، كما ان ذلك قد خلف المزيد من المشردين واللاجئين واوجدت حالة الفوضى السياسية والدمار تربة خصبة لآنتشار المنظمات الإرهابية العاملة على نطاق عالمي.

واشار الفايز الى انه من سوء الحظ ، فان الانتفاضات الشعبية المسماة ' بالربيع العربي ' والتي انطلقت في معظم الأقطار العربية، قد عملت على تدخل الجميع في شؤون دولنا العربية، وتحولت القضايا المطلبية المحلية فيها، الى حروب إقليمية ودولية معقدة.

واكد رئيس مجلس الاعيان، على انه بالرغم حالة الفوضى التى تسود منطقة الشرق الاوسط، ورغم ان الاردن وسط منطقة مضطربة، الا انه استمر كما كان على الدوام، واحة للامن والاستقرار والسلام، مشيرا الى ان هذا يعود الى القيادة الهاشمية الرشيدة والحكيمة، ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني ، والتي نجحت في إبقاء الاردن ، متحدا وقويا ، ولكافة مواطنيه نفس الحقوق ، وعليهم نفس الواجبات ، رغم انه يتكون من عناصر عرقية ودينية مختلفة .

واضاف ان وعي الشعب الأردني ورشده، وكفاءة قواتنا العسكرية واجهزتنا الامنية، قد مكننا كذلك من الحفاظ على امننا واستقرارنا، واستطاعت اجهزتنا الأمنية والعسكرية التعامل بحكمة وحزم، مع كافة قوى الارهاب والتطرف التي تستخدم الدين كأداة لتوظيف الشر وتنفيذ اجنداتها التدميرية.

ودعا رئيس مجلس الاعيان، المجتمع الدولي الى دعم الاردن لتمكينه من الاستمرار كدولة راعية للسلام، ويتصدى للارهاب والتطرف بقوة وحزم، ودولة تقوم بدور انساني واخلاقي كبير عجزت دول كبرى وغنية القيام فيه، الا وهو استقباله لمئات الاف من اللاجئين السوريين.

واضاف الفايز ، ان على العالم ان يدرك ، بان الفوضى السياسية ، والدمار والقتل الجاري في منطقة الشرق الاوسط ، قد رتب تحديات اقتصادية وامنية كبيرة على الاردن ، وقال ' تعد مواردنا الشحيحة بالنسبة للأردنيين غير كافية لتوفيرها لأكثر من 2,5 مليون لاجئ ومغترب يعيش في البلاد' .

وبين انه وبالرغم مما حققه الاردن ، الا اننا في الاردن ، نبذل ما بوسعنا ، للحفاظ على دوران عجلة الإصلاح التدريجي طوال الوقت ، وبسبب الاوضاع المحيطة بناء ، فأننا نعمل على الموازنة ، بين الامني والسياسي ، لتستمر عجلة الاصلاح دون توقف .

وبخصوص الاوضاع الراهنة في المنطقة، اوضح الفايز امام المؤتمرين أن موقف الاردن الجليّ حول مختلف الأزمات الإقليمية يتمثل في دعم أية جهود بناءة من شأنها إنهاء الصراعات الطاحنة، وإيجاد السلام، والبدء بإعادة الإعمار، وخلق الإدارات الديمقراطية التمثيلية، بحيث تستطيع الشعوب المشاركة في عملية صنع القرار، فعند ذلك سيتمكن اللاجئون من العودة إلى أوطانهم، وان هذا الامر لا يمكن ان يتحقق، الا بوجود خطة دولية بناءة ضخمة في المنطقة بأسرها ، تعمل على اعادة الامن والاستقرار لها .

وفيما يتعلق بموضوع ' حشد البرلمانات ضد الكراهية ، للوصول إلى مجتمعات شاملة وغير عنصرية ' ، المطروح للنقاش في المؤتمر ، قال رئيس مجلس الاعيان ، ان المظاهر البشعة التي تجتاح مجتمعاتنا ، مثل الكراهية، والخوف من الغرباء، والعنصرية، واليأس، والعنف، والتطرف، والإرهاب المدمر للذات، ما هي إلا أعراضا لمسببات أعمق ، لهذا يجب أن ينصب جل التركيز على المسببات الجوهرية ، وليس فقط على الأعراض.

وقال 'انه ليؤسفني أن أعترف بأن منظومة الأمم المتحدة أخفقت في جعل عالمنا مكانا أفضل لغالبية الشعوب للعيش فيه كما تعهدت في الميثاق' مبينا بان الأمم المتحدة لم تكن قادرة على حل العديد من النزاعات.

واشار الفايز الى الصراع العربي الإسرائيلي كمصدر للكثير من المتاعب، قد تم إدراجه على أجندة الأمم المتحدة منذ نشأتها، لكنها ما زالت عاجزة عن ايجاد حل لهذا الصراع ، بحيث يتمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.

وقال ان عالمنا اليوم ، مليء بالظلم، والفقر، والجهل، والمجاعة، والصراعات العنيفة، وغياب القانون، والأمراض ، والإرهاب والتطرف، فقلة من الأماكن تشعر شعوبها بالأمان والاستقرار ، مؤكدا على انه ورغم إهدار مليارات الدولارات على الحروب الهدامة، إلا أن القليل فقط يخصص لحفظ السلام والتنمية النافعة في العالم والدول الفقيرة .

وحول الارهاب، بين الفايز انه وعلى الرغم من الجهود المبذولة، سواء في مجال الحوار بين الأديان، والدراسات، والبحوث، ومحاولات التقريب بين الشعوب، إلا أن الاندفاع تجاه العنف لا زال مستمرا، بسبب تجاهل الأسباب الجذرية، واللجوء إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية العملية لمحاربة الإرهاب، مثل التفتيش ونقاط الغلق والمراقبة، إضافة إلى اتخاذ إجراءات سياسية، تتضمن وضع تشريعات جديدة، تعالج ضوابط الهجرة وتشددها.

وقال ان هذا لا يكفي في القضاء على الارهاب، فالارهابين سيستمرون بايجاد إجراءات مضادة، ما لم نتمكن سويا من استئصال القوى التي تقود الشعوب إلى قتل أنفسها وغيرها بدم بارد.

واوضح بان التفجيرات الانتحارية، التي تنفذها العصابات الارهابية في تزايد مستمر، وهذا يعد مؤشرا على امتلاكها القوة، لذلك فان الحرب على الارهاب مسؤولية الجميع، ويجب التحرك واتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة.
وشدد على دور البرلمانات في محاربة الارهاب، وقال الفايز 'ان البرلمانات قادرة في الواقع على أن تلعب دورا قويا في محاربة الارهاب، ويبدأ هذا الدور بالاعتراف أولا، بأن الارهاب مشكلة خطيرة، وبعد ذلك تقوم البرلمانات بدفع الحكومات الى اتخاذ الاجراءات العملية، القادرة على مواجهة الارهاب والقضاء عليه وعلى مختلف تنظيماته.(بترا)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة