الجمعة 2024-12-13 01:33 م
 

الفساد سببه الإدارة ..

07:37 ص

الفساد كلمة مطاطة لها توصيفات مختلفة، ففي دول متقدمة يعتبر الفساد اتخاذ قرار في غير محله متجاوزا الاطر المؤسسية، فالمسؤول يعتبر فاسدا اذا قبل مساعدة او دعما في الانتخابات، او تعيين موظف من اطراف القربى، وهذا النوع في الدول النامية شيء طبيعي هذا في القطاع الحكومي، اما في القطاع الخاص لاسيما الشركات المساهمة العامة فالفساد متشعب وفي اغلب الاحيان مسكوت عنه، وغالبا ما يتم الاكتفاء بقبولة استقالة او اقالة المسؤول، وفي بعض الاحيان يطالب بالعودة او تسلم موقع آخر.

اضافة اعلان


منذ شهرين عقدت معظم الشركات المساهمة العامة الاجتماعات السنوية للهيئة العامة للاطلاع على نتائج اعمال الشركة لسنة مالية، ويبت المساهمون في توصيات مجلس الادارة، والمراقب الراصد لهذه الاجتماعات السنوية والباحث في التقارير السنوية يجد كمًّا لايستهان به من المخالفات والتجاوزات لاينتبه لها مدقق الحسابات القانوني، وكذلك مراقب عام الشركات او مندوبه الذي يقتصر دوره على الشكليات بالنصاب القانوني لانعقاد الاجتماع، ومتابعة الانتخابات لمجلس ادارة جديد، علما بأن المسؤولية القانونية والرقابة الرسمية تقتضي التثبت من سلامة التقارير السنوية والنفقات والمكافآت وغيرهما.


من المخالفات الصريحة في عدد لايستهان به من الشركات حصول رؤساء بعض مجالس الادارة على رواتب مجزية بدعوى ان رئيس مجلس الادارة متفرغ علما بأن هذا التوصيف غير موجود في قانون الشركات، ويحصل في بعض الاحيان على عشرات الالاف من الدنانير واحيانا تتجاوز المائة الف دينار بدل مكافآت، وسيارة وسائق وربما اكثر، وفي نفس الوقت يحصل على عدة آلاف من الدنانير بدل التنقلات، ومكافأة بدل حضور جلسات مجلس الادارة واللجان، وهذا شكل من اشكال التمادي على حقوق المساهمين، وعلى حقوق الشركة ويخالف قانون الشركات، وفي هذا السياق ان رئيس مجلس ادارة سابق لاحد البنوك كان يحصل سنويا على اكثر من مليون دينار، ومن مثله ربما كثر.


عضوية مجالس الادارة في عدة شركات توفر مصدرا للاثراء بحجة الخبرة، وهناك مجموعة من المسؤولين يتنقلون من مجلس ادارة الى آخر وكأن الدولة وشركات مساهمة عامة هي حكر على تلك المجموعة ..تارة رئيس بنك وتارة اخرى عضو مجلس ادارة، وهكذا دواليك.. فالفساد الحقيقي والمؤلم والمكلف مرده الادارة، ومن يتحكم في تمكين مجموعات من المسؤولين لا هم لهم سوى التنقل من شركة الى اخرى..مجددا معالجة الفساد تبدأ بإصلاح الادارة فهي المسؤولة عن النجاح او الفشل.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة