منذ بداية اضراب الاسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وانا اتحاشى ان اصل الى القناعة بأن اضرابهم ستهدر دمه الفصائلية والمعجبون الافتراضيون والمحللون المتواطئون مع الفصائل، وآسفا اقول ان اضراب الاسرى بدل ان ينتج حالة وحدة خارج السجون، انتج حالة انفصام فصائلي وتبادل اتهامات بسرقة الاضراب لصالح فصيل والانكى ان داخل الفصيل الواحد ثمة خلاف على الاضراب، فهل هو حاصل قرار تنظيمي لذلك الفصيل، ام نتيجة تمرد فردي لشخص قيادي ويملك كاريزما القيادة على ذلك الفصيل وقيادته ؟
اساليب عرض صورة الاسرى المضربين موجعة، فهي تحاول ان تخلق حالة وحدة حتى لو بتركيب الصورة، فنرى صورة احمد سعدات مع مروان البرغوثي، ونرى انصار الفصائل يكيلون المدائح لابناء الفصيل الابطال ثم يعرّجون على ابطال باقي الفصائل، لكن الصورة تكشف حجم هشاشة المشهد الفلسطيني وحجم هشاشة التفاعل مع حالة عصيان ثوري يمكن ان تُعيد التوازن الى الحالة الفلسطينية داخل الوطن وفي الشتات .
استمرارا لنهج تقزيم المقاومة واستمراء لتبرير التواطؤ، تحدثنا عن الاضراب والماء والملح اكثر من حديثنا عن الاسرى، وعن المطلوب لتحسين شروط أسرهم، فلا احد يتحدث عن فك اسرهم للاسف، اعدنا انتاج عصير الماء والملح بشكل تجاري وبصورة ممجوجة وسخيفة، وكأن المطلوب تكريس الحالة وليس الاستفادة منها، اخذنا قشرة الاضراب وشكله ونسينا مضمون الاضراب واهدافه ومقاصده، صار المطلوب ان نشرب جميعا الماء والملح وليس تناول الطعام الكريم مع العائلة دون وجود احتلال جاثم على صدورنا، بل لم يسع فصيل الى تشكيل حالة ضغط على السلطة او على الانظمة كي تسارع الى تحسين شروط الأسر نفسه، ان تعلق اي اجراء تنسيقي لحين تحسين شروط الاسرى، لن نتحدث عن فك اسرهم فهذا عمل مجرّم عند السلطة والانظمة .
كعادتنا، غنيّنا للكلاشينكوف ولم نحرر به ارضا، واليوم نغني للماء والملح حد تشويه وعي الاطفال، فرغم ايجابية القصة التي سأسردها، الا ان لها مرارة العلقم في التأصيل المنهجي لافعال المقاومة، فخلال امتحان للصف الثالث الابتدائي في احدى المدارس، واجابة عن سؤال حول استخدامات الملح الابيض، اجاب احد الاطفال بانه يستخدم في الطعام وللأسرى، الاجابة موجعة للقلب، فالملح للطعام، وليس للاسرى الذين يحتاجون الحرية ويسعون من اجلها، تخيلوا ان نشوه وعي الاطفال ليصبح الملح ضروريا للاسرى وليس الحرية ؟ والعجيب ان ورقة الاجابة تنتشر مثل النار في الهشيم على مواقع التواصل والاعجب انها تنتشر بفخر وليس بمرارة، فنحن نستطيع تقزيم الافعال حد الخديعة، تماما مثلما استسهلنا ان يصبح اطفالنا أبطالا في العاشرة .
نستثمر اضراب الاسرى لغايات فصائلية، فهناك من هو فَرحٌ بعدم مشاركة اسرى حماس في الاضراب، فهي فرصة لمهاجمة الفصيل المنافس، وهناك من يهرول في نشر اخبار الماء والملح لتحقيق شهرة او شهوة على حساب الاسرى، وقلة يدينون تواطؤ حماس وفتح على مشروع الحرية الذي يقوده الاسرى بسلاح الامعاء الخاوية، فالفصيلان لديهما ما هو اهم من حياة الاسرى ومن حياة الشعب لفلسطيني كله، فاذا نجح الفصيل وقيادته في الحياة فهذا هو النصر المبين، ليس المهم دعم الاسرى بقدر دعم الفصيل في اثبات عمالة الفصيل الآخر او اثبات تراخيه الوطني على الاقل، فالمهم ليس الخروج بمشروع مقاوم، بل انغماس الجميع في وحل التفاوض والعمالة، حتى لا يزاود فصيل على آخر، فالتنافس على التحرير صفحة طويت والثمن امعاء الاسرى وحياتهم .
الماء والملح شراب يدعو للتقيؤ وهو مطلوب في حالات التسمم، لذلك يجب ان تكون الدعوة لشرب الماء والملح ليس تضامنا مع الاسرى بل من أجل التخلص من سموم الفصائلية البغيضة والتخلص من سموم القيادات، فكل افعالها تدعو للتقيؤ .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو