الفلسطيني الغريب

لن أكون إلاّ مع الفلسطيني ..هذا المخلوق الذي أينما اتجه سرقوا منه حذاءه ..وتسارعوا على زرع الشوك بمختلف ألوانه وأنواعه أمامه ..!! أنا مع الفلسطيني؛ الغريب في كل أرجاء الوطن العربي ..»إللي كل شويّة يقومون عليه وكأنه بني آدم ( وِلِدَ بالغلط )» أو جاء إلى الدنيا كي تنسى الدنيا عيوبها بالعبث به ..!! أنا مع الفلسطيني ..شقي المأكل والمشرب و المسكن ..!! أنا مع الفلسطيني؛ الغريب الطريد الذي كلّما أحست ماكنة الغول العربية أنها بحاجة إلى مصّ وجبة دم جديدة أسرعوا إليه؛ لأنه الأقرب إليهم والأسهل تناولاً ..ولأنه لا يسبب المغص بعدها ولا يسبب الإسهال أيضاً ..بالعكس فهو وصفة مجرّبة في تجديد شباب النظام العربي الرسمي الذي شاخ و تجاوز – أصلاً - مرحلة البقاء ..!!

لك الله ..يا فلسطيني ..سواء كنت في المخيم أو في زقاق تكتب على جدرانه : عائدون ..أو كنت تبك الآن وأنت تمسك حجراً وتلقي به في وجه المحتل بدلاً من جيوش عربية تعرف كيف تفتح النار على بعضها بشهيّة لا تتوقف ..!

الذي أفهمه وأعيه تماماً أن وراء الدم الذي يسقط الآن من جديد؛ دم فلسطيني لا يمتّ للسياسة بصلة؛ ولكنهم يريدون أن يهرقوه ليدخلوه إلى الحسابات السياسية ..!! وأن الغربة الفلسطينيّة في ازدياد ..وأن الفلسطيني الذي يأخذ معنوياته من الشعوب التي تسانده و تهدر لأجله الآن؛ يحاول أصحاب الصفقات المشبوهة أن يدخلوه في سيناريو مسلسلٍ ( عربيٍّ دمويٍّ ) يُكتب الآن واسم المسلسل ( عادي؛ إللي يموت خَلْقَةْ فلسطيني )..!! ..ويُكتبُ هذا المسلسل بِـ نَفَس بارد ليصوّر بالكامل حيث وُجِد الفلسطيني الغريب حتى في وطنه المحتل ..!! ولا أدري كم ستدوم مدة التصوير ..وكم دفعوا للبطل الكاذب و للمخرج وللكومبارس ..وهل سيتنافس هذا المسلسل على رمضان القادم أم محجوز له وقت استثنائي لتكون متعتنا بالتلذذ بالدم الفلسطيني الجديد من غير منافسة ..!!

لماذا في حل كل المشاكل العالقة وغير العالقة في وطننا العربي؛ يكون الدم الفلسطيني هو الحل ..؟؟ لماذا يفترق العرب في كل شيء و يُجمعون على غربة الفلسطيني و دمه ..؟؟ هل للدم الفلسطيني طبيعة غير طبيعة دمهم ..أم أنه أخوهم الأصغر الذي يجب أن يتخلّصوا منه ويقولون ( أكله الذئب ) ..؟؟ لمن سوف يقولون و يعقوب ليس موجودا والفلسطيني ليس مُدلّل أبيه وأمه ..بل يتيم العرب الأوحد..؟؟!!