الوكيل - تحولت الشهرة إلى مفتاح سحري يشرع الأبواب أمام الفنان اللبناني لينطلق في فضاء الفن الرحب، غناء وتمثيلا وتقديما، هذا عدا مشاركة بعض النجوم كأعضاء لجان تحكيم في برامج الهواة الفنية، وبخاصة أصحاب الأسماء الكبيرة الذين تشكل قاعدتهم الشعبية الكبيرة عنصرا لجذب المشاهدين في أي برنامج يوجدون فيه.
من يتابع النشاط الفني الكبير للفنان اللبناني، يلاحظ أنه بات يريد كل شيء، بل ويمكن القول إن الموضة المنتشرة حاليا على الساحة الفنية هي موضة الفنان الذي يجمع بين التمثيل والغناء والتقديم، فالمغني يريد أن يمثل وأن يقدم البرامج إلى جانب عمله الأساسي في مجال الغناء، أما الممثل فعينه على الغناء وتقديم البرامج وكتابة المسلسلات، هذا عدا مجال «البزنس» الذي تحول إلى مهنة إضافية بل ضرورية بالنسبة إلى أي فنان إلى جانب مهنته الأساسية في مجال الفن.
في السنوات الماضية طفت على السطح ظاهرة توجه مقدمات البرامج نحو الغناء والتمثيل، وعلى الرغم من أن مادلين طبر كانت أول مقدمة برامج تقتحم مجال التمثيل في مصر وتتحول إلى ممثلة، فإن رزان مغربي لم تمانع من بعدها في خوض تجربتي التمثيل والغناء إلى جانب عملها الأساسي كمقدمة برامج، بل إنها جمعت بين المجالات الثلاثة، على الرغم من أن تجربتها الغنائية بدت خجولة مقارنة مع تجربتي التمثيل والتقديم، ومثلها فعلا كارولين دي أوليفييرا، التي تلقت بعد سنوات طويلة على عملها كمقدمة عرضا تمثيليا من المخرج خالد يوسف ووافقت عليه، أما هيفاء وهبي التي أتت إلى الفن من عالم الجمال، فإنها أطلت لمرة وحيدة كمقدمة مع أحمد السقا ومحمد هنيدي، وهي اليوم نجمة في مجالي الغناء والتمثيل.
ولكن في الفترة الأخيرة سارت الأمور بطريقة معاكسة، لأن التلفزيون الذي كان يصدر نجومه ونجماته إلى عالمي الغناء والتمثيل، تحول إلى قبلة للنجوم الذين رأوا فيه وسيلة للتعبير عن مواهبهم الفنية المتعددة، فأصبحنا نراهم مقدمين ومقدمات، ممثلين وممثلات، وكتابا وكاتبات يزينون الشاشات العربية بأعمال تهدف إلى جذب المشاهدين والمعلنين في آن معا.
مايا دياب التي تعتبر تجربتها هي الأبرز والأكثر نجاحا في مجال التقديم، هي في الأساس مغنية اتجهت نحو التمثيل ولمعت كمقدمة، وتؤكد أنها ستخوض كل المجالات الفنية والمجال الذي تترك أثرا من خلاله في نفوس الناس، سوف أركز عليه وأعمل فيه «المرأة الجميلة، يكثر عليها الطلب وفي أكثر من مجال وخاصة في مجالي التمثيل والغناء، فإذا كانت صاحبة (مخ مليان)، فلا شك أنها يمكن أن تحقق الكثير وأن تثبت نفسها وأن تحافظ على قيمتها، أما إذا كانت جميلة وفارغة من الداخل، فهي لا يمكن أن تستمر أبدا».
وعن السبب الذي جعلها تتوجه نحو تقديم البرامج على الرغم من أنها بدأت مشوارها الفني كمغنية ومن ثم كممثلة فتقول: «هذا الأمر ليس مستغربا لأن تخصصي الجامعي هو إذاعة وتلفزيون، وفكرة التقديم لم تكن بعيدة عني، ولكنني كنت بانتظار الفكرة المناسبة. عندما عرض علي (هيك منغني) لم أجد فيه البرنامج الذي أبحث عنه ولكن وبعد أن تم إجراء مجموعة تعديلات عليه أصبح بالصورة التي يشاهدها الناس».
وعن سبب ابتعادها عن التمثيل، توضح دياب: «بعد مشاركتي في مسلسل (كلام نسوان) تلقيت العديد من عروض المسلسلات والأفلام، ولكنني رفضتها لأنني لم أجدها بينها ما هو بمستوى (كلام نسوان) أو أفضل منه».
دياب لا تعتبر أنها بدأت العمل الفني من خلال مهنتها كمغنية، بل من خلال التقديم «قبل أن أطل كمقدمة كنت أحضر لإطلالتي كمغنية، لأنني بعد انفصالي عن فريق (الفور كاتس)، كنت أحضر لكليبي الأول الخاص، على أن أتبعه بعدها بكليبات أخرى، بخاصة وأنني كنت قد انتهيت من تحضير خمس أغنيات، ولكن موت يحيى سعادة أجبرني على تغيير الاستراتيجية التي كنت سأعتمدها في الغناء، ومشيئة الله، هي التي جعلت البرنامج يرى النور قبل الأغنية، ولو حصل العكس، لكان الناس حكموا على مايا المغنية قبل أن يشاهدوا (هيك منغني)، أي أن التوقيت أثَر كثيرا من هذه الناحية».
أما الفنانة رولا سعد فخاضت إلى جانب عملها الأساسي كمغنية تجربة التقديم مرتين من خلال برنامجي «الحياة حلوة» و«رولا شو» وأيضا كانت لها تجربتان تمثيليتان الأولى من خلال فيلم «الغرفة 707» والثانية من خلال مسلسل «صايعين ضايعين»، تقول سعد: «عادة أنا لا أخطط كثيرا لخطواتي الفنية وعندما يعرض علي مشروع ما، أوافق عليه إذا كان مناسبا، وهذا ما ينطبق على تجربة التقديم كما التمثيل، ولكن المجال الأول أسهل بكثير من المجال الثاني، لأن التقديم يحتاج إلى إعداد جيد وإلمام بكل التفاصيل التي لها علاقة بالضيف لكي يأتي اللقاء جيدا، بينما يتطلب التمثيل من الممثل أن يتقمص ويتعايش مع الشخصية التي يتطلبها الدور وهي شخصية مختلفة عن شخصيته الحقيقية، وهنا تكمن الصعوبة».
الممثل يوسف الخال وبعد تجارب عدة ناجحة في مجال التمثيل والمسرح والتلفزيون، قدم برنامجا فنيا على قناة «روتانا» يعتمد على سرد أخبار الفنانين، ما لبث أن قدم بعده برنامج «هزّي يا نواعم» على محطة «إل بي سي» الذي بلور تجربته الحقيقية كمقدم يحاور المشتركات والضيوف وأعضاء لجنة التحكيم، عن هذه التجربة يقول يوسف: «كانت تجربة جديدة وأنا بطبعي أحب التجدّد. في السابق كنت أرفض تقديم البرامج، لكنّي أحببت أن أخوض تجربة تقديم برنامج (هزي يا نواعم) لأن فكرته جديدة ومتخصصة في مجال الرقص الشرقي».
وعن إمكانية تكرار التجربة يقول يوسف: «شغفي الأول هو التمثيل، لكن أعتبر التقديم مهنة إلى جانب التمثيل وأستطيع من خلاله التواصل مع الناس».
المغنية ميسم نحاس خاضت أولى تجاربها التمثيلية من خلا المسلسل الدرامي «ورثة خالي» وهي تبدو سعيدة جدا فيها على الرغم من بعض المنغصات «كل شيء كان على ما يرام بل أفضل مما كنت أتوقع. ولقد كنت سعيدة جدا بالشخصية التي قدمتها في العمل وبالأشخاص الذين تعاملت معهم، ولكن المشكلة الوحيدة في التمثيل، هي طول المدة التي يستغرقها تصوير المسلسل والتعب الجسدي الذي يتكبده الممثل. فنحن كمغنين ننجز عملنا بسرعة ووقتنا ملكنا، بينما في التمثيل كنا نعمل 9 ساعات وأحيانا 12 ساعة يوميا».
وفي مقارنة بين جو الغناء وجو التمثيل تؤكد نحاس: «جو التمثيل جميل جدا، خاصة وأنني وفقت بفريق عمل مميز، إخراجا وإنتاجا، كما أنني لمست أن الغيرة أقل في الوسط التمثيلي من الوسط الغنائي. في التمثيل الوضع مختلف تماما، بينما في الغناء الكل يغار، يراقب وعينه على الآخر. حتى الآن، لم ألمس أي انتقادات من الممثلات وربما يحصل ذلك خلال الفترة المقبلة، وهذا أمر طبيعي جدا، و(الذبذبات) لا بد وأن تحصل ولكن أثناء التصوير لم يحصل ذلك على الإطلاق».
ولأن بعض المغنيات عرضة للانتقادات من الممثلات اللواتي ينصحنهن بالاكتفاء بالغناء، ترد نحاس: «بدأت أسمع كلاما مزعجا ومن الباب الواسع، ولكني لم أردّ حتى الآن. هناك من يقول ما الذي أتى بك إلى مجال التمثيل، ونجاح المسلسل هو الردّ الوحيد عليهم. هناك من يحاول أن يشعرني بأنني دخيلة على المجال أو أنني آخذ من دربه، ومن حقه أن يزعل، خاصة وأن هناك ممثلات يعملن في مجال التمثيل منذ فترة بعيدة ولم يقدمن أدوار البطولة حتى الآن، بينما أنا لعبت دور البطولة الأولى في عملي التمثيلي الأول. في كل الأحوال أنا موجودة على الساحة الفنية منذ 12 عاما واسمي منتشر ومعروف، ولقد تعبت كثيرا حتى وصلت إلى هذه المكانة».
في المقابل لا تبدو نحاس منزعجة للانتقادات التي توجه إلى الشركة المنتجة للعمل «مروى غروب» التي يقال إنها تبحث دائما عن الفتيات الجميلات للتسويق لأعمالها «كل الناس في كل العالم يحبون مشاهدة الفتيات الجميلات اللواتي يملكن الموهبة على الشاشة. في الأساس، عندما عرضوا علي الدور قالوا لي إنهم فعلوا ذلك لكوني فتاة مشهورة تتمتع بشكل جميل واسمي معروف داخل وخارج لبنان، وأنا قبلت، ولذلك فإنني لا أهتم لمثل هذا الكلام. فأنا فنانة ولدي جمهوري العريض، حتى أن اسمي يساهم ببيع العمل إلى الخارج، أكثر من غيري من الممثلات. أنا في العمل package كامل متكامل، لدي اسم ومعجبون ومعجبات، ولقد بيع العمل إلى المحطة قبل أن نباشر التصوير».
كما تؤكد نحاس أن الأجر الذي تقاضته كمغنية تمثل يختلف عن أجور سائر الممثلات «هذا أمر طبيعي من منطلق أنني فنانة تغني. لا أنكر أنني استفدت ماديا ومعنويا من هذا العمل ولولا ذلك ما كنت قبلت به».
لا يرى الممثل سامر الغريب أي تناقض بين التمثيل والتقديم، ويوضح هذا الرأي بقوله: «خبرتي كممثل تساعدني في إدارة الحلقة واستخراج أفضل ما عند الضيوف بكل سلاسة وبساطة. إضافة إلى أن التقديم عزز وضعي كممثل وحررني ماديا فلم أعد مضطرا إلى تقديم التنازلات والقبول بأي عمل لأعيش بل أصبحت قادرا على الانتقاء والرفض».
ويؤكد سامر أنه ليس بإمكان كل ممثل أن يصبح مقدما على الرغم من وجود عوامل مشتركة بين المقدم والممثل، كعدم الخوف من الكاميرا والتعود على الجمهور «المقدم يجب أن يجمع سرعة البديهة إلى خفة الظل واللباقة، مع التركيز على عدم الخلط بين خفة الدم والتهريج وهذا يعتمد على إحساسه الداخلي ليعرف الوقت المناسب لإطلاق النكتة أو لجمها».
وتعتبر نيكول سابا آخر الفنانات الوافدات إلى عالم التقديم فهي ستقدم برنامجا ترفيهيا في رمضان المقبل بعنوان «التفاحة». سابا التي تجمع تجربتها الفنية بين الغناء والتمثيل، تقول إنها وافقت على تقديم البرنامج «لأنني أعجبت بفكرته التي شجعتني على خوض هذه التجربة في المرحلة الحالية، على الرغم من العروض الكثيرة التي كنت تلقيتها من قبل ورفضتها. فمن خلاله سأستضيف نخبة من نجوم المجتمع وسأحاورهم في مواضيع شخصية واجتماعية مختلفة».
المصدر: صحيفة الشرق الاوسط اللندنية
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو