الفوضى الفكرية وانتظار التآمر!

اسوأ ما في هذا التردد وعدم الوضوح الاميركي ازاء الوضع في سوريا ومصر، وتأثيره المريع على اصحاب القرار ومعارضيهم في كل من البلدين!! فالمعارضة السورية تعلن دون أي شعور بالاحراج ان واشنطن مترددة في تسليحها او تأييدها السياسي، مثلما ان المعارضة الاخوانية تتحرك في تظاهراتها وتهديداتها بهدف احراج واشنطن التي كانت تؤيد النظام الاخواني، وها هي تتردد بين ان يكون الوضع الجديد انقلاباً عسكرياً او غير انقلاب!!.اضافة اعلان

اذا كان السعوديون والقطريون ودول الخليج تساند المعارضة السورية، فلماذا تنتظر هذه المعارضة اميركا؟! أهو التسليح؟ ان دول الخليج تستطيع شراء كل اسلحة الدنيا!! ام هو تمويل الجيش الحر وكلنا نعرف ان المال هو آخر هموم المؤيدين العرب؟.
والمصريون.. حكومة الاخوان او حكومة معارضيهم، لماذا يجب ان يهمهم الموقف الاميركي او الاوروبي؟؟
في يوم واحد قدمت ثلاث من دول الخليج 12 مليار دولار، بين هبات وودائع دون فوائد في حين ان الاخوان اضاعوا سنة كاملة من حكمهم وهم ينتظرون موافقة صندوق النقد بقيمة 8ر4 مليار، بشروط وقيود ليس اقلها رفع كل اسعار المشتقات النفطية، والخبز، والكهرباء والمواد الغذائية، في حين انهم لم يكونوا بحاجة الى اغضاب دول الخليج، والابقاء على صداقة قطر وفضائية «الجزيرة» التي ما تزال «تثّور» والشيخ القرضاوي يفتي و»شرهاتها» تذهب لتنظيم الاخوان وليس لمصر.
اميركا واوروبا مترددة في كل شيء مترددة في حجم دورها في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، مترددة في موقفها من التغيير في سوريا ومصر، مترددة في تعاملها مع العراق الذي كانت تحتله، وكانت قد احضرت على دباباتها كل السادة الحاكمين في العراق، مترددة في علاقاتها مع حليفها الاطلسي في تركيا، مترددة في تعاملها مع مشروع ايران النووي!!
لكن هذا التردد الاميركي الذي ينعكس على الاوروبيين شأن اميركي. فلماذا يجب أن يلتزم العرب بهذا التردد. ولماذا ينتظرون واشنطن والوطن وطنهم. والثوار ثوارهم والمال مالهم؟؟
اظن ان الجميع يعيشون الفوضى الفكرية الراهنة, بسبب انتظارهم للصديق – العدو الاميركي. يتساوى في هذا جماعة الممانعة والمقاومة, وجماعة المعارضة والاخوان والليبراليين والقوميين والجميع!!
كما نصيح من تآمر الامبريالية والاستعمار علينا. الان نفتح ابوابنا للذي كان تآمراً. بل نزعل لأن الاستعمار والامبريالية لا يدخلان.. ولا يشرّفان البيت!!