الأربعاء 2024-12-11 11:46 م
 

القائد الاجتماعي

08:27 ص

غاب (إعطيوي المجالي) عن الحياة , وقرر أن يسكن الثرى ويلتحق إلى جوار ربه ... رحمه الله , ورحم كل الأيام التي كانت بيننا , نتسامر فيها تارة , ونكتب الخطابات النارية تارة , وندلل الأولاد .. ونشرب الشاي , ثم ننطلق إلى الأماكن التي تضمنا ... ماظل مكان في عمان , ما التحفنا فيه .. الزمن والوطن , والحياة .اضافة اعلان

حسنا ...أنا متوجس وخائف قليلا , على أمر لايفهمه الكثير من الناس وهو ... أن الكرك من المحافظات , التي يقوم ميزانها , على الزعامات الإجتماعية ... بمعنى أن كلمة ( إعطيوي المجالي ) كانت عند الناس قانونا ولم تأت من كونه نائبا أو سياسيا .. بل من كونه قائدا إجتماعيا فطريا , بنى حضوره بالكرم والتسامح وفتح باب الدار للكل ... وأقام التواصل مع الناس , وفك خيوط العقد والمشكلات .
هو الرجل الوحيد في الكرك – ويعرف الناس هذا الأمر جيدا- الذي خاض الإنتخابات , بكل ما تحمل كلمة (طفر) من معنى ... ولكن رأس المال انهار أمامه والقوى الحزبية هي الأخرى إنهارت ... ذاك أن الكرك تقيم وزنا (للشيوخ) والقادة الذين بنوا التسامح والحب ولا تقيم وزنا للمال .
أكتب مجردا من الحزن , فهناك في الأرض ... التي مدت العسكرية الأردنية بخيرة شبابها , ومدت الوطن ... بأجمل صفحات تاريخه ,ما زال للشيخ مكانته والقائد الإجتماعي ما زالت مكانته محفوظة في قلوب الناس , والدولة عليها أن تعيد بناء تحالفاتها مع هؤلاء ... من هم مثل (إعطيوي) صعدوا .. إلى القبة , بالحب ... وظل الحب ديدنه حتى اللحظة الأخيرة من حياته .
يا رفيقي .. وصديق خطاي المتعبة , أدرك أن إنعكاسات فقدانك على الناس مؤلمة حد العويل وليس البكاء , وأدرك أن إنتاج شخصية ... حافظة للعهود مثلك , أمر صعب جدا لأن قلوب الناس لا يختطفها إلا من إحترف غرام الأرض , ولثم الجرح ....
والان سنعود للربة , بلدتنا ... والتراب الذي يحتضن عظام أهلنا , وأدري أنها حقيقة مؤلمة ... أن نمر على دارك ولا نجدك ... وحقيقة مؤلمة أكثر , أن نفتقدك في المسائل المهمة التي كنت تقيم فيها , وزنا .. للتسامح ( وفك النشب) ... نفتقدك في إحتفالاتنا , وحزننا .. وفي كل صباح تنهض فيه الكرك من غفوتها , وتلم أهلها على حضنها الدافيء .
رحمك الله ... ( أبا عاطف) ... واعلم أن الفراغ بعدك . سيكون كبيرا جدا ومؤلما جدا ..


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة