السبت 2024-12-14 09:20 م
 

القبيبة .. في ذكرى النكبة لن ننسى

08:26 ص

قبل 70 عاما، كانوا هناك في فلسطين المحتلة يزرعون ويحصدون أرضهم، يراقبون زرعهم وطيرهم، يتسامرون، يسهرون، ويقرؤون، وقت ذاك كانت القرى والمدن والبوادي تحكي عن شعب فلسطيني ما إن أفاق من الوجود التركي العثماني، حتى وقع كما باقي المنطقة تحت انتداب بريطاني استعماري.

اضافة اعلان


قبل ذلك؛ أي قبل 102 عام، كانت بريطانيا وفرنسا تفرضان سيادتهما على المنطقة، وكان نصيب فلسطين انتداب (احتلال) بريطاني سارع فورا، وبعد عام من الانتداب أو أقل لمنح ما يعرف باليهود (الصهاينة) وطنا قوميا لهم في فلسطين!!!، متناسين -أولئك المستعمرين- أن لفلسطين أهلا يدافعون عنها، وشعبا كان وسيبقى واقفا لهم بالمرصاد يطلب حريته واستقلاله، ويرفض كل وعودهم التي بدأت ببلفور وحطت رحاها بوعد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة الكيان الصهيوني.


وقت ذاك، اعتقدت بريطانيا التي كانت عظمى، ولم تعد كذلك راهنا، أنها بذلك تخرج ما يعرف باليهود الصهاينة من أوروبا وتبعدهم عن القارة العجوز، وتتجنب ألاعيبهم وشرورهم، ودسائسهم، وأنها عندما تدفع بهم الى الشرق الأوسط وفلسطين، فإن أهل المنطقة قد يغضبون عاما أو اثنين ومن ثم يتأقلمون مع الواقع الجديد وينسون أرضهم ووطنهم.


حسابات حقل البريطانيين والصهاينة، لم تكن كحسابات البيدر الفلسطيني التي كانت مختلفة، فقاوموا المحتل البريطاني والوعد الصهيوني بكل قوة، وثاروا المرة تلو الأخرى، ورفضوا الانتداب والمندوب السامي، ولم يثنهم أعواد المشانق التي استشهد عليها الكثير، ومنهم عطا الزير وفؤاد حجازي ومحمد جمجوم وغيرهم الألوف، وتواصل الرفض جيلا بعد جيل؛ إذ لم يكن يخطر ببال بلفور وقت ذاك، أن هذا الشعب لن ينسى وسيبقى يقاوم، وأن الأجيال تورث أجيالا أخرى التمسك بحق العودة وتعزز في العقل فكرة كنس الاحتلال من أرض فلسطين كل فلسطين.


نعم وقت ذاك، لم يخطر ببال بريطانيا أن أهل القبيبة والدوايمة وبيت جبرين ودير ياسين وحيفا ويافا وغيرها من المدن والقرى التي هجرت العام 1948 والتي سوي بعضها بالأرض سيبقون يتذكرون أرضهم، وأن الأجيال ستبقى تطالب بالعودة، وأن السنين لن تكون وسيلة للنسيان أبدا، وهذا الشعب سيبقى متمسكا بمفتاح عودته حتى اللحد، ومن ثم يسلمه أمانة لمن يرثه وهكذا دواليك.


هذا الشعب الذي تصادف ذكرى نكبته السبعين يوم غد الثلاثاء، سيبقى متمسكا بمفتاح وحق عودته ولن يتنازل عنه، فالعودة حق طالت الأيام أو قصرت، والأرض لها أصحابها مهما طال البعاد، وفلسطين قبل 70 عاما كان لها أهل وما يزال أهلها متواجدين ينتظرون مع إطلالة كل فجر زوال هذا الكيان الغاصب وعودة الحق لأهله.


أما أولئك الذين يعتقدون أن الأيام والسنين كفيلة بالنسيان، فهم واهمون حالمون لا يعرفون أن هذا الشعب الذي بدأت مقاومته في اليوم الأول من الانتداب البريطاني ودفع من ثمن حريته وما يزال من دماء شبابه ورجاله وبناته يعرف معنى الأرض ويعرف معنى الحرية، وعلى أولئك التائهين من العرب والمتشدقين بكلمات لا يفقهون معناها أن يعرفوا أن العودة حق وأن أولادي وبناتي لهم الحق في القبيبة وفي كل فلسطين ولا يوجد لأحد حق غيرهم، وأن هذه الأرض التي يجلس عليها صهاينة هذه الأيام، ساعدهم على الجلوس عليها متآمرون كثر سيأتي يوم وتعود لأصحابها، وما تجربة الجزائر وغيرها عنا ببعيدة.


وأولئك المتشدقون الذين يريدون من الشعب الفلسطيني أن يستسلم للواقع، وأن يتنازل عن حق عودته لأرضه واهمين، فهذا الشعب الفلسطيني لن يخرس كما طلب منه بعض الأعراب، وإنما سيبقى يعري ويكشف انحرافات الشرعية الدولية والأمم المتحدة.


فسلام لأولئك القابضين على حجر المقاومة.. سلام على الشهداء الذين سقطوا وأولئك الذين يقفون في الانتظار.. سلام على بنات وشباب وشيوخ ورجال ونساء ومساجد وكنائس فلسطين كل فلسطين.. سلام على القدس وبيت لحم.. سلام على الخليل.. وفي الختام سلام على القبيبة أرض الأجداد التي كانت وستبقى للأبد، وسيبقى حق العودة إليها مقدسا ولو بعد حين.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة