كان يجب ألاّ يغيب عن البال، ومنذ البدايات، أنَّ المستهدف، بالإضافة إلى الإستهدافات الأخرى، هو الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في هذه المدينة المقدسة وهذا هو ما بقيت تحاوله إسرائيل وتسعى إليه منذ إحتلال عام 1967 لأنها لا تريد وضعاً شرعياًّ للقدس ولأنها تريد أن تطبق على المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وساحتيهما وعلى «البراق» أيضا ما تطبقه على عموم الضفة الغربية وحيث كانت ولا تزال تدَّعي ومنذ عام 1948 أن حدودها الأمنية الشرقية هي نهر الأردن .
والغريب أننا بدأنا، بينما الشعب الفلسطيني العظيم فعلاً يقدم كل هذه التضحيات وكل هذه الدماء الزكية، نسمع من الخارج من خارج فلسطين والضفة الغربية من يثير مسألة أن «السيادة» على الأماكن المقدسة في «القدس الشرقية» يجب أن تكون للفلسطينيين وحدهم .
ويقيناً أن هؤلاء «المستأجرين» للدول الـ «مايكروسكوبية»، التي بقيت تسعى كل واحدة منها إلى الظهور بحجم أكبر من حجمها الحقيقي، الذين لا يهمهم لا القدس ولا أماكنها المقدسة وحتى ولا فلسطين قد وجدوها فرصة للمشاغبة على «الوصاية الهاشمية» على المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وعلى ما حولهما لأن قلوبهم مليئة بصديد الحقد غير المعروفة أسبابه على الأردن وعلى منظمة التحرير الفلسطينية وعلى «فتح» وأيضاً على «أبوعمار» الذي يرقد الآن في مأواه المؤقت في ساحة «المقاطعة» في رام الله .
كان الأردن قد حاول إقناع القادة العرب الذين شاركوا في قمة الرباط عام 1974 بأن مقتضيات الصراع مع المحتلين الإسرائيليين تتطلب أن تبقى الضفة الغربية جزءاً من المملكة الأردنية الهاشمية لكن عندما إتفقت الأكثرية على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لم يتردد الراحل الكبير الملك الحسين رحمه الله في تأييد هذا الإتفاق الذي بقي ساري المفعول وبدعم صادق من المملكة الأردنية الهاشمية منذ ذلك الحين وحتى الآن.
ثم وبعد ذلك وقد ثبت أن المحتلين الإسرائيليين يضعون على رأس إستهدافاتهم الأماكن الإسلامية في القدس فقد كان لا بد وبإلحاح من (أبوعمار) وبتأييد من منظمة التحرير الفلسطينية وبعض العرب غير الملوثة قلوبهم وأدمغتهم بالأحقاد بأن تكون الوصاية على هذه الأماكن للمملكة الأردنية الهاشمية وتحت عنوان «الوصاية الهاشمية» وهذا هو ما بقي مستمراً حتى الآن وما بقي يشكل حماية فعلية لهذه الأماكن التي أعلن الأردن بأنها ستعود إلى «أهلها» إن هُمْ أرادوا ذلك بعد تحرير الضفة الغربية وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة .
وهنا وحتى لا يفهم هذا الكلام لا بطريقة مغرضة ولا بطريقة خاطئة، ومع التقدير لدماء الشهداء الأبرار الثلاثة من أم الفحم من فلسطين المحتلة منذ عام 1948 والذين نفذوا عملية القدس التي ردَّ عليها الإسرائيليون بكل هذا العنف الذي لا يزال مستمراً وبمحاولات تغيير «هوية» الأماكن المقدسة، فإنه لا بد من الإشارة إلى أن هناك من حاول ولا يزال يحاول إستغلال هذا الذي جرى لـ»المشاغبة» على «الوصاية الهاشمية» إنْ بإثارة موضوع «السيادة» على هذه الأماكن وإن بـ «المزايدات» والمطالبة بإعلان الحرب ليس لتحرير الضفة الغربية والقدس والأماكن المقدسة وفقط وإنما لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر !!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو