الجمعة 2024-12-13 11:52 ص
 

القرد بعين امّه .. غزال

07:59 ص

يُروى أن الخليفة العباسي هارون الرشيد طلب مشاهدة «ليلى» التي فُتِن بها «قيس بن الملوّح» وهام بها حتى ذهب عقله وهام بالصحراء يردد اسمها،حتى قتله العشق. واراد الرشيد اكتشاف «سرّ جمال» هذه المرأة التي جعلت رجلا يموت من أجلها.اضافة اعلان

وبحث القوم عن «ليلى» وجاءوا بها الى الخليفة. ولما رآها،استغرب،فلم تكن جميلة،ولعله «أستكثر» عليها أجمل القصائد التي أبدعها فيها ولأجلها»المجنون قيس».
فقال لها الرشيد: فقط أُريد أن أعرف ما الذي سحر قيس بك( بعد ان رآها امرأة عادية) وليست فائقة الجمال كما صوّرها» المجنون».
فقالت» ليلى»: لو أنك نظرت اليّ بعيني «قيس» لاختلفت وجهة نظرك، لكنك رأيتني بعينيك أنتَ.
وهذا الفارق بين نظرة الواحد منا للأمور والناس،من زاويته هو،ومن هنا كان الاختلاف بين ما اراه انا وما قد تراه انت.
فنحن عادة ما نتسرع باطلاق الأحكام على الآخرين لمجرد أننا رأيناهم لمرة واحدة او لاصطدامنا بهم ذات ظرف معين.
ولكننا حين نقترب منهم،وفي ظرف مختلف عن الأول، تجدنا نغيّر وجهة نظرنا عنهم،ومن كان بالنسبة لنا»كريها» لربما صار اليوم»حبيبا».
ولعل اغنية «عيون القلب» للمطربة نجاة الصغيرة،تقترب من هذا المعنى ،واقصد رؤية المحبوب بعيون مختلفة عن الناس الآخرين. وكم مرة استغربنا كيف يعشق رجلا وسيما او متميزا او مبدعا امرأة «عادية»،أو « غير جميلة» ويهيم بها كما حدث مع الأخ»إبن الملوّح» وغيره من العشّاق. واحيانا تجدنا نستهجن ان تعشق فتاة فاتنة شخصا»صعلوكا» في مظهره وبوهيميا وفوضويا في سلوكه. وتجدنا نحسده عليها او نحسدها عليه.
ذلك لأننا نحكم على الظاهر.فثمة كيمياء بين النفوس والقلوب،خاصة في موضوع الحب والهيام.بل وحتى بين الاصدقاء. ويقال أن « القرد بعين امّه .. غزال»،ويقال ان»الحب أعمى» أو «أحول».
نحن نرى بعيون قلوبنا.
أختم أخيراً بمقولة الأديب الفرنسي سانت اوكزبري:
« وحدهُ القلبُ يُبصر جيداً، فالأمور المهمّة لا تراها العين «
أيها الناس،انظروا بقلوبكم.. نصيحة مجرّب..!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة