لا يوجد وقت يحتاج فيه العرب الى عقد قمة ،أكثر من المرحلة الأخيرة، ومع ذلك أظن أن الحكومة المغربية اتخذت قرارا شجاعا ، بالاعتذار عن استضافة القمة العربية رقم « 27 « ، التي كان مقررا عقدها في مدينة مراكش في 7 نيسان ، وتبرير المغرب كان منطقيا ومقنعا ، وهو عدم وجود فرص حقيقية لاتخاذ قرارات هامة ،ومبادرات يمكن عرضها على القادة العرب ، وبالتالي فان القمة ستكون مجرد مناسبة ،للمصادقة على توصيات عادية ،وإلقاء خطب والتقاط الصور التذكارية.
الثقة الشعبية بالقمم العربية مفقودة، بحكم أن مخرجاتها العملية كانت غالبا صفرية ، لكنها كانت تعقد بأوقات غير منتظمة وفقا للظروف والمستجدات ، وتمر مثل سحابة صيف ، أما القمم الدورية فأضافت عبئا جديدا ، منذ اتخذ قرار عقدها سنويا في قمة عمان 2001، حيث وضعت القادة أمام امتحان سنوي ، وسؤال كبير يطرحه المواطنون العرب: ماذا عملتم بالقمة ؟ وأين نتاج القرارات والتوصيات التي تتخذونها ؟ ونظرة سريعة لحصاد القمم الدورية ، خلال الخمس عشرة عاما الماضية تؤكد أن النتيجة صفر وبالتالي لم يعد ثمة فائدة من الاستمرار بعقدها وفقا للآليات التقليدية ؟ وهو ما التقطته المغرب، واتخذت قرارها الجريء بالاعتذار عن استضافتها.
العمل العربي المشترك ، بحاجة الى عملية جراحية وإعادة هيكلة حقيقية، في مرحلة مفصلية يتعرض فيها وجود الأمة الى خطر داهم ،حيث تجتاحه الحروب الأهلية ومخاطر التقسيم والتفتيت ، والتصدي لهذا الواقع بحاجة الى إرادة سياسية ،هي غير موجودة لدى الحكومات. وإصلاح آليات العمل العربي المشترك، يحتاج بالضرورة الى إحداث تغييرات جوهرية في بنية الجامعة العربية، التي تشكل نظريا الإطار المنظم للعمل المشترك.
لكن المفاجأة كانت بتعيين الأمين العام الجديد للجامعة ، أحمد أبو الغيط ، وزير خارجية مصر في السنوات العشر الاخيرة من عهد نظام حسني مبارك ، ومع الاحترام لشخصه ،لكنه ليس الرجل المناسب لقيادة قاطرة العمل المشترك في مرحلة مفصلية، والمفارقة أن اسم أبو الغيط ارتبط بثلاث جمل شهيرة ، قالها عندما كان وزيرا للخارجية المصرية في عهد مبارك ، إحداها تفاخره عام 2009 ، بأن مصر هي من أفشل عقد قمة عربية ، لبحث العدوان الاسرائيلي على غزة ، وقبل ذلك بأسابيع هدد أبو الغيط بقطع ساق أي فلسطيني ، يدخل مصر من غزة هربا من جحيم الحصار، وتصريح آخر شهير أطلقه أبو الغيط في شرم الشيخ ، قال فيه مصر ليست تونس، ردا على سؤال صحفي ، بشأن احتمال وقوع ثورة في مصر ، على غرار ما حدث في تونس، لكن ثورة يناير وقعت بعد ذلك التصريح بأيام.
وثمة صورة بائسة لا تنسى ،جمعت ابو الغيط مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة «تسيني ليفني» في القاهرة ، بعد أن هددت من وسط القاهرة وأبو الغيط بجانبها بالهجوم على قطاع غزة ، وبالفعل نفذت اسرائيل العدوان بعد 48 ساعة ، كان ذلك في أواخر عام 2008.
هذا الرجل من زمن مضى ، ليس بسبب سنه «74» عاما ، بل لكون سيرته العملية والدبلوماسية والتوجهات السياسية لا تتضمن أي انجاز لصالح العمل العربي المشترك ، لكنه يمكن أن يكون الأمين العام المناسب لجامعة هرمة أصبحت نموذجا للفشل لا يتأمل منها المواطنون العرب الخير ، بل أصبح اسمها مثارا للسخرية ، حصادها مجرد أرشيف من بيانات الادانة والشجب، وتوصيات وقرارات لا ينفذ منها شيء، كان أحدها قرار قمة القاهرة العام الماضي 2015 ، بتشكيل قوة عسكرية موحدة لمواجهة التهديدات الأمنية ، رغم وجود معاهدة الدفاع العربي المشترك ، التي لم يتم تفعيلها مرة واحدة ، لمواجهة الأخطار التي تواجه الأمة ، ويتم الاستعاضة عنها في العديد من الحالات ، بالاستعانة بقوى خارجية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو