الجمعة 2024-12-13 10:02 م
 

الكارثة والنكبة تتكرران كل يوم!

02:00 م

منذ 15 ايار عام 1948 حتى اليوم، ونحن نقف امام ذكرى النكبة في فلسطين، دون ان ندرك ان النكبة تحدث كل يوم، ودون أن يحاول احد وضع حد لها.. او محاولة وقف تداعياتها!!اضافة اعلان

كل عام يتمسرح الاعلام العربي والاحزاب والسياسيون في مشهد احتفالي بالنكبة..
وفي السادس عشر منه يرتاح الخطباء والشعراء والزعماء ويذهبون الى بيوتهم للاستمتاع بوجبة عشاء دسمة، وشرب عصير التفاح، والتمتع بالراحة من وعثاء النضال الوطني وتحرير فلسطين في يوم نكبتها!!.
كل عام، في وقت معين يتجمع مئات آلاف اليابانيين امام النصب التذكاري لضحايا القنبلتين الذريتين على مدينتي هيروشيما وناكازاكي، لكنهم بعد انتهاء ذكرى النكبة يذهبون الى معاملهم التي اقاموها فوق رماد الكارثة.. والى مزارعهم، والى صحفهم وتلفزيوناتهم ليبدأوا يوماً جديداً في تحالفهم مع الاميركان الذين القوا بالقنبلتين لأن مصالح اليابان في هذا التحالف، ولم يسمع احد يابانيا مسؤولا او غير مسؤول يتحدث عن الثأر ويجعل من الكارثة سُلّماً يصعد عليه السياسيون والحزبيون، لمصالح سياساتهم واحزابهم!!.
نقول هذا الكلام، وفي المانيا شواهد مماثلة وفي روسيا وفرنسا شواهد مماثلة، لا لندعو الى التحالف مع اسرائيل، فعندها تحالف افضل، وانما لنفتح عيوننا وآذاننا لاستيعاب ما يجري في هذا العالم، والتعامل مع النكبات بعقل وخلق يفرضان حدود السلم وحدود الحرب، ومعنى حياة الشعوب ومصالحها ومصيرها!!.
الامة العاجزة هي التي تحول هزائمها الى كربلائيات ولطم، وبكاء وعويل، وهي التي تمزّق قلبها تفجعاً على مرحلة مرّت، اما الأمم القوية فهي التي تحوّل هزائمها الى اعداد وانتصارات، وتجعل من حياتها رفاهاً واستقراراً وازدهاراً واذا كان العرب فقدوا شيئاً في تاريخهم الطويل فان المستقبل مفتوح امامهم لاستعادة ما فقدوا ليس بالبكاء والعويل وجلد الذات، وانما بالقوة.. والقوة هنا تبدأ بقوة التغيير.. قوة الاقتصاد والعلم والثقافة والجندية، فلم يكسب أي شعب معركته بالخطابات والاتهام، والبحث عن ذرائع للقعود والمسكنة.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة