الجمعة 2024-12-13 09:54 م
 

الكردستاني يعود للقتال من هو المستفيد ؟!

08:44 ص

ألا يدعو للاستغراب وإثارة ألف سؤال وسؤال أنْ يتم «تحريك» حزب العمال الكردستاني – التركي ودفعه إلى امتشاق السلاح مجدداً بعدما بدأ الرئيس رجب طيب أردوغان يتخذ مواقف أكثر وضوحاً وأكثر حزماً تجاه الأزمة السورية التي لولا المتدخلين من الخارج دعماً لبقاء بشار الأسد ونظامه وعلى رأسهم إيران ومرشدها علي خامنئي لكانت انتهت في مراحلها وقبل أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه وتصل أعداد القتلى والجرحى والمفقودين والمشردين واللاجئين إلى هذه الأرقام الفلكية فعلاً . اضافة اعلان

والسؤال هنا هو: من هي الجهة يا ترى التي دفعت الـ «P.K.K» إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع تركيا, مع الجيش التركي, الذي كان ساهم في التوصل إليه, مساهمة رئيسية, الزعيم الكردي مسعود البارزاني ؟!
قلْ لي من المستفيد أقول لك من هو الفاعل.. والمستفيد من تحريك الـ «P.K.K» ودفعه إلى العودة لامتشاق السلاح والتخلي عن وقف إطلاق النار الذي كان أبرمه مع رجب طيب أردوغان هو نظام بشار الأسد ولكن ولأن هذا النظام قد أصبح بحكم «المنهار» وغير القادر على التأثير على الأوضاع المحتدمة في سوريا وحولها وفي المنطقة فإن ما لا نقاش فيه وعلى الإطلاق هو أن من يقف وراء هذا التحول المفاجئ هو إيران التي ورغم تلاعبها بعامل المصالح بينها وبين تركيا خلال الأعوام الماضية منذ بدء انطلاق الثورة السورية 2011 فإنها في الحقيقة ترى أن «القطب» الآخر الذي ينافسها على كل شيء في هذه المنطقة هو الدولة التركية بتاريخها وحاضرها فالصراع بين العثمانيين والصفويين لا يزال بمثابة جمر يُعسْعِسُ تحت الرماد بالإمكان استعادة توهجه في أي لحظة .
ولهذا فقد بادرت إيران, التي بعدما خسرت حرب الثمانية أعوام مع العراق وتجرع الخميني مرارة الهزيمة كتجرع السم الزعاف, بدأت تعتمد استراتيجية البؤر الطائفية والجيوب العميلة, إلى تحريك حزب العمال الكردستاني التركي الذي كان أسسه عبد الله أوجلان برعاية المخابرات السوفياتيه الـ «كي.جي.بي» والمخابرات السورية في ذروة اشتداد صراع المعسكرات والحروب بالوساطة بين المعسكر الغربي «الإمبريالي» والمعسكر الشرقي الاشتراكي .
وهنا فإن اللافت حقاً هو: كيف يا ترى يبقى هذا الحزب الـ «p.k.k» على ولائه وتبعيته للنظام السوري وبالتالي لإيران التي هي الآن «وكيل» العديد من أنظمة هذه المنطقة بينما هو يعرف والكل يعرف أن نظام حافظ الأسد قد قام بتسليم زعيمه عبد الله أوجلان تسليم اليد إلى المخابرات التركية وفقاً لاتفاقية «أضنا» التي تم إبرامها بين الرئيس السوري السابق وبين مرحلة ما قبل حكم حزب العدالة والتنمية والتي ستكشف قادمات الأيام أخطر بنودها وأخطر ما تضمنته من اتفاقيات سرية .
لماذا يا ترى بمجرد ما طرأ تغيير فعلي في موقف رجب طيب أردوغان من الأزمة السورية وبخاصة مسألة المناطق العازلة على الحدود التركية – السورية بعرض 50 كيلو متراً وطول 90 كيلو متراً وموقفه من تنظيم «داعش» الإرهابي لجأت إيران إلى تحريك حزب العمال الكردستاني – التركي والمؤكد أن هذا ليس حباً بالأكراد ولا تبنياً لقضيتهم وإنما لإشغال تركيا, المُنافسة التاريخية, بمواجهة هذا الحزب الذي لو أنه يأخذ موقفه على أساس مصالح «بني قومه» لكان وجه بنادقه إلى دولة الولي الفقيه التي تمارس استبداداً بدائياً على «أكرادها» والتي ورثت عن حكم الشاه السابق إسقاط جمهورية مهاباد الكردية التي كان الملا مصطفى البارزاني والد مسعود البارزاني يحتل منصب وزير الدفاع في حكومتها القصيرة العمر .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة