فوت النواب أمس فرصة إجراء مراجعة شاملة وعم?قة لتداع?ات ا?زمة السور?ة على ا?ردن، بأبعادھا ا?نسان?ة وا?من?ة والس?اس?ة.
فعوضا عن مناقشة س?اسة الحكومة بشأن قض?ة ال?جئ?ن المتفاقمة، وسبل إدارتھا ل?زمة، تبارى السادة النواب في إط?ق دعوات
عنصر?ة وتحر?ض?ة بحق ا?خوة السور??ن، وصلت إلى حد المطالبة بطردھم وترح?لھم.
اتسم خطاب عدد غ?ر قل?ل من النواب با?نفعال والتشنج، وطالوا بسھام نقدھم دو? عرب?ة ل?س ل?ردن مصلحة في توت?ر الع?قات معھا،
بصرف النظر إن كنا نتفق أو نختلف مع س?استھا تجاه سور?ة، ?ن ع?قات ا?ردن مع أي دولة تتحدد بمنظور المصالح ا?ردن?ة
الخالصة، ول?س بموقف ھذه الدولة أو تلك من ا?زمة في سور?ة أو في أي مكان آخر من العالم.
لكن وسط ضج?ج الخطابات تحت القبة، لم تغب ا?فكار البناءة. فقد تقدمت كتلتان ن?اب?تان بمقترحات قابلة للنقاش، من قب?ل الدعوة إلى
إقامة منطقة إنسان?ة داخل الحدود السور?ة ??واء ال?جئ?ن، بد? من المخ?مات شح?حة الخدمات في الداخل ا?ردني؛ ودعوة المجتمع
الدولي للوفاء بالتزاماتھ تجاه ال?جئ?ن، وتقد?م الدعم المالي ال?زم ل?ردن.
و?مكن التفك?ر أ?ضا في وضع حد أعلى لعدد ال?جئ?ن المسموح لھم بالدخول ?وم?ا ل?ردن، وذلك للس?طرة على حا?ت التدفق العشوائي،
وضمان تقد?م الخدمة بحدود ا?مكانات المتاحة.
حال الحكومة ل?س بأحسن من النواب؛ فقد تب?ن من الب?ان الذي عرضھ رئ?س الوزراء عبدا? النسور، خ?ل الجلسة، أن الحكومة ?
تملك تصورات واضحة وعمل?ة للتعامل مع قض?ة ال?جئ?ن، غ?ر افتتاح مز?د من المخ?مات. وأنھ ل?س لد?ھا خطط بد?لة في حال تفاقمت
ا?وضاع على الحدود. وا?سوأ من ذلك أنھا لم تعدّ خر?طة للمواقع التي ?تواجد ف?ھا ال?جئون السور?ون، أو معلومات واف?ة عن ظروف
إقامتھم.
وكان مفاجئا للكث?ر?ن ما أعلنھ النسور عن وجود نحو 600 ألف سوري في ا?ردن قبل اند?ع ا?زمة. ومع قدوم أكثر من 450 ألف
?جئ، ?كون العدد تجاوز حاجز المل?ون. أرقام وزارة العمل حول العمالة الوافدة لم تشر في ?وم من ا??ام إلى وجود 600 ألف سوري
في ا?ردن؛ في أحسن ا?حوال كانت التقد?رات تش?ر إلى 200 ألف.
بعد أشھر على إند?ع الثورة في سور?ة، كانت المؤشرات تف?د بأن التطورات ھناك ستأخذ منحى خط?را. وقد حذرت منظمات دول?ة من
أزمة إنسان?ة تتجاوز الحدود السور?ة. لكن المسؤول?ن ا?ردن??ن لم ?أخذوا ذلك على محمل الجد، ولم ?عدوا الس?نار?وھات ال?زمة
للتعامل مع كل ا?حتما?ت، وشھدت إدارة ا?زمة حالة من التخبط وا?رتباك، والتنازع على الص?ح?ات ب?ن مختلف ا?جھزة
الحكوم?ة، رغم المبادرة إلى تشك?ل لجنة عل?ا لھذا الملف.
ل?س ?ئقا من الناح?ة ا?خ?ق?ة أن نلقي اللوم على ال?جئ?ن؛ ھؤ?ء ضحا?ا ? ذنب لھم، لم ?ختر واحد ف?ھم ترك بلده وب?تھ للع?ش في
مخ?م تنعدم ف?ھ وسائل الح?اة، أو البحث عن مكان آمن ?طفالھ ب?ننا.
ك?ف ?كون شعورنا لو كان واحد منا ? قدر ا? مكان شق?ق سوري وھو ?سمع بعض نوابنا ?طالبون بطرده وإغ?ق الباب في وجھھ؟!
ا?زمة أكبر من طاقتنا على احتمالھا، ھذا صح?ح. لكن ثمة خ?ارات كث?رة للتخف?ف من آثارھا غ?ر الدعوة إلى صفع أشقاء أعزاء على
وجوھھم.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو