الوكيل - 'في البدء كانت الامور صعبة علي من الناحية النفسية والجسدية، إلا انني أصبحت الان استمتع بكل مرة التقي فيها صديقي'، دون تردد يصف شاب علاقته الحميمية بصديقه الذي يمارس معه الجنس منذ اربع سنوات.
حب الفضول هو ما دفع الشاب' ميزو'- وهذا لقبه- وهي عادة من ينتمي لهذه الفئة في ابتداع الالقاب- للتعرف على شاب عشريني اكتشف أن له ميولا جنسية مختلفة. هذا الشاب يحمل أيضا لقب 'لولو' الذي يعرف به بين نظرائه.
لم ينكر ' ميزو' صعوبة الامر عليه من الناحية النفسية والجسدية في البداية الا انه تخطى هذه المرحلة و'بات يستمتع'- على حد قوله- في كل مرة يلتقي صديقه فيها لممارسة الجنس.
رغم غرابة هذا السلوك وتعارضه مع منظومة القيم الاخلاقية والشرعية في الاردن، غير أن هذه الفئة تثير جدلا من وقت لآخر في بحثها عن شكل من الاعتراف، مستندين إلى القانون الدولي الذي يدعو لازالة جميع أشكال التمييز. فقد سبق لمثليين ان هدَّدوا باللجوء إلى القضاء في حال رفض طلبهم في انشاء جمعية لهم حتى أن المسؤولين وقتها لم يستطيعوا منعهم من هذه الخطوة.
وتنص المادة 22 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية،على 'الحق في حرية تكوين الجمعيات مع آخرين، بما في ذلك حق إنشاء النقابات والانضمام إليها من أجل حماية مصالحه... ولا يجوز أن يوضع من القيود على ممارسة هذا الحق... إلا تلك التي ينص عليها القانون وتشكل تدابير ضرورية.
المفارقة أن محاولات الاعتراف تلك لم تقلل من العقوبات التي يفرضها قانون العقوبات بالسجن من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات على كل من ارتكب مع شخص من نفس الجنس أفعالاً شهوانية. ويؤكد النقيب احمد الجريري من مركز حماية الاسرة أن المركز يهتم ويختص بهذا الموضوع في المشاكل المتعلقة بالفئة العمرية ما دون الثامنة عشر فقط، والتي تعتبر قضية هتك عرض وليس شذوذا جنسيا، مشيرا الى ان فئة الشباب الاكبر سنا يتم تحويلهم الى الحاكم الاداري في حالة تقديم شكوى او ضبطهم متلبسين.
من الخفاء إلى العلنية..
لم يعد الشذوذ الجنسي مقتصرا على الاماكن المخفية والبعيدة عن أعين الناس، اذ صار لا ضير من العلنية على اعتبار أنه سلوك طبيعي يروج له 'الشاذون'، لذلك تراهم في المقاهي بأنواعها (الكوفي شوبات) أوالانترنت والصالونات والشوارع. بل يلاحظ أنهم يتجمعون كل فترة قصيره في بعض الاماكن المتعارف انهم روادها في اربد وعمان لإقامة حفلات صغيره لعدم جذب الانتباه بشكل كبير الا لمن يعلم بطقوسهم الخاصه، فنراهم بلباس مختلف والوان على وجوههم التي تكون أقرب للانثى بالاضافة الى حركاتهم وأصواتهم التي هي احدى المؤشرات الداله على شذوذهم.
لكن 'ميزو' يفضل أن لا يعلم أحد بعلاقته الحميمة بصديقه في الوقت القريب، 'ليس خجلا ولكن بسبب النظرة المجتمعية السلبية لهم' ،متمنيا أن يقوم بذلك.
تختلف طرقهم في التعارف، ولا تخلو بعضها بداية من اعتداء يندرج تحت ما يسمى جزائيا بهتك العرض، لكن تصبح بعد ذلك أمرا عاديا.
فـ' نيشان' كانت نقطة التحول عنده بداية عندما قام شباب يكبره بكثير باستدراجه الى منطقة 'مقطوعة وخالية من الناس' وعمل على غوايته بالسجائر التي 'لم استطع مقاومتها لشدة حبي لها خصوصا أنني كنت مدمنا عليها منذ الصغر' يقول نيشان الذي بين ان ذلك الصديق طلب منه بعد السيجارة الاولى أن يخلع ملابسه ليمارس معه الرذيلة.
يقول :'سرعان ما فهمت سبب مجيئي الى هذا المكان ،الامر الذي ادى الى شعوري بالخوف والرهبة ولكن سرعان ما بدأ هذا الشعور بالتلاشي ليتحول الى فضول لمعرفة ماهية الطريق التي استدرجني اليها حيث وجدت متعة واشباعا بداخلي كنت ابحث عنه منذ زمن طويل'.
الاخلاص من قيمهم !
الغرابة لا حدود لها في عالم المثليين إذ أن نوعا من القيم يحكم علاقاتهم، ومن ذلك الاخلاص في العلاقة. يقول نيشان انه ' لا يطيق ان يمارس عشيقه العادة مع غيره، وأنه يغارعليه ولا يتخيل ان يخونه مع غيره، فالحب بيني وبين عشيقي لطالما حلمت به ويزداد يوما بعد يوم'.
ويضيف انه 'غير نادم اطلاقا على السير في هذه الطريق' مؤكدا انه غير مهتم بنظرة الناس والمجتمع له ' فثقتي بنفسي هي دافعي'.
بل إن 'ميزو' ينزعج من مجرد السؤال اذا ما كان قد مارس الجنس مع احد اخر من كلا الجنسين غير صديقه او ان صديقه قام بذلك، ويقول :'هذه العلاقة قائمة على الحب الخالص لا على اشباع الغرائز الجنسية فقط، ولا يسمح لأحد أن يقدم على مشاركة أحد هذه الحياة الخاصة معتبرا ذلك الامر أشبه بالخيانة الزوجية.
وللمثلية تعريفات عديدة وأبرز ما قدمته الدول انه ' انجذاب نفسي وعاطفي وشعوري مكثف ومتواصل تجاه شخص من نفس الجنس، وقد تتوج هذه الميول بالرغبة في الإتحاد الجسدي ومن ثَمّ الاتصال الجنسي'.
لماذا البحث عن الاعتراف؟
بحسب أخصائيين اجتماعيين في الجامعة الأردنية فإن تحرك المثليين في هذا الوقت بحثا عن الاعتراف، مرده موجة الغضب التي أثارها مدون انتقد المثليين وسخر منهم في مقال له بعنوان (أسوأ ما شاهدت في عمان)، ما خلف ردودا مختلفة على صفحات المدونين الذين بدأوا بالكتابة في نفس الموضوع ما بين مؤيد بشدة ومعارض بشدة، حتى وصل الامر ببعض الناشطين على موقع الفيس بوك إلى المطالبة بإنشاء مجموعة لمكافحة ظاهرة ' الشذوذ الجنسي' في الأردن، وطالبوا بعدم منحهم ترخيصا لإنشاء جمعيتهم مبررين طلبهم بأنه يتنافى مع الأعراف الدينية والاجتماعية في الاردن.
دوليا، هناك تحركا لمكافحة ظاهرة المثلية تقوم به مجموعة من الجمعيات في الدول الغربية والعربية على أساس تقديم المثلية الجنسية على انها 'خطأ' و'توجه غير طبيعي', مع أن معظم الدول في العالم وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة لازالة جميع أشكال التمييز ضد المثليين. وتنشط هذه الجمعيات خصوصاً في أمريكا والدول المسلمة معتمدةً على الدين, ويظهر ذلك في الدول العربية على شكل الرفض لأي تدخل تقوم به المنظمات الدولية لإقحام المثلية في حقوق الإنسان وقوانين الأحوال الشخصية.
لكن الغريب في الأمر، أن غالبية المثليين يضع الدين سببا لممارسة شذوذهم وشهواتهم ورغباتهم خصوصا عندما يتكلمون عن كيفية ممارستهم الجنس، ومنها تمترسهم خلف القول 'لا حياء في الدين' فتأخذهم الاهواء الى تفسير الايات القرآنية والقوانين تفسيرا يخلو من المنطق. وهو ما يرفضه الدين بالتأكيد أن الاسلام حرم ما يسمى بالشذوذ الجنسي لانه يُعتبر من أشنع المعاصي والذنوب وأشدها حرمةً وقُبحاً فهي خصلة شنيعة وفاحشة مذمومة اذ يعتبر من الكبائر التي 'يهتزُّ لها عرش الله'، اضافة للأثر الاجتماعي والنفسي الذي يتركه هذا الفعل في مجتمعنا، نظرا لأنه يخالف الطبيعة ويخالف ما اختاره الله.
ما اسبابه؟
يقول دكتور في جامعة العلوم والتكنولوجيا أن العلم والطب لا يعتبران التوجه الجنسي اختياراً، انما هي مشاكل ناتجة عن عوامل هرمونية وعضوية. لكن، رأيا طبيا آخر يعتبر الشذوذ ناتج عن عوامل بيئية وبيولوجية كالتحرش والاغتصاب بمراحل الطفولة مما ينتج عنه حب الاستمرارية على هذا النهج.
ومن الناحية النفسية، قال الطبيب النفسي محمد الشوبكي ان الشذوذ الجنسي عملية اضراب غير مقبوله ويشير ذلك الى وجود مرض يمكن علاجه علاجا سلوكيا مع الوقت اذا استمر الشخص بالعلاج مع الطبيب. وأكّد ان هذه الظاهره قد تعزى الى عدة اسباب منها مشاكل واجهت الاشخاص اثناء الطفوله او الى اضطرابات عائلية و قد يعزى الدور الاكبر الى وسائل التكنولوجيا الحديثه التي ساهمت بازدياد سوء الاوضاع في المجتمع. كما يؤدي سعي الانسان الى اشباع غرائزه بلارقيب الى تدني مستمر في الانحرافات.
في المحصلة، تعتبر دكتورة علم الاجتماع رانيا جبر أن مثل هذه السلوكيات هي خروج وخرق للمعايير والعادات والقيم المجتمعية السائدة مما يؤدي الى انعكاسات سلبية على البيئة وافرادها. كما اكدت بان هذه الفئة تمتلك خواص ومعايير مشتركة فيما بين افرادها وينظرون لانفسهم بانهم اناس عاديين 'غير شاذين'، و ينظرون الى السويين بأنهم هم 'الشاذون'.
هذه الدعوة لا تلغي ما يقابلها من مطالب بالاعتراف امام مجتمع بدأت تغزوه ظواهر سلبية تعتبر غير أخلاقية ومخالفة للفطرة .
*أعدّ خصيصا لبرنامج الاعلام و حقوق الانسان - كتبت- هبة العمري
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو