بقلم : صدام فلاح الدعجة
شهدت بلادنا موجة منقطعة النظير تمثلت في تأسيس العديد من الأحزاب الجديدة ولئن يبدو هذا الوضع غير طبيعي بالنسبة إلى البعض إلا أن العكس هو الصحيح .
ولكن تأسيس الأحزاب لا يمكن أن يكون لمجرد غاية الحصول على تأشيرة أو لمجرد الانتماء إلى حزب بل الأساس من العمل الحزبي هو خدمة الشعب وتقديم تصور يتمثل في البرنامج العام والمشروع المجتمعي السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي البديل، فالحزب مجرد وسيلة وخدمة الشعب والبلاد هي الغاية وبذلك تأخذ السياسة معناها النبيل وتأخذ الأحزاب معناها الحقيقي.
أما إذا كان الحزب في حد ذاته هو الغاية وحين تصير المصالح الحزبية الخاصة هي الهدف انقلب الأمر إلى عقلية حزبية ضيقة ومصالح حزبية لا تهم الشعب من قريب أو بعيد.. ويزداد الأمر غلوّا حين يصبح الحزب يسعى لخدمة أهدافه الخاصة وحساباته الشخصية الضيقة ويصير كل ما يخدم الحزب إيجابيا ورائعا ومفيدا وكل ما يناقض مصالحه سلبيا وسيئا وضارا !!!!!
لذلك لايمكن أن تحدّد غايات العمل الحزبي ومقاصد العمل السياسي على أساس المصالح الحزبية أو الاعتبارات الزعاماتية الضيقة بل على أساس المصالح الوطنية والشعبية والمجتمعية وباعتبار ما يفيد الناس لا ما يخدم الأشخاص .
إن المسؤوليات الحقيقية للأحزاب الوطنية اليوم مهما كانت مراجعها الفكرية هي العمل من أجل تحقيق المنافع العامة للمجتمع، وعلى هذا الأساس يجب أن تبنى برامجها وتحدد سياساتها وتكون مواقفها ،لا أن تحددها الاعتبارات الحزبية أو الشخصية ،ومن ناحية أخرى لا يمكن أن تتحدد سياسات الأحزاب أو أن تضبط برامجها وترسم اختياراتها وتتخذ مواقفها دون اعتماد القواعد الديمقراطية عبر رأي الأغلبية ووفق الأسس القانونية الحزبية والوطنية ، ورغم أن السائد هو في حالات كثيرة العكس تماما فإن التاريخ والواقع يثبتان فشل كل الأحزاب التي تغلْب حساباتها وحسابات زعمائها على المصالح العامة الوطنية والشعبية .
إن السياسية هي فن التعامل مع الواقع وفن طرح ماهو ممكن وفن قراءة المعطيات الموضوعية وفهم التطورات المجتمعية وليس التحصن وراء الجمود الفكري والانغلاق الأيديولوجي والتزمت السياسي خلف قوالب جاهزة وأطروحات جاهزة ونظريات بصفة ماركات مسجلة. الواقع متغير والظروف متحركة والمعطيات الاجتماعية والاقتصادية في حالة ديناميكية مستمرة وسبحان الثابت الدائم .
لذلك من غير الممكن أن تنمو الأحزاب السياسية وأن تنتشر وتكون فاعلة وتابعة ومؤثرة إذا كانت بعيدة عن واقع الشعب وعن أحوال المجتمع وبالتالي عن همومه ومطالبه وانتظاراته وغير معبرة عن تطلعاته وتصوراته وأسس انتمائه ومقومات هويته ،لذلك المسؤولية الحقيقة للأحزاب الوطنية هي قيادة الجماهير الشعبية لتحقيق طموحاتها وليست في الوصاية عليها وخلق قضايا بديلة لها وخوض معارك ليست من اهتماماتها ولا في حساباتها .
وعلى هذا الأساس فإن العمل الحزبي سواء من خلال الحزب ذاته أو عبر التحالف مع أحزاب أخرى أو عن طريق تجميع عدة أحزاب في كيان واحد يبقى خاضعا لهذه المسؤولية ولهذه الروح الوطنية والشعبية ولهذا التصور البناء للعمل السياسي وسيكون بالضرورة مثمرا وفاعلا .. أما بخلاف ذلك فإنه لن يلاقى غير الفشل الذريع .
حمى الله قائدنا ............ حماك الله يا أردن الأمان
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو