كل شيء في منطقتنا يمكن أن يتحول إلى مشكلة. ففي مصر يشكل عزل مرسي من الرئاسة مشكلة مثلما يشكل وقف برنامج باسم يوسف التلفزيوني مشكلة، محاكمة مرسي مشكلة، الاخوان وإغلاق الشوارع مشكلة في مدينة عدد سكانها 18 مليوناً.
في سوريا حول النظام السياسي نفسه إلى قوة عسكرية تتعامل مع الناس بالجيش، بالدبابات والطائرات والمدافع والصواريخ. وحولت المعارضة نفسها الى مركز استقطاب للإرهاب الدولي، فالوقوف مع النظام مشكلة، والوقوف ضده مشكلة، الجهد العربي لايقاف النزيف مشكلة، والجهد الدولي ومؤتمر جنيف مشكلة.
عندنا، يشكل اللجوء السوري مشكلة ويشكل اغلاق الحدود مشكلة، الذين يملكون جرأة تحويل الشارع إلى ربيع هم مشكلة وقمعهم أو انهاكهم مشكلة.
في العراق تفشل الدولة في ان تكون دولة العراقيين، وتتمسك بالإرث الطائفي الذي بدأ بالحرب بين العثمانيين الأتراك، والصفويين الفرس.. وهنا وصلت إلى حرب السُنّة والشيعة بعد هدنة عام 1913، وتخطيط حدود العداء بين الدولتين. وقد اعطى القدر العراقيين مملكة فيصل فتوقف الصراع. ذلك أن الملك هو ابن علي بن ابي طالب،.. لكنه سنّي.. وهو عروبي ولكن عروبته المعتدلة اتاحت للكرد والآشوريين وعشرات التجمعات الدينية الأخرى فرصة اندماجها في الدولة الجديدة.
الآن، الدولة التي اقامها الاحتلال الأميركي مشكل وهدمها مشكل، وأدوات الصراع الداخلي تلبس لباس الطائفية المقيتة التي اعادت العراق أكثر من قرن إلى الوراء!!.
لبنان مشكلة، وصراع قواه الداخلية مشكلة لأن خيوطه في أيدي خارج لبنان، والتدخل لاصلاح الأمر بين اللبنانيين مشكلة: فكيف تصالح العقل السياسي الماروني بالعقل السياسي المرتبط بولاية الفقيه. أو بالعقل السياسي السني الذي ما يزال يعتقد انه جسر لبنان الى العالم العربي.. في حين لم يعد هناك عالم عربي؟؟
لقد وصفنا كل شيء في الوطن بالمشكل لان حياة الشعوب تتطلب شيئا اخر غير الموروث المدمر، فقضايا الوطن لا تفترض وصولها الى حالة المشكل، لان هناك.. حوارا، ولان هناك شيئا اسمه تعظيم القواسم المشتركة، وهناك شيء اسمه خطر التطرف، لانه يؤدي الى سيطرة اناس على اناس بدل تعايش الناس في وطن مستقر مزدهر يتسابق الجميع لرفعته وقوته وعزته.
صارت قضايانا مشاكل، فوصلنا الى الحروب الداخلية والى تهديد الشعوب بخبزها، ومائها ومدنها وقراها ومزارعها ومصانعها.
إننا نشهد الان دمار قرى الغوطة التي نعرفها منذ الاربعينات، غوطة غابات اللوز والمشمش والجوز، وحقول الخس والطرخون، والزعتر، ونشهد دمار وسط المدينة في حلب واسواقها القديمة المرنخة بالتاريخ والعراقة، وقلعتها، وكل ما فيها من مؤشرات دولة الحمدانيين وعز سيوفها وشعر عظيم الروح احمد بن الحسين.
هل من المعقول ان يكون مستقبل سوريا الزاهر الديمقراطي يمرُّ من هذا الدمار، هل نصدق انها الوطنية والاسلام واليقين المدني هي التي تعبر عن نفسها بالمدافع والقتل والاعتقال وتجويع الاطفال.
نملك هنا في الاردن ان نرفع يدنا احتجاجا على ما يجري وان نرفع الصوت: توقفوا عن الجرائم التي تقارفونها باسم دولة المستقبل، فلم يعد في وطنكم مستقبل، لم يعد في وطنكم حياة، لم يعد في وطنكم إلا الدم.. والحقد.. والدمار.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو